يعتزم عدد من الاتحادات والنقابات ومنظمات المجتمع المدني وشخصيات اقتصادية وعامة يمنية إطلاق مبادرة وطنية لإيقاف الاقتتال وصولاٍ لقيام مصالحة وطنية شاملة ووقف مختلف أشكال الاقتتال والحرب داخليا وخارجيا.
وتهدف المبادرة التي أشهرتها منظمات المجتمع المدني والاتحادات والنقابات برعاية الغرفة التجارية الصناعية بأمانة العاصمة أمس بصنعاء تحت مسمى التحالف المدني للسلم والمصالحة الوطنية إلى وضع أسس عملية للمصالحة الوطنية والدفع لتنفيذها انطلاقا من الحفاظ على الثوابت الوطنية المتمثلة في الثورة والجمهورية والوحدة وتحقيق بناء الدولة المدنية في ضوء الإجماع الوطني لمخرجات الحوار الوطني.
وفي الوقت الذي حذر فيه الاتحاد العام للغرف التجارية الصناعية وغرفة الأمانة من المخاطر الاقتصادية التي تواجه اليمن حاليا جراء الحرب الداخلية والقصف والحصار الاقتصادي لقوات تحالف العدوان, نبها لحدوث عجز كبير في الاحتياجات الأساسية الغذائية أو العلاجية والسلع القائدة كالمشتقات النفطية قائلة إنها على شفى الانهيار ويجب استخلاص الأهمية العاجلة للمصالحة والتوافق عليها قبل حدوث الكارثة.
كما تهدف أيضا لنزع فتيل التوترات والحد من أسباب النزاعات من خلال إجراء مصالحات سياسية اجتماعية وطنية خاصة عامة بما يضمن تعزيز الأمن والاستقرار وتطبيق النظام والقانونوكذا الإسهام في معالجة الآثار السلبية الناتجة عن الصراعات والاقتتال بالتعاون مع المحيط الإقليمي والدولي.
ودعت المبادرة كافة منظمات المجتمع المدني والشخصيات الوطنية إلى أن تتحمل كل مسؤولياتها الدينية والوطنية والتاريخية للعمل الجاد لإيقاف طاحونة الحرب والدمار الجارية من خلال المشاركة في تطوير مفردات المبادرة وتحقيق أهدافها بالطرق السلمية.
ومن المقرر أن يبدأ التحالف المدني الخطوات العملية العاجلة لتنفيذ أهداف المبادرة قريبا بالترتيب لعقد اجتماعات مع أطراف الصراع السياسي والعسكري لشرحها لهم وتوصيل رسالة وطنية صادقة بأن ليس في مقدور أي منهم إلغاء الآخر وأن لا أحد منهم مخول بالحديث عن الشعب اليمني أو الإنابة عنه في تحديد خياراتها لأن الشعب اليمني معني برفضه للاقتتال الداخلي إيمانا منه بالحوار والشراكة الوطنية والديمقراطية الحقة باعتبارها الخيار الذي لا خيار معه للجميع من أجل الخير للجميع .
كما ستعمل على السعي لمعالجة آثار الصراعات النفسية والاجتماعية وجبر النفوس والتهيئة لإعادة بناء مؤسسات الدولة التي ترعى الجميع بالاعتماد على كفاءات فنية وقدرات مهنية محايدة لمرحلة انتقالية وبعيدة عن المحاصصة الحزبية غير الديمقراطية وإعلان هذه المبادرة من خلال الدعوة لمؤتمر شعبي جماهيري في أسرع وقت ممكن.
وفي الحفل قال ممثل الاتحاد العام للغرف التجارية الصناعية مدير عام الغرفة التجارية الصناعية بالأمانة خالد العلفي إن اليمن يمر بوقت يعد الأصعب في تاريخه, حيث أن الاقتتال الداخلي والعدوان الخارجي تسببا في خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات وأزمة كبيرة في كل المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية ووصل أثرها السلبي إلى كل بيت .
مشيرا إلى أن المبادرة يهدف بها معدوها إلى طرق كل الأبواب لعمل كل ما يمكن لوقف الدمار والحرب العمياء ووقف الاقتتال بين أبناء الوطن فالحرب التي تمضي لتحصد اليمني تأتي على ظهر صاروخ أو قذيفة أو رصاصة فإنها لا تفرق بين طفل ومارة وشيخ عجوز لكنها تغرق الجميع في الأحزان وتغرق معنا المكان والزمان.
وقال :اليوم نطلق مبادرة وطنية للمصالحة الوطنية ووقف الاقتتال بهدف تحقيق السلم والأمن والاستقرار بعد شهور طويلة من الحرب والقصف والعدوان براٍ وبحراٍ وجواٍ في شرق اليمن وغربه وشماله وجنوبه,لقد أكلت منا الأخضر واليابس ولايزال لتلك النار رغبة في ابتلاع المزيد.
وأضاف: لقد حرصنا على أن تمثل أهم الاتحادات والنقابات ومنظمات المجتمع المدني والشخصيات العامة في هذا التحالف أملاٍ في النجاح الذي بات حاجة وهدفاٍ أساسياٍ وعاجلاٍ, باعتبار أن هذه الاتحادات ممثلة لشرائح واسعة من المجتمع ولديها القدرة على التأثير على الشارع وربما يكون لها القبول لدى الأطراف للسماع لها والاستفادة من المبادرة المقترحة.
وأشار العلفي إلى أن تواجد الاتحاد العام للغرف التجارية الصناعية وغرفة الأمانة في هذا التحالف إيمانا بالدور الذي يمكن أن تقدمه خصوصا وأنهما يستطيعان أن يوضحا للجميع قدر ما وصلت إليه أوضاع الاقتصاد بسبب الحصار المفروض على الاستيراد برا وبحرا وجوا والعجز الكبير في الاحتياجات الأساسية سواء الغذائية أو العلاجية أو حتى السلع القائدة كالمشتقات النفطية, فمن خلال تلك الصورة يمكن استخلاص الأهمية العاجلة للمصالحة والتوافق عليها قبل أن يفيق الوطن على أزمة إنسانية لا سابق لها.
أما رئيس اتحاد نقابات عمال اليمن علي بلخدر فقد أكد أن خمسة ملايين عامل يمني فقدوا فرص العمل سواء تلك التي تتبعهم شخصيا أم يعملون لدى القطاع الخاص اليمني والأجنبي مؤكدا أن مشكلة معاناة هؤلاء تتطلب صدق النوايا وضرورة وقف الحرب والعودة للسلم والاستقرار حتي يتمكنوا من العودة لأعمالهم وحصولهم على مصدر رزق يقتاتون منه.
قد يعجبك ايضا