تقدم زعيم حزب الحركة القومية التركي عصمت بويوك أطامان بشكوى إلى النيابة العامة اتهم فيها الرئيس رجب طيب اردوغان ووزراء ونواب ومستشارين من حزب العدالة والتنمية الإسلامي الحاكم بالتساهل مع حزب العمال الكردستاني خلال فترة مفاوضات السلام الداخلي مع الأكراد بحسب صحف تركية معارضة.
وقال: إن هؤلاء اعترفوا صراحة في تصريحاتهم بأنهم كانوا يعلمون بأن الحزب التي تتهمه أنقرة بالوقوف وراء الهجمات الدموية على قوات الأمن والجيش التركيين كان يخزن الأسلحة رغم أنه قبل الدخول في مفاوضات السلام التي امتدت لثلاث سنوات.
وأشارت المصادر ذاتها إلى أن أطامان طالب بمحاكمة أردوغان والمسؤولين من حزبه بتهمة “تعريض تركيا للأعمال الإرهابية من خلال إطلاقهم ما يسمى بمسيرة السلام الداخلي” في إشارة إلى المفاوضات مع الأكراد التي انتهت بهدنة هشة سرعان ما انهارت.
ويعتقد مراقبون أن هذه الشكوى التي تقدم بها زعيم الحركة القومية تسجيل موقف فقط على اعتبار أنه يدرك أنه لن يتم التحقيق مع الرئيس التركي والوزراء والمستشارين من حزبه الذين يتهمهم بتعريض البلاد لخطر العمليات الإرهابية بتغاضيهم أو تساهلهم مع حزب العمال الكردستاني خلال مفاوضات السلام السابقة.
واشاروا إلى أنه سبق لعدد من أحزاب المعارضة وعلى رأسهم حزب الشعب الجمهوري أن طالبوا بالتحقيق مع أردوغان حين كان رئيسا للوزراء و4 من وزرائه المتهمين بالفساد ورجل أعمال مقرب من العدالة والتنمية.
وسبق للمعارضة أيضا أن اتهمت الرئيس التركي بأنه يسعى لتكييف القضاء على هواه وهوى حزبه مشيرين إلى أن هناك محاولات مكثفة في هذا الاتجاه.
وكان زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كليتشدار أوغلو قد ألقى أمس الأول باللوم على أردوغان وحمله مسؤولية العنف الذي انحدرت إليه البلاد في أعقاب انتخابات السابع من يونيو.
وقال: إن حكومة حزب العدالة والتنمية أيضا هي مصدر وسبب جميع المشكلات التي تشهدها تركيا اليوم.
ونقلت صحيفة ‘ميللت’ التركية عن زعيم أكبر حزب معارض في تركيا قوله: “صراحة نشهد أياما مظلمة وثمة مسؤول واحد عن الأحداث التي نشهدها هو الشخص المقيم في القصر غير المرخص قانونيا” في إشارة منه لأروغان.
وتابع: “لأول مرة في حياتي سأتوجه بالشكر لرجب طيب أردوغان لأنه اعترف على الهواء مباشرة بأن منظمة حزب العمال الكردستاني الإرهابية حول تركيا إلى مخزن أسلحة إبان عملية السلام”.
واضاف: “أردوغان ومسؤولو الحكومة قالوا أمام الرأي العام إنهم اتخذوا خطوات لحل المشكلة الكردية بشكل دائم لكن من ناحية أخرى تحولت العديد من المدن في شرق وجنوب شرق البلاد إلى مخزن أسلحة”.
ورأى أن اعتراف الرئيس بأن العمال الكردستاني كان يخزن الأسلحة يظهر بوضوح اليوم الأشخاص الذين يديرون الدولة وكيف يحكمونها والغريب في الأمر أن الأعذار والحجج التي يتذرعون بها بعد كل حادث بشع هو نفسه ولا تتغير”.
وخلص كليتشدار أوغلو إلى القول: “لقد خدعنا يا شعبي”.
وليست هذه المرة الأولى التي يوجه فيها زعيم حزب الشعب الجمهوري العلماني انتقادات عنيفة لحكومة العدالة والتنمية وللرئيس أردوغان.
وسبق لكليتشدار أن اتهم الحزب الحاكم بأنه فقد السيطرة على حدود تركيا من خلال فتحها للاجئين السوريين ودعم التنظيمات المتطرفة في سوريا. وقال أيضا: إن سياسة أردوغان تسببت في عزلة دولة لتركيا من خلال تدخله في شؤون جيرانها.
وأضاف في تصريحات سابقة: إن تأييد تركيا للجماعات المعارضة المتشددة في سوريا أدى إلى كسر تقليد الحياد وجعل البلاد مكشوفة أمام الأخطار.