–
عادل عبده بشر
> قليلون هم من نذوب في عشقهم حتى النخاع رغما عنا وسيستمر هذا العشق حتى آخر يوم لنا في الحياة الدنيا وسنوصي به أبناؤنا من بعدنا..
من هؤلاء القليلين العظيمة وردة الجزائرية فرغم رحيلها عن عالم البشر إلا أن روحها النقية لازالت تأتينا متى استحضرناها في النصف الآخر من الليل أو مع مولد شمس الصباح بين أحضان السماء فنتبادل معها عشقا◌ٍ لم يخطر من قبل على قلب بشر.
وحدها وردة الجزائرية من تستطيع الدخول إلى قلوبنا دون أن تحتاج إلى التسلل من فوق الأسوار أو تطلب الإذن بفتح الأبواب.. ووحدها »وردة الجزائر« من تزداد نظارتها يوما بعد آخر حتى وإن عمد القدر إلى قطفها معتقدا بشكل خاطئ أنها مثل بقية الورود سيكون مصيرها الذبول بعد فصل الروح عن الجسد¡ ووحدها هذه الوردة من يبقى عطرها فواحا◌ٍ مدى الدهر ترشف منه أرواحنا عطرا◌ٍ فيه شفاء للعاشقين.
استغربت كثيرا◌ٍ من إشاعة خبر وفاة المطربة الرائعة وردة الجزائرية مساء الخميس ٧١مايو ٢١٠٢م.. فحتى البارحة كانت هذه الجميلة معي نمارس طقوس العشق المعتادة بيننا منذ كنت طالبا◌ٍ في الثانوية.. وأثناء كتابة هذه المادة قبيل فجر الأمس كانت الوردة الجزائرية حاضرة بجواري تردد أحلى أغانيها »بتونس بيك وانت معايا.. لما تقرب أنا بتونس بيك.. ولما بتبعد أنا بتونس بيك..« كانت وردة تغني والقلم يبكي.. لأنه يعلم جيدا◌ٍ أنه مهما استحضر من كلمات العشق والحب فلن يستطيع أن يعطي هذه المعشوقة حقها..
بالتأكيد لست الوحيد من ابتلي بعشق السيدة وردة منذ الطفولة فهناك الملايين غارقون في حبها حتى النخاغ.. فمن منا لم يذب فؤاده بين أسطر كلمات أغنية »بتونس بيك« ومن منا لم تحلق روحه عاليا◌ٍ في السماء مع أغنية »كأنك معايا« ومن منا لم يذرف الدموع وهو يستمع لـ»حرمت أحبك« ومن منا لم يعش آلام الحب وآمال الغرام مع أغنية الوداع قبل حتى أن يعرف قلبه معنى فراق الحبيب.. ومن منا لم يهد لزميلته في الجامعة على استحياء ظرفا◌ٍ فيه كاسيت يحوي أغاني لوردة الجزائرية اختارها بعناية فائقة منها »وحشوني ¡ بودعك¡ بنده عليك¡ بعمري كله حبيتك¡ اكدب عليك¡ قلبي سعيد¡ لولا الملامة¡ أوراق الورد¡ في يوم وليلة¡ معندكش فكرة« فتحفظ زميلة الجامعة هذه الأغاني عن ظهر قلب وتتعمد ترديدها أمامك في قاعة المحاضرات أو في طارود الكلية أو تحت الشجرة خلف بوفية« الحمادي« معتقدة أنك وقعت في حبها منتظرة منك كلمة أحبك¡ لكنها تتفاجأ بك تخبرها أنك غارق في عشق ورد الجزائرية فتنسل هذه الفتاة من حياتك ثم تعود لتتصل بك بعد عشر سنوات من التخرج لتعزيك بشماتة في موت معشوقتك وتسمعك أغنية »بودعك« ولاتعرف هذه الفتاة أن عشق »الروح¡ اقوى من عشق¡ الجسد¡ وعشق الملائكة¡ ليس كمثل عشق¡ البشر¡ وعشق وردة الجزائرية يختلف عن أي عشق..
مع الاعتذار لـ«ملكتي الجميلة وسيدة روحي .. أم العيال».
Prev Post
قد يعجبك ايضا