• في العام الماضي كان علي حسن الزيدي ( 80 سنة) ضمن قائمة (17000) ألف حاج يمني تم استبعادهم من قوائم المتقدمين للحج عبر وزارة الأوقاف اليمنية. وهذا لا يؤخذ على الوزارة فالواقع فرض تأجيل حق هذا الرقم من الأشخاص الذين يتحرقون شوقاٍ للحج وزيارة الديار المقدسة بعد أن عقدوا النوايا العام الماضي فقد تم تحديد حصص الدول الإسلامية بالتساوي من الجهات المختصة والمعنية بخدمة الحرمين المكي والمدني وتنظيم مناسك الحج والعمرة وزيارة الأراضي المقدسة فكانت حصة اليمن لا تتجاوز نحو (19.404) أشخاص تم اختيارهم بعد المقارنة والمفاضلة في قوائم تتضمن (36) ألف مقدم طلب لأداء فريضة الحج- حسب بيانات العام الماضي.. ليصاب علي حسن الزيدي بصدمة ندم وإحساس بالحرمان والخسران وكما لو أن ذلك هو قدره في الحياة أن لا يحج بيت الله الحرام. في اللحظة التي أعلنت فيها وزارة الأوقاف اليمنية في بيانها النهائي الصادر يوم 2015/09/16م تعثر الحج هذا العام وأن الجانب السعودي لم يمنح التصاريح اللازمة من قبل هيئة الطيران السعودي لجداول الرحلات الجوية الخاصة بالحجاج اليمنيين المسافرين جواٍ إضافة إلى عدم السماح بتحويل المبالغ الخاصة بخدمات الحجاج ولم يستكمل حل القضايا العالقة في المسار الإلكتروني الأمر الذي جعل الوزارة تعبر عن أسفها لعدم تمكنها من تفويج الحجاج اليمنيين للموسم 1436هـ..
• علي حسن الزيدي– الذي يملك حدوداٍ معرفية لا بأس بها ويعمل فلاحاٍ كادحاٍ – منذ تجاوزت أعوام عمره الخمسين يعيش اللحظات والساعات الطوال هاجساٍ وشوقاٍ وجدانياٍ وروحياٍ إلى الحج وإلى يوم عرفة وزيارة المدينة المنورة.. غير أن ظروفه بقيت حائلاٍ بينه وبين حج بيت الله وزيارة قبر نبيه المصطفى وكان هذا عذراٍ تتقبله منطقية الواقع فيداري به نفسه لكنه اليوم يعيش حالة يأس مطبق بعد أن عاش عذابات الانتظار المر منذ إعلان نتائج الأسماء المقبولة للحج العام الماضي إذ لا شيء على لسانه يجري سوى الهتاف بالحج وأطراف من قصائد شيخ العارفين المتصوفين عبد الرحيم البرعي اليماني:
(يا راحلين إلـى منـى بقيـادي/ هيجúتْمْ يوم الرحيـل فـؤادي..
سرتم وسار دليلكم يا وحشتـي/ الشوق أقلقني وصوت الحادي
ويلوح لي ما بين زمزم والصفـا/عند المقام سمعت صوت منادي
ويقول لي يا نائما جد السْـرى/عرفات تجلو كل قلب صـادي
من نال من عرفات نظرة ساعة / نال السرور ونال كل مراد
تالله ما أحلى المبيت على منـى / في ليل عيدُ أبـúرِك الأعياد
ضحوا ضحاياهم وسال دماؤها / وأنا المتيم قد نحـرت فـؤادي
يارب أنت وصلتهم صلني بهـم/ فبحقهـم يـا رب فْـك قيـادي
فإذا وصلتـم سالميـن فبلغـوا / مني السلام أْهيúـل ذاك الـوادي
قولوا لهم عبـد الرحيـم متيـمَ/ ومفـارق الأحـبـاب والأولاد)..
لكن الخاتمة على عام العذابات من الانتظار كانت أسوأ مما يتوقع إذ يحال للانتظار لاستلام مبالغه التي كان قد دفعها ليحج هذا العام كون الأولوية له بعد الانتظار من العام الماضي لتبقى الأولوية قائمة أيضا غير أنه لا يملك ضمان حياته المستقبلية حتى ساعة من الزمن..
• حصة اليمن من الحج هذا العام تصل نحو 19404 حجاج لكن جميع هذا الرقم من الحجيج وجدوا أنفسهم خلف قضبان السياسة ومقتضيات الصراع السياسي الذي ألقى بظلاله ليس على اليمن فقط بل على المنطقة العربية وصولاٍ لأن يطال الركن الخامس من أركان الإسلام ولكن تحت ذرائع المماطلة في الإجراءات المعتادة بتسجيل وتسكين رعاية الحجاج في الأراضي المقدسة من قبل المملكة العربية السعودية..
فحسب الأستاذ يونس الشجاع مدير الإعلام في وزارة الأوقاف- تم تسجيل أكثر من 20 ألف حاج هذا العام في الوزارة وهم المطالبون بالتفويج الرسمي لهم لأداء مناسك الحج وتقررت حصة اليمن في قائمة الدول الإسلامية نحو 19404 حجاج.. لكن مع الممطالة وانتهاء الوقت اللازم حرم هذا الرقم من الحج هذا العام.
مؤكدا أن هذه الحصة لا تشمل اليمنيين الذين في المملكة بل محصورة على الداخل وأن الذين استطاعوا هذا العام الدخول للحج من هذا الرقم لا يتجاوزون 1500 حاج ودخلوا بطرق شخصية وعلاقات ذاتية وبموجب رقم الطلب المسجل لدى الوزارة..
• رابطة علماء اليمن أدانت منع السلطات السعودية حجاج اليمن من الحج هذا العام- حسب ما نقل موقع حصاد اليوم 24 ومواقع أخرى – معتبرة هذا القرار الجائر يأتي في إطار العدوان المستمر على اليمن وأهله طيلة ستة أشهر متتابعة من الحرب العدوانية والدمار وسفك الدماء وإزهاق الأرواح البريئة وخراب البيوت واستهداف كل مقومات الحياة وكأن شعب اليمن ليس له أي حقُ في الوجود أو في الحياة.
وتأتي هذه الإدانة غداة إعلان وزارة الأوقاف اليمنية رسمياٍ تعثر الحج يوم ا لأربعاء, 16-سبتمبر-2015م وعدم تمكنها من استكمال الإجراءات الكفيلة بأداء الحجاج اليمنيين فريضة الحج بيْسر وسهولة وذلك بعد عدم موافقة الجانب السعودي على تأشير جميع جوازات الحجاج المدخلة بياناتهم في المسار بدون استثناء وإحالتها إلى قاعدة بيانات وزارتي الداخلية والخارجية بالمملكة العربية السعودية إضافة إلى عدم تجهيز المنافذ البرية والجوية لاستقبال جميع الحجاج اليمنيين وانتهاء الوقت الممكن لذلك.
• وقالت الرابطة في بيانها: إنا في رابطة علماء اليمن ندين ونستنكر ونستهجن منع وحرمان السلطات السعودية حجاج اليمن من الحج هذا العام ومنعهم من أداء مناسك الحج استجابة لقول الله تعالى ( وِلله عِلِى النِاس حجْ الúبِيúت مِن اسúتِطِاعِ إلِيúه سِبيلاٍ).
كذلك واعتبرت الرابطة القرار بحرمان اليمنيين من الحج هذا العام “في إطار الضغط لتحقيق مآرب سياسية أو عسكرية أو انتصارات وهمية ضد هذا الشعب المسالم وكان من اللائق بل من الواجب تجنيب المساجد فضلاٍ عن بيت الله الحرام والأماكن المقدسة من أي صراع سياسي أو عسكري إذú لايجوز إقحامها في أي صراع”.داعيةٍ السلطات في السعودية وهيئة كبار العلماء فيها أن يتقوا الله وأن يرجعوا عن هذا القرار الجائر وأن يسهلوا إجراءات السفر لحجاج اليمن هذا العام وأن يتقوا الله في هذا الشعب المظلوم والمكلوم من قبلهم وأن يتركوا تعاليهم واستكبارهم عليه فالكبرياء لله وحده الواحد القهار.
مذكرةٍ بأن منع الناس من الحج ليس من دأب المؤمنين بل هو دأب الكافرين الذين حكى الله عنهم ذلك بقوله (إنِ الِذينِ كِفِرْوا وِيِصْدْونِ عِن سِبيل اللِه وِالúمِسúجد الúحِرِام الِذي جِعِلúنِاهْ للنِاس سِوِاءُ الúعِاكفْ فيه وِالúبِاد وِمِن يْردú فيه بإلúحِادُ بظْلúمُ نْذقúهْ منú عِذِابُ أِليمُ).