صناعة الأمل!!

خاض منتخبنا الوطني الناشئ لكرة القدم في مدينة رام الله الفلسطينية المحتلة معتركا كرويا شريفا وراقيا هو بلغة الساحرة المستديرة والمستطيل الأخضر صراع ومنافسة قوية ومحتدمة في الملعب بين منتخبات ناشئة وصغيرة للوصول إلى الشباك وحصد الأهداف والنقاط لإثبات الذات وصناعة أمل لمستقبل رياضي واعد بكثير من الإبداع والانجاز والنجومية في عالم الكرة الدوارة اللعبة الشعبية الأولى والأشهر في كل أرجاء المعمورة!!
لم يكن سفر الأحمر اليمني الصغير أحسن ولا أفضل حالا من المنتخبين الآخرين الأحمر الكبير والشاب اللذين يخوضان استحقاقات قارية وعالمية مهمة وملزمة بقرارات الاتحادين الآسيوي والدولي لكرة القدم الفيفا .. بل كان سفر الأحمر الصغير إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة لخوض غمار هذه التصفيات مليئا بكثير من المصاعب والتحديات والأشواك الجارحة والدامية .. وفي مقدمة كل هذه المصاعب والتحديات والهم اليمني الجامع والشامل لكل اليمنيين وهو الحرب الداخلية الممقوتة والعدوان الخارجي الظالم والقاسي على الوطن والشعب وكل ما هو يمني حجر أم شجر!!
ومع ذلك ورغم كل الجراح والآلام اليمنية القائمة والماثلة التي لا تصنع أو تنتج سوى القهر والإحباط تغلب صغار الكرة اليمنية على كل عوامل الألم والإحباط وحزموا حقائبهم وتوجهوا صوب الأراضي الفلسطينية المحتلة والمغتصبة بقلوب جامدة وجريئة لإثبات الوجود والذات اليمنية المقهورة أولا ولصناعة أمل جديد للكرة اليمنية يعيد للأذهان ما صنعه أسلافهم في منتخب الأمل اليمني السابق مطلع الألفية من انجاز فريد أوصل الكرة اليمنية إلى العالمية لأول مرة بجدارة!!
وهناك في رام الله انطلق الأحمر اليمني الصغير الجديد في هذه التصفيات الآسيوية كحصان اسود جموح وحصد فوزين رائعين في أول مباراتين وبحصيلة كبيرة من الأهداف التي أسعدت الجماهير الرياضية وكل الشعب اليمني الذي صار أسير محبسي الحصار القاسي والعدوان القاتل والظالم ويئن من عذابات هذا الثنائي البغيض على الدوام الذي عزل وطنا وشعبا عن العالم الخارجي إلا من مشاركة منتخبات الكرة اليمنية في الخارج التي تعد النشاط الخارجي اليمني الوحيد الجامع الذي يمثل كل اليمنيين بلا استثناء خلال هذه الفترة الحرجة وبالتالي فهو محل متابعة واهتمام من الجميع الذين ستسعدهم كل أخباره المفرحة والمبشرة بالخير!!
وبعيدا عن سلبيات وايجابيات مشاركة المنتخب اليمني الناشئ في رام الله وفقدانه للتأهل كأفضل ثاني عقب خسارته لمباراته الثالثة أمام المتصدر الأوزبكي فقد كان بود ناشئينا صناعة الأمل مرة أخرى والتأهل من أوسع الأبواب وحاولوا واجتهدوا وكافحوا أيضا لانتزاع الانجاز وإسعاد الوطن والشعب لولا حظهم وحظنا العاثر مع الفرح الذي أوقع منتخبنا الصغير الواعد في براثن تلك الخسارة الثقيلة الوحيدة له رغم انه لم يكن سيئا وإنما أدى وقدم ما عليه .. وفي ظل الظروف والأوضاع اليمنية الحالية وظروف وتحديات ومصاعب المشاركة لا يعد الأحمر اليمني الصغير وأي منتخب يمني آخر يشارك ولا يحالفه الحظ مشكورا فحسب بل ومشكورا.. ومن جهتي فالشكر موصول والأجر مقبول لقراء هذه الأسطر المتواضعة.

قد يعجبك ايضا