تتكرر معاناة المواطنين وتتجدد من شهر إلى آخر جراء الحصار والعدوان الغاشم من قبل الغزو الأجنبي برئاسة السعودية وتمتزج المعاناة هذه المرة بفرحة قدوم عيد الأضحى المبارك والذي أقبل على صفيح ساخن من الوضع الصعب والمتردي للمواطنين وانشغالهم المستمر بتوفير لقمة العيش , ويقبل العيد على موجة سعرية مرتفعة للمادتين الأساسيتين لتحريك الشارع العام وهما مادتا البنزين والغاز حيث ارتفع سعر البنزين جراء انعدامه خلال الأيام الماضية إلى 12 ألف ريال في السوق السوداء لهذا اليوم , أما الغاز فأصبح سعر الـ20 لتراٍ منه 6 آلاف ريال في محطات التعبئة وتتفاوت الأسعار أكثر عند أصحاب المحلات ,مما جعل العيد يقبل على المواطنين بقدرة شرائية منخفضة جداٍ وانشغالهم بتوفير البنزين والغاز عوضاٍ عن احتياجات العيد . في ثنايا الاستطلاع التالي نغوص في تفاصيل معاناة المواطنين قبيل عيد الأضحى المبارك .. فإلى التفاصيل :
المواطنون وهم يقبلون على عيد الاضحى المبارك يصوب اهتمامهم الرئيسي -إلى جانب مصاريف العيد – على البنزين وكيفية الحصول على الكمية الكافية لاستهلاكه للسيارات والمواطير الكهربائية والبعض للمحلات في تلهف مسبق وذلك بسبب الحاجة الماسة له خلال إجازة عيد الفطر المبارك والخروج لمعايدة الأهل والأقارب وأيضا للتنقل من مكان لآخر للتنزه في الحدائق والمتنزهات , ونظراٍ لانعدام البنزين خلال الأيام الماضية في محطات التعبئة اشتعلت المنافسة في السوق السوداء على بيع مادة البنزين وبأسعار متفاوتة وصلت لحد الـ15ألف ريال وأكثر لـ20 لتراٍ من البنزين ومن ثم انخفضت اليوم إلى 12ألف ريال .
المسبب
ويعود السبب في انعدام البنزين لاحتجاز قوات الغزو الأجنبي ناقلات البنزين في البحر وعدم السماح لهن بالمرور إلى الميناء لتفريغ الحمولة من مادة البنزين على الرغم من الإلحاح الزائد والتنسيق المسبق من قبل شركة النفط مع قوات الغزو الأجنبي ولكن لا جدوى من ذلك حسب ناطق الشركة والذي أكد أن الشركة وعديد من الشخصيات يناشدون الأمم المتحدة الضغط على قوات الغزو الأجنبي بسرعة السماح لناقلات البنزين بالعبور إلى الموانئ اليمنية لتغطية احتياجات المواطنين وبالذات مع دخول عيد الأضحى المبارك وافتقار المواطنين لمادة البنزين والتي ارتفع سعره في السوق السوداء .
بـ6 ألف ريال
الغاز هو الآخر محل أهتمام الكثير من المواطنين نظرا للاستخدام اليومي والمتواصل له في كثير من الأعمال المنزلية والخارجية , ويعاني المواطنون الآن – وخاصة مع حلول عيد الأضحى المبارك – أزمة حادة في أسعار الغاز والتي وصلت خلال اليومين الأخيرين إلى 6 آلاف ريال لتعبئة 20 لتراٍ من المحطات أما أصحاب المحلات والعربيات المتنقلة في الأحياء فيبيعون العبوة الواحدة من الغاز بما يقارب 7 آلاف ريال والبعض يبيعها بـ6 آلاف ريال , ويضطر الكثير من المواطنين خوفاٍ من الأزمات المتكررة إلى تعبئة العديد من اسطوانات الغاز وهذا ما أشار إليه وليد هبره حيث لجأ إلى تعبئة جميع أسطوانات الغاز التي يمتلكها وعددها 4 قبل عيد الضحى متنقلاٍ بين المحطات من مكان لآخر بحثاٍ عن السعر المناسب وذلك لانعدام الغاز باستمرار وبشكل مفاجئ في أغلب الأحيان حيث أصبح بعض أصحاب المحطات يفرضون سيطرتهم على التعبئة استغلالاٍ للأزمة الحاصلة في الغاز ويفرضون أسعاراٍ غير معقولة ومتفاوتة من محطة إلى أخرى وبالذات مع توجه الكثير من المواطنين إلى تعبئة أسطوانات الغاز المنزلية من المحطات بحجة توفر الغاز في المحطات أكثر من المحلات والسبب الآخر هو أن التعبئة من المحطات تكون أفضل من تغيير الاسطوانة من المحلات لأن التعبئة من المحطات تستمر لفترة أطول لأن التعبئة تكون 20 لتراٍ بينما في المحلات تصل سعة الأسطوانة المعبأة مسبقاٍ من 16 إلى 18 لتراٍ فقط وقد تكون أقل نظراٍ لتحايل بعض أصحاب المحلات على زبائنهم .
20% للمواصلات
ويترافق ارتفاع أسعار البنزين والغاز مع ارتفاع أسعار المواصلات العامة بعملية طردية أي كلما زاد أسعار البنزين والديزل بعض الشيء تزداد أسعار المواصلات وكذلك هو العكس , حيث أن كثيراٍ ممن يعملون في المشاوير كالسيارات التاكسي والدراجات النارية رفعوا من أسعار مشاويرهم والتي قدرت بنسبة 20% مما كانت عليه من قبل ,حيث يأخذ مالك الدراجة النارية على المشوار الواحد مسافة كيلو ما يقارب 150ريالاٍ أما صاحب التاكسي فيأخذ 250 ريالاٍ وأكثر للكيلو الواحد ,ومن الملاحظ أن كثيراٍ ممن يعملون في المواصلات العامة كالباصات الأجرة والتاكسي والدراجات النارية وغيرها يلقون الحمل الثقيل واللوم على انعدام المشتقات النفطية وارتفاع أسعارها في السوق السوداء وهذا ما يشير إليه نشوان الشميري حيث يذكر أن سائقي التاكسي الأجرة أكثر من يستغلون الوضع في رفع أسعار المواصلات وذلك من أجل حصد المال الكثير دون مراعاة لشعور ومعاناة المواطنين جراء الحصار والعدوان المستمر منذ أكثر من 6 أشهر حسب وصفه .
ارتفاع الضعف
ويؤكد نشوان أن الأسعار ارتفعت الضعف مما كانت عليه في السابق وارتفع سعر النقل من 50 ريالاٍ إلى 100 ريال بمعنى أن الفارق 50 ريالاٍ على كل فرزة للباصات بينما لدى أصحاب التاكسي الأجرة فأكثر من ذلك, مشيراٍ إلى أن البعض في العاصمة يختلق الأعذار لمحاولة رفع أسعار النقل أكثر وهذا جشع زايد عن حده حسب قوله ويزيد من معاناة المواطنين أكثر في مكافحة لقمة العيش في ظل حصار وعدوان مستمر .
ويضيف نشوان :أن الكثير من المواطنين وبحسب قلة الدخل لدى الأغلبية يرتادون الباصات الأجرة على الرغم من ارتفاع أسعارها وتشكيلها عبء على غالبية الناس حيث وأن الدخل اليومي أو الشهري لا يسمح بالتنقل بهذا السعر الجديد الذي أنتهجه الكثير من سائقي الباصات في جميع خطوط النقل .
تدهور الأوضاع
الفقراء هم الأكثر ضررا من هذا الحصار والعدوان على الرغم من وصول الضرر حتى للطبقة المتوسطة وذلك لتفاقم الأزمة في عدة جوانب وبالذات الضروري منها للمواطن وهي الماء والكهرباء والمشتقات النفطية وبعض المواد الغذائية , ولذلك تجد أعداد الفقراء تتضاعف وتفاقم خلال هذه الفترة منذ بدء العدوان وهذا ما يراه أحد المواطنين عبدالناصر العاضي حيث يقول إن أعداد من يرتادون الجوامع من الفقراء وخاصة قبل وأثناء الأعياد والمناسبات وكذلك من يتواجدون في الشوارع زاد وذلك بفعل أزمة الحصار التي عصفت بالمواطنين وأكلت الأخضر واليابس حد قوله .
ويؤكد عبدالناصر أنه لولا تضافر الجهود من قبل بعض المواطنين والخيرين في تغطية العجز قبل عيد الأضحى المبارك لدى بعض الناس من الفقراء وسد حاجتهم ببعض احتياجات العيد لتضاعفت المعاناة لدى الفقراء وزاد معدل الفقر واستفحاله وخصوصا في المدن والتي تشهد تزاحما سكانيا كثيفاٍ .
معاناة
هناك الكثير من المنشآت الخدمية الحكومية والخاصة تضررت من الحصار الغاشم على المشتقات النفطية وذلك لقلة المخزون المتوفر لديها من المشتقات النفطية اللازمة والأساسية لتشغيلها ومن ضمنها المنشآت الطبية والتي تعمل على مدار 24 ساعة وبالذات مع العدوان الجوي المتواصل والمستمر من قبل السعودية وحلفاؤها والذي خلف ويخلف الكثير من الضحايا والجرحى ولذلك اكتظت المنشآت الطبية بالعديد من الجرحى والضحايا في وقت تفتقر لأدنى الخدمات الطبية والتي انقطعت بسبب قلة توفر المشتقات النفطية وبالذات مادة الديزل لتشغيل الكهرباء باستمرار وذلك لانقطاع الكهرباء منذ بداية العدوان .
ويذكر الممرض محمود النوعة أن عدوان الغزو الأجنبي أنهك الجانب الطبي بشتى الوسائل وفي الجانب الأول الحصار البحري على مادة الديزل على السواحل اليمنية وحاجة المراكز الطبية لذلك وفي الجانب الآخر الاستهداف المباشر للمستشفيات والمنشآت الطبية بالضربات الجوية مما أدى ذلك إلى شلل شبه كلي في كثير من المستشفيات والمراكز الطبية والتي يتوافد إليها الكثير من الجرحى والضحايا باستمرار جراء العدوان اليومي على البلاد .
تصوير/عبدالله حويس