اليمن وقوى العدوان

هذة الحروف الخمسة (اليمن) حاملة الدنيا على كتفها وشاغلة الناس, اليمن حقيقة التاريخ والجغرافيا وسيدة البحار والمحيطات ما كانت حديثا يفترى ولكنها كانت ولا تزال قلب الأمة العربية النابض بالتجدد والحيوية .
وعبر التاريخ لم تكن اليمن وتحديدا العاصمة صنعاء بمنأى عن عواصف التآمرات التي اجتاحت الوطن العربي فمنذ عام ????م وحتى اللحظة الراهنة وأعداء الأمتين العربية والاسلامية يستهدفون بلاد اليمن ماضيا وحاضرا ومستقبلا لأن اليمن حضارة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى ودلالة وعمر المدنية اليمنية هو عمر تلك الحضارة الضاربة جذورها في أعماق التاريخ .
وبالتالي لا بديل لليمن إلا اليمن عبقرية الزمان والمكان والتي تتعرض في الظرف الراهن لامتحان شديد لكنها بالتأكيد قادرة ومقتدرة على أن تخرج من ذلك الامتحان بقوة وحدتها الوطنية وتماسكها الداخلي .
لأن اليمن معلمة أبجدية الحروف الأولى لا في المنطقة فحسب ولكن على مستوى العالم كانت ولا تزال اليمن المعادلة الحقيقية التي لا يمكن تطويعها ولا إخضاعها ولا إذلالها لأنها اليمن .
وهي التي تتعرض اليوم لمؤامرة قديمة جديدة تعزف على وتر الطائفية والمذهبية والحزبية وما شاكل ذلك من مخرجات لها بداية وليس لها نهاية بهدف إرباك اليمن لكي لا تكون اليمن ومن الصعوبة بمكان تفكيك وحدتها الوطنية مهما أوغلت التدخلات الخارجية والسافرة .
ويخطئ من يعتقد أن العامل السعودي وما يقوم به من عدوان سافر إنما هو لإصلاح أوضاع اليمن فذلك غير صحيح فالمملكة تنفذ بوعي مباشر احد اهم أجندة السياسة الدولية بهدف إفساح الطريق قبالة مشروع الشرق الأوسط الجديد يسعى النظام الدولي إلى ايجاده لا من خلال إعادة الشرعية فحسب وإنما بهدف حرف مسار اليمن شكلا ومضمونا لكي تكون وفقا سياسيا للنموذج السعودي دولة ساكنة لا تسمع ولا تعي ولا تدرك ولا تنفذ إلا الاملاءات والأطماع الغربية خاصة وقد أعطت القوى الدولية خلال فترات سابقة أولوية لتفكيك الوطن من الداخل من خلال زعزعة الأمن والاستقرار كمرحلة أولية سبقت العدوان .
لذلك وفي نهاية المطاف ستنتصر اليمن لشعبها العربي كبلد متماسك ومستعص على الفتنة الداخلية التي هدفها تمزيق اليمن وتقسيمها لكي لا يكون لها أي دورفاعل في مجريات الإحداث التي تشهدها المنطقة العربية .
وبالتالي فإن الإخطار المحدقة التي يمر بها الوطن توجب على كافة القوى السياسية حشد الطاقات الوطنية المخلصة وكل الجهود الخيرة الوقوف بوجة العدوان والنأي باليمن عن التدخلات الخارجية والصراعات الداخلية لكي لا تكون اليمن ساحة صراع لقوى إقليمية ودولية .

قد يعجبك ايضا