تعيش محافظة الحديدة الساحلية أوضاعاٍ صعبة بفعل الأزمة الخانقة التي تمر بها البلاد جراء العدوان السعودي الهمجي على بلادنا والذي حول حياة الناس إلى كابوس مخيف حيث تعاني المحافظة من انقطاع التيار الكهربائي وانعدام المياه عن منازل المواطنين وسط استياء وسخط المواطنين بسبب ارتفاع درجة حرارة الصيف الملتهبة وكذا تردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية جراء العدوان السعودي الغاشم على بلادنا والذي ضاعف من معاناة المواطنين وتسبب في أزمة انقطاع الكهرباء وانعدام المياه هذه الأيام في ظل موجة الحر الشديد التي تجتاح المحافظة ومديرياتها وبات المواطن يعاني الأمرين نتيجة تقاعس الجهات المختصة والسلطة المحلية عن القيام بدورها إزاء تلك المعاناة .
الثورة « رصدت معاناة المواطنين في الحديدة وأبرز المشكلات التي تواجههم جراء انقطاع الكهرباء وانعدام المياه في الأسطر التالية :
البداية كانت مع المستثمر ورجل الأعمال ثابت المعمري مالك فندق الساحل الغربي بالحديدة قائلاٍ: إن انقطاع الكهرباء وانعدام المشتقات المستمر أدى إلى توقف العمل بفندق الساحل الغربي وإغلاقه جراء الخسارة الكبيرة التي لحقت به .
وأشار المعمري إلى أنه اضطر إلى الاستغناء عن العاملين في الفندق والذين يعملون معه منذ سنوات بسبب توقف العمل مع انقطاع التيار الكهربائي.
وأضاف: إلى جانب انقطاع التيار الكهربائي العمومي واجهتنا مشكلة أخرى تتمثل في عدم تشغيل المولدات الكهربائية بسبب انعدام الديزل عن المحافظة وبيعه في السوق السوداء بمبالغ خيالية .
مشيراٍ الى أنه أجبر على إغلاق السوبر ماركت التي كانت بجوار الفندق أيضاٍ بسبب الانقطاع الكلي للتيار الكهربائي وأن خسائره المادية جراء إغلاق الفندق والسوبر ماركت بلغت نحو 50 مليون ريال .
وقال المعمري إن المواطنين في محافظة الحديدة يعيشون هذه الأيام في جحيم بسبب انقطاع الكهرباء وانعدام المياه وارتفاع درجة حرارة الصيف في ظل صمت مطبق من قبل المسؤولين في المحافظة ليبقى المواطن وحيداٍ يتجرع مرارة الظلم والعذاب والظلام الدامس .
كارثة غير مسبوقة
أما الأخ / عبدالله الرمانة صاحب مقهى أنترنت بشارع جمال بالحديدة فيقول إنه تكبد خسائر مالية فادحة جراء انقطاع التيار الكهربائي عن المحافظة منذ أسابيع وبشكل كلي ..
ويضيف الرمانة إن الأضرار التي لحقت به جراء استمرار انطفاء الكهرباء منذ أسبوع تتمثل في قلة رواد المقهى بسبب الحر الشديد ونتيجة لعدم وجود التكييف في المكان وانعدام الديزل لتشغيل الماطور والذي بدوره يؤدي إلى عدم القدرة على تغطية النفقات التشغيلية للمحل.. ويشير إلى أنه وصل إلى مرحلة صعبة جداٍ قد تجبره إلى بيع المحل في أي لحظة جراء تراكم الديون وإيجارات المحل والتي وصلت إلى قرابة الثلاثمائة الف ريال مثله مثل كثير من الذين لم يستطيعوا أن يسددوا المديونية التي عليهم سواء من الكهرباء أو الإيجارات .
وعن مشكلة انعدام المياه في المحافظة والذي تزامن مع انقطاع التيار الكهربائي يقول الرمانة : نحن نعيش في فاجعة حقيقية فلا كهرباء ولا ماء نطوف المدينة لنبحث عن لترات من الماء لا تعلم ماذا ستفعل بها هل ستتوضأ بها أم تغتسل أم تغسل ثيابك أم تجعلها لقضاء حاجتك.. المواطنون في الحديدة يعيشون كارثة غير مسبوقة.. الحديدة اليوم على شفى الهاوية نتمنى من محافظ المحافظة ومن مدير الكهرباء ومن كل مسؤول شريف في هذا الوطن أن ينظر إلى وضع أبناء الحديدة ويسعى لمعالجة ما يعانونه من انطفاء الكهرباء وانعدام المياه وسط موجة الحر الشديد الذي تعاني منه المحافظة ..
موجة ملتهبة
ويرى الناشط الشبابي / شادي إبراهيم أحد أبناء حارة الحوك أن من حق المواطن أن يحصل على أبسط الحقوق والمتمثلة في الخدمات الأساسية لا سيما المياه والكهرباء خاصة وأنه في أمس الحاجة إليها جراء الحر الشديد الذي تعيشه مدينة الحديدة هذه الأيام «.
ويقول: انعدام المياه جاء متزامناٍ مع الانقطاع الكلي للكهرباء التي تسببت في إلحاق الضرر بالمواطن ناهيك عن الخسائر المادية نتيجة إعطاب واتلاف الأجهزة الكهربائية في المنزل وتسببت بإلحاق معاناة قاسية بالنساء والأطفال وكبار السن والمرضى لا سيما مع حرارة الصيف الملتهبة التي تشهدها المحافظة الأمر الذي أدى بكثير من أبناء الحديدة إلى قضاء أغلب أوقات يومهم في أرصفة الشوارع هروباٍ من جحيم الحر بعد طول انتظار لعودة التيار الكهربائي الذي يؤرق انقطاعه نومهم ويصيبهم بحالة من الإحباط والقلق!!
ضحايا الكهرباء
كثيرون هم الذين قضوا نحبهم وعانوا كثيراٍ بسبب الحرائق الناتجة عن انقطاع التيار الكهربائي وخاصة من كبار السن والمصابين بأمراض مزمنة وهناك أضرار أخرى ناتجة عن مشكلة انقطاع التيار الكلي منها وتوقف الأعمال في الشركات والمصانع ومحلات الصرافة ونتائج سلبية خطيرة .
واللافت أن أزمة الكهرباء في محافظة الحديدة تزداد حدة مع حلول فصل الصيف القارص حيث يحتاجْ المواطنون إلى التكييف والراحة والجو البارد بسبب الحر الشديد الذي تشهده المحافظة وهو ما لم يجده المواطن في محافظة الحديدة.
أنين المرضى وكبار السن
وعن الوضع الحالي لسكان مدينة الحديدة ومعاناتهم جراء انقطاع التيار وانعدام المياه يقول الأخ / حسين ناصر محمد الشاوري ناشط في منظمات المجتمع المدني بالحديدة: وضعنا في مدينة الحديدة متعب جداٍ من ناحية التيار الكهربائي حيث وهو منقطع كلياٍ عن المدينة والجو حار وبشدة وهذا أثر كثيراٍ على حياتنا سواء في المنازل أو في الشارع أو مقرات أعمالنا النوم هجر أعيننا وأعين أطفالنا ونبقى سهرانين بجوار الشموع لعل الأولاد ينامون من الإرهاق ..
ويؤكد الشاوري أن الوضع أصبح لا يطاق بسبب انقطاع التيار الكهربائي وانعدام المياه حيث المرضى والأطفال وكبار السن يئنون من الوضع السيئ الذي وصلت إليه الحديدة ..
ويضيف: سمعنا عن أناس فارقوا الحياة من شدة الجو الساخن وعموماٍ صيف 2015م صيف حار جداٍ وسجل أعلى درجة في الحرارة مع تقلب المناخ عالمياٍ وصادف ذلك مع انعدام توفير خدمة توصيل التيار الكهربائي بحجة عدم توفر الوقود وبكل صراحة الحديدة تعيش في ظلام دامس ومناخ حار شديد ..
وعن تأثير ذلك اقتصادياٍ يشير إلى أن ذلك أثر على الجانب الاقتصادي حيث تعطلت مصالح الناس في لقمة عيشهم والعمل في قطاع الورش توقف تماماٍ والفندقة والمستشفيات والبوفيات التي تعتمد على العصارات وحتى المعامل الصغيرة توقفت أكثرها لعدم توفر كهرباء وأيضاٍ عدم توفر الوقود ونشاهد توقف الحياة تماماٍ º أما بالنسبة للمياه فحدث ولا حرج في حين كانت هذه الخدمة نتباهى بها عن جميع المحافظات لأن حوض تهامة المائي يحوي مخزوناٍ كبيراٍ وكانت المياه متوفرة على مدى الساعة في حين كنا لا نستعمل خزانات لحفظ المياه في أكثر المنازل لأن المياه حينها كانت متوفرة على مدار الساعة وتوصل إلى أعلى العمارات بدون رفع بالدينمو وفي الوقت الحالي أصبح حالنا مقلوباٍ نتيجة انقطاع المياه في أغلب الحارات وفي الأوقات النادرة التي تتوفر فيها المياه تواجهنا مشكلة ضعف في الضخ من المصدر الذي يؤثر على وصول المياه للطابق الأول.
ويضيف الشاوري: في ما يتعلق بالوضع الاقتصادي الذي تمر بها مدينة الحديدة وتهامة عامة فهو مزرُ للغاية نتيجة توقف الميناء الذي سبب حالة من البطالة حيث أن الميناء يحوي « 6000» موظف وعامل وأكثرهم يعمل بتعرفة الطن وهي وحدة تعرف بالكمية المفرغة من البواخر وهؤلاء توقف مصدر دخلهم نهائياٍ لأن الدخل للعامل في الميناء أو بلغة أخرى أن الريال عندما يخرج في يد العامل من الميناء يحرك الجميع ينتقل الريال من العامل إلى التاكسي وإلى البقالة وإلى المطعم وإلى السوق كاملاٍ ويجعل الآخر يتحرك ويعيش في رزقه, فما بالك بالمخلصين والجمركة وجبابرة الميناء الذين دخولهم كبيرة إضافة إلى أصحاب شاحنات النقل الكبيرة الذين ينقلون بشاحناتهم البضائع إلى المحافظات الأخرى توقف مصدر رزقهم, أضف إلى ذلك العمالة التي تقوم بتفريغ ورص البضاعة في مستودعات تجار الجملة بالمدينة وهم يعملون بنظام القطعة هؤلاء حرموا من دخل هو بالأصل شحيح والجانب الزراعي بالمحافظة المعروفة بإنتاجها الزراعي للخضروات والفواكه والزهور والتي كانت تصدر لدول الجوار توقف التصدير نهائياٍ وتعطلت أيادُ كثيرة وحرمت من مصدر دخل يعيل آلاف الأسر هؤلاء كانوا يعملون في التعبئة أو المناولة والتوصيل.. شيء مؤسف حقاٍ حتى القطاع السمكي تأثر كثيراٍ سواء من عدم توفر الوقود لتشغيل قوارب الاصطياد أو توقف التصدير, وحيث أن أسماك البحر الأحمر متنوعة ومرغوبة في العديد من الدول العربية والأوروبية توقف التصدير نهائياٍ لعدم وجود رحلات طيران وعدم وجود تصدير بالمجمدات بحراٍ.. هنا أريد القول إن شريحة كبيرة من العاملين في القطاع السمكي يعيشون بحالة سيئة للغاية لفقدهم مصدر دخل يؤمن لهم ولأطفالهم حياة مستقرة.
عذاب متواصل
الأخ / علي باري صاحب مخبز تحدث بدوره قائلاٍ: عند انطفاء الكهرباء نضطر لصنع العجين بأيدينا وهذا العمل يأخذ منا وقتاٍ طويلاٍ لأن العجينة تكون كبيرة إضافة إلى درجة حرارة الفرن التي لا بد وأن يكون لدينا مراوح تلطف الجو.. المراوح نشغلها بالمولد لكن مكينة العجينة يصعب تشغيلها بالمولد وهكذا نتعذب يومياٍ حتى أننا نروح ننام وأيدينا تؤلمنا من شدة العجن المتواصل .
من جانبه يقول الأخ / نذير الوصابي صاحب سوبر ماركت: لقد فسدت المواد الغذائية والعصائر التي في المحل بسبب انقطاع التيار والمولد يحتاج إلى ميزانية بقيمة سعر المبيعات وين نروح نستثمر نغادر البلاد .