قال رئيس الهيئة العامة للآثار والمتاحف مهند السياني أنه تم رصد ما يقارب من 40 موقعا أثريا وثقافيا تضررت نتيجة قصف دول العدوان على بلادنا بخلاف بعض المواقع في محافظتي حجة وصعدة التي لم نستطع توثيقها لعدم تمكننا من الوصول إليها.
وأشار السياني في تصريح لـ”الثورة”: إلى أن منظمة اليونسكو قد أعلنت عن خطة عمل طارئة للحفاظ على التراث الثقافي لليمن تهدف إلى وضع آلية للتعاطي مع التهديدات المتواصلة والناجمة عن النزاع القائم للتراث الثقافي المادي وغير المادي وذلك في المؤتمر الذي نظمته أواخر شهر يوليو الماضي في باريس بحضور عدد من الخبراء في مجال التراث وحضور مسؤولين من الجهات المعنية اليمنية.
وتضمنت الخطة عدة قرارات هامة أولا العمل على إيضاح أهمية التراث المادي وغير المادي الموجود في بلادنا والسعي إلى توثيقه وذلك بمشاركة أفراد من المجتمعات المحلية والشخصيات الاجتماعية المعروفة والعمل على زرع حب التراث لدى الجيل الجديد والسعي لجمع الدعم الفني والمادي اللازم لتوثيق هذا التراث مؤكدا أن الأحداث الأخيرة قد أيقظت الشعور والإحساس لدى عامة الناس تجاه المواقع الأثرية والثقافية والهوية الوطنية.
وتضمنت القرارات إعداد لائحة مكتملة عن المواقع الأثرية والثقافية وتقديمها للمنظمة من أجل عدم استهدافها, إلا أنه يصعب ذلك لما تمتلكه بلادنا من مواقع ثقافية تراثية كثيرة وفي معظم المناطق اليمنية لأن هذه القائمة ستكون بالطبع ناقصة.
كما تضمنت الخطة قيام المنظمة بالتواصل مع الدول المشاركة في التحالف لعدم استهداف هذه المواقع الأثرية التي تعتبر تراثا إنسانيا ليس لليمنيين فقط بل للإنسانية وهي بالمعنى التاريخي تعبر عن الحاضر منوها بأن الخطة تحتاج إلى دعم مادي وفني دولي من أجل العمل على استكمال مراحلها التي تم إقرارها في المؤتمر.
وثمن السياني جهود المبادرات الشبابية والمجتمعية من قبل الشباب والمثقفين في عدد من المناطق المختلفة ومنها مدينة ذمار الذين عملوا على تجميع أكثر من 4 آلاف قطعة أثرية من تحت الأنقاض متحف ذمار الذي تعرض للقصف في فترة سابقة وتم الاحتفاظ بها.
وأشار رئيس الهيئة العامة للآثار والمتاحف إلى أن المواقع الأثرية تتعرض لثلاثة أنواع من الاعتداءات الأول القصف المباشر من طائرات العدوان والثاني الاعتداءات الناتجة عن التفجيرات التي تقوم بها الجماعات الإرهابية والتي تتعرض لها المساجد والمزارات الدينية أما الاعتداء الثالث فهو الاعتداء الناتج عن الصراعات الداخلية بين المسلحين كما ناشد كل الأطراف المتصارعة عدم الاحتماء بالمواقع الأثرية لأنها بذلك تكون عرضة للاعتداء عليها وتحطيمها.
وأضاف: هناك عدة أنواع من الأضرار التي تلحق بهذه المواقع الأول: تعرض المعلم للتدمير الكامل مثلما تعرض له متحف ذمار الإقليمي وحي القاسمي في صنعاء القديمة والنوع الثاني تعرض المعلم الأثري للتدمير بنسب كبيرة مثل سد مارب القديم وقلعة القاهرة في تعز ومدينة براقش الأثرية أما النوع الثالث فهو تعرض المعلم لأضرار بنسب قليلة نتيجة تأثرها بالأحداث مثل متحف صنعاء ومتحف عدن والمدينة التاريخية في صنعاء القديمة والنوع الرابع هو الأضرار الناتجة عن العبوات الناسفة.
وأكد رئيس الهيئة العامة للآثار والمتاحف أن مواقع التراث الثقافي تمثل الهوية الأبرز للإنسان اليمني داعيا الأطراف السياسية من مختلف التوجهات الحزبية والسياسية أن يقفوا بشموخ واعتزاز على أرضية التاريخ والحضارة والسعي للحفاظ على هذه المواقع الثقافية والأثرية التي تعود إلى 8 آلاف سنة قبل الميلاد والعمل على وقف هذه الحرب مثمنا جهود منظمة اليونسكو في السعي لإنجاح المؤتمر ودعم خطته الطارئة.
وكانت المنظمة قد عبرت عن قلقها وخوفها إزاء ما تتعرض له المواقع الأثرية في بلادنا من تدمير واعتداءات وأضرار بسبب الأحداث والمواجهات العسكرية التي تشهدها بلادنا.
حيث سعت إلى عقد ذلك الاجتماع بحضور خبراء في مجال التراث ومسؤولين يمنيين من الهيئة العامة للآثار والمتاحف والهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية حيث تكمن أهمية التراث الثقافي في أنه جزء من الحاضر في المعنى التاريخي, فالمدن التاريخية ليست مدنا لليمنيين فقط بل هي مدنا للإنسانية ويحتم على المجتمع الدولي الوقوف لدعم هذه الخطة وتوفير الدعم المادي اللازم من أجل إنجاحها.