عاهات وآلام يخلفها العدوان

تتزايد الأرقام بأعداد الضحايا الذين فقدوا حياتهم جراء الحرب على اليمن وتتضاعف الأرقام بشكل مهول لمن فقدوا أطرافهم وباتوا عاجزين عن إعالة أنفسهم فضلا عن إعالة أسرهم وصاروا على حافة الجوع والفقر والتسول… ويكاد مركز الأطراف يختنق من كثافة الاعداد المتوافدة إليه يوميا والعمل جار فيه على قدم وساق لصناعة أطراف صناعية والوضع نفسه لدى صندوق المعاقين فميزانيته الشحيحة لا تكاد تغطي احتياجات الحالات السابقة ناهيك عن استيعاب حالات جديدة والوضع يتأزم بشكل سيئ ومخيف ..!!
أمراض مزمنة
من حالفه الحظ ورافقته السلامة ولم يفقد أيا من أطرافه فلن ينجو من مرض محتم اما بالقلب أو الضغط أو ارتفاع غير مسبوق بالسكر وقائمة الأمراض تطول والمستشفيات تكتظ بالمرضى.
فالوالد أمين الوهاشي بالرغم من معاناته المريرة والطويلة والتي تربو على الثلاثين عاما مع مرض السكر والقلب كان على موعد ثالث مع مرض جديد يزيد من معاناته فبعد أن صلى الظهر وتوجه إلى بيته سقط صاروخ على أحد المواقع القريبة من منزله مخلفا العديد من الضحايا والأشلاء المتناثرة عاد الوهاشي إلى بيته لم يصب بأذى أو شظايا متطايرة ,وفي المساء سقط مغشيا عليه في أرضية الحمام فهرع أبناؤه لمعرفة مصدر الارتطام وجدوا أباهم ملقى والدم يتدفق بغزارة من أنفه وبعد إسعافه شخص الطبيب حالته بارتفاع شديد في ضغط الدم بسبب صدمة شديدة تعرض لها فأخبروا الطبيب بأنه عاد إلى المنزل بحالة سيئة جدا جراء سقوط الصاروخ بالقرب منه فقال لهم انه أصيب بضغط الدم وإن خروج الدم من أنفه كان السبب الذي أنقذ حياته هو خروج الدم من أنفه وإلا لكان في عداد الموتى.
السكر العصبي
بعد أن أخذ الوالد يحيى الحيمي الذي يعاني من مرض السكر العصبي أبرته ونام مطمئنا ….. هز انفجار عنيف أرجاء الحي الساعة الواحدة والنصف ليلا …فخرج الجميع من بيوتهم لمعاينة مكان الصاروخ ودوت سيارات الإسعاف وتعالت صرخات المسعفين وصياح أهالي الضحايا والجيران وفي الصباح انشغل الجميع بمعرفة المستجدات السياسية وعدد الشهداء والجرحى والذين لا يزالون عالقين تحت الأنقاض وحمد الله أبناء الحيمي أن والدهم لايزال يغط في نومه ولم يسمع شيئا مما حدث بالأمس, وعند الغداء تحلق الجميع على المائدة وافتقدوا الأب فذهب الابن الأكبر لإيقاظه والقلق يساوره فليس من عادته أن يتأخر في نومه إلى بعد الظهيرة فوجد جسمه باردا لاحراك فيه فهب الجميع لإسعافه الوقت الضائع لينقل لهم الطبيب خبر موته بسبب دخوله في غيبوبة سكر قضت على حياته ولو تم إسعافه مبكرا لاستطاعوا إنقاذه.
الولد الوحيد
لم تسع الأم (ب .م ) فرحتها حين أخبرتها الطبيبة بأنها تحمل في أحشائها جنينا ذكرا فطارت على أجنحة السعادة لتبشر زوجها الذي بات قاب قوسين أو أدنى من الزواج بالثانية بعد أن ظل يهددها ليلا ونهارا بتركها إن لم تنجب له الولد الذي يرثه ويكون عونا وسندا لأخواته الست … وبالرغم من أن الطبيبة التي تشرف على حالتها أخبرتها أن هذا سيكون آخر حمل لها بسبب تدهور حالتها الصحية إلا أنها تمسكت بجنينها وكانت تعد الأيام والليالي لاقتراب موعد الولادة وذات مساء وعلى إثر وقوع صاروخ تناثرت معه زجاج النوافذ وتهدم أجزاء من المنزل أسعفت الأم إلى المستشفى وهي بحالة صعبة وقد نزل الجنين ولاتزال ترقد في العناية المركزة..!!!
قطر الحديد
تشكو كثير من الأمهات من حالات الهلع والخوف التي تنتاب صغارهن عند سماع صوت الطائرات وهي تحلق في الجو فيغلق الأطفال آذانهم ويحتموا خلف أمهاتهم وغالبيتهم أصيبوا بالصفار الكبدي وشحوب الوجه وفقد الشهية والتبول الليلي.
Samia5072@gmail.com

قد يعجبك ايضا