أطفال اليمن أمام خطر الموت.. والمصابون بالأمراض المزمنة الأكثر عرضة للتهديدات

يوما بعد آخر يزداد الوضع الإنساني في البلاد سواء مع استمرار العدوان السعودي على اليمن منذ أكثر من خمسة أشهر متواصلة غير أن تردي الوضع الصحي يظل كارثيا بعد توقف الخدمات الصحية العامة في أغلب مناطق اليمن مايجعل ملايين المدنيين أمام خطر الموت المحقق وخاصة في اوساط النساء والأطفال وعلى وجه التحديد, المصابون منهم بأمراض مزمنة والمرضى عموما.

دعوات ومناشدات
ولم تفلح الدعوات والمناشدات التي تطلقها المنظمات الدولية الإنسانية بصورة متجددة في إقناع دول العدوان ولا حتى أطراف النزاع الداخلي بوقف هذه الممارسات الطائشة التي باتت تهدد ملايين الأبرياء بالموت المحقق سواء عبر نيران المتحاربين أو تحت آثار انعدام الامدادات الطبية وغياب الأدوية والعقارات العلاجية للمرضى.
وجددت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسف”في أحدث دعواتها قبل نحو 3أيام تحذيرها من العواقب الخطرة لتردي الخدمات الصحية والمعيشية في اليمن وتأثيره على الأطفال.
وقال المتحدث باسم المنظمة في اليمن محمد الأسعدي: إن أكثر من 15 مليون يمني يفتقرون إلى الرعاية الصحية.
وأضاف الأسعدي أن اليونيسف نجحت في تقديم أربعة ملايين لقاح للأطفال اليمنيين لكن ذلك لم يمنع من استمرار تدهور الوضع.
وأوضح المتحدث أنه بالإضافة إلى تردي الخدمات الصحية يعيش اليمنيون في ظل غياب الخدمات الأساسية وشح الوقود.
أطفال الأمراض المزمنة
ويبقى الاطفال المصابين بالأمراض المزمنة أكثر عرضة للوفاة بسبب عدم حصولهم على الأدوية المناسبة لتلك ألامراض.
وكانت نتائج التقييم السريع الذي نفذته منظمة يمن لإغاثة الأطفال ( (YCR حول (وضع الأطفال المصابين بالأمراض المزمنة في ظل الحرب )قد كشفت عقب انقضاء الشهر الأول من العدوان أن حياة الأطفال المصابين بالأمراض المزمنة في خطر حقيقي نتيجة نفاذ الأدوية الأساسية التي تعتبر أدوية منقذة للحياة بالنسبة للأطفال المصابين بأمراض مزمنة مثل: (التلاسيميا فقر الدم المنجلي مرض السكر الصرع |أمراض القلب وغيرها من الأمراض .) حيث بينت النتائج ان الأدوية الأساسية لمرضى الثلاسيمياء على وشك النفاذ حيث يقدر المخزن الحالي بــ 1800 عبوة فقط وبعض البعض الاخر قد نفذ منذ فترة . كما بينت نتائج التقييم أن الأدوية الخاصة بمرضى السكري على وشك النفاد حيث قدرت الكمية الموجودة في مخازن وزارة الصحة والشركة المستوردة بـ ( 53 ألف عبوة ) فقط أي أنه يكفي لأقل من شهر وهذه الأدوية تعتبر أدوية ضرورية سوف يفقد الأطفال حياتهم في حال عدم الحصول عليها.
وبناء على هذه النتائج التي لم تعد كذلك حاليا بل وصلت إلى درجة كارثية بعد أكثر من خمسة أشهر من الحرب وتوقف الخدمات الصحية العامة في أغلب مناطق البلاد فقد ناشدت المنظمة التي نفذت الدراسة كلا من وزارة الصحة اليمنية والمنظمات الطبية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونيسف والصليب الأحمر الدولي .. من أجل الحفاظ على حياة هؤلاء الأطفال الذين تتوقف حياتهم على استمرار توفر هذه الادوية .. كما وجهت نداء عاجلا ومناشدة لقوى التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية وأطراف النزاع الداخلي بالسماح للأدوية الضرورية والمساعدات الطارئة الدخول لليمن وبشكل عاجل قبل تفاقم الوضع الصحي للأطفال وأيضاٍ المرضى الآخرين المصابين بالأمراض المزمنة .
أمراض ومخاطر أخرى
ويبقى ملايين الأطفال معرضون لمخاطر الإصابة بالحصبة والاسهال والالتهابات التنفسية الحادة ويشكل سوء التغذية تهديدا متزايدا.
وفي هذا الصدد تحذر منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) من أن الصراع الدائر في اليمن يتسبب في آثار عميقة على النظام الصحي في البلاد ويعرض الملايين من الأطفال لخطر الإصابة بأمراض يمكن الوقاية منها.
ويقول بيتر سلامة مدير يونيسف في الشرق الأوسط وشمال إفريقيابأن الأطفال في اليمن لا يتم تطعيمهم إما لأن المراكز الصحية لا يصلها التيار الكهربائي أو لا يتوفر لها الوقود اللازم لتبريد اللقاحات وتوزيعها أو لأن الأهالي يرتعبون من القتال لدرجة أنهم يحجمون عن أخذ أطفالهم إلى مراكز التطعيم لتلقي اللقاحات.
ويضيف “النتيجة المأساوية هي أن الأطفال سيقضون حتفهم جراء أمراض يمكن عادة الوقاية منها مثل الحصبة والالتهاب الرئوي”.
ووفقا لبيان صادر عن اليونيسف فإن الانقطاع في خدمات التطعيم “يعرض ما يقدر بنحو 2.6 مليون طفل دون الخامسة عشرة من عمرهم لمخاطر الإصابة بالحصبة – وهو مرض فتاك ينتشر بسرعة في أوقات النزاعات المسلحة والنزوح السكاني”.
وتوقعت المنظمة أن يكون عدد الأطفال المعرضين للإصابة بالالتهابات التنفسية الحادة قد وصل إلى حوالي 1.3 مليون طفل كما أن العديد من المستشفيات والمراكز الصحية لا تعمل بشكل صحيح منذ تصاعد الصراع في شهر آذار/مارس مما يضاعف العقبات التي تقف حجر عثرة أمام الأهالي في محاولتهم الحصول على خدمات معالجة أطفالهم في الوقت المناسب.
وفي الوقت ذاته يتعرض أكثر من 2.5 مليون طفل لخطر الإصابة بالإسهال بسبب عدم توفر المياه الصالحة للشرب والظروف الصحية السيئة وانعدام فرص الحصول على أملاح الإماهة الفموية بالمقارنة مع 1.5 مليون طفل قبل اندلاع النزاع المسلح في اليمن.
كما أن سوء التغذية يشكل أيضا تهديدا متزايداٍ حيث تشير تقديرات يونيسف إلى أن أكثر من نصف مليون طفل دون سن الخامسة معرضون لخطر الإصابة بسوء التغذية الشديد وسوء التغذية الحاد على مدى الأشهر الإثني عشر المقبلة إذا استمر الوضع في التدهور (بالمقارنة مع 160 ألفاٍ قبل الأزمة الأخيرة).
بالإضافة إلى ذلك فإن حوالي 1.2 مليون طفل دون سن الخامسة معرضون لخطر سوء التغذية الحاد المعتدل – وهو ما يقرب من ضعف ما كان الحال عليه قبل الأزمة.
وتقول “يونسيف” إن ما لا يقل عن 279 طفلا لقوا مصرعهم وجرح 402 آخرون كنتيجة مباشرة للصراع الذي اندلع في اليمن أواخر آذار/مارس.
وجددت “يونيسف” دعوة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لأطراف النزاع إلى وقف إطلاق النار لتسهيل عمليات إيصال المساعدات الإنسانية لمن هم في أشد الحاجة إليها.
وفي إطار النداء الإنساني الصادر عن الأمم المتحدة فإن “يونيسف” طلبت من العالم التبرع بمبلغ 182.6 مليون دولار أميركي لتلبية الاحتياجات الفورية للسكان المتضررين من النزاع.
وتتضمن تكاليف يونيسف 34 مليون دولار لبرامج الصحةº 58 مليون دولار للمياه والصرف الصحي والنظافة العامة 41.5 مليون دولار للتغذيةº 12.6 مليون دولار لحماية الطفل 10.5 مليون دولار للتعليم و 26 مليون دولار للحماية الاجتماعية في حالات الطوارئ.
أخيراٍ
وفي ختام هذا التحقيق لابد من التأكيد على ضرورة إعطاء السياسيين والعسكريين أهمية لحياة الملايين من الأبرياء وخاصة النساء والاطفال وبالتالي العمل وبصورة سريعة على وقف الحرب وتقديم جميع الأطراف لتنازلات من أجل الوصول لحلول سلمية للخروج من الأزمة الراهنة وبالتالي انقاذ حياة الملايين من الأبرياء والسكان المدنيين الذين يدفعون أثماناٍ باهظة جراء نزاعات فرقاء السياسة.

قد يعجبك ايضا