الطفولة في اليمن في مرمى القصف الجوي والمواجهات الداخلية

الحرب التي تشنها قوات التحالف بقيادة السعودية على اليمن منذ خمسة أشهر لا تدمر حياة الأطفال في الحاضر فقط وإنما تدمر مستقبلهم أيضا هكذا تقول المنظمة الدولية للأمومة والطفولة “اليونيسف” في أحدث تقاريرها عن وضع الطفولة في اليمن.
وبشكل يومي ينظم ضحايا جدد من صفوف الأطفال اليمنيين إلى قائمة الضحايا الذين يسقطون بسبب القصف الجوي الذي ينفذه التحالف أو أثناء المواجهات المسلحة بين الأطراف المتنازعة.
ويشير تقرير “اليونيسف” الذي صدر مؤخراٍ تحت عنوان اليمن طفولة مهددة إلى أن 8 أطفال على الأقل ينضمون إلى قائمة القتلى والمشوهين كمتوسط تقريبي.
آثار مدمرة
ولا يتوقف آثار الحرب الدائرة منذ مارس الماضي عند المئات من الشهداء والمصابين في أوساط الأطفال بل يمتد ليشكل خطراٍ محققاٍ على مستقبل حياة الملايين منهم.
ويقول ممثل منظمة اليونيسف في اليمن جولين هارنس: إن الحرب تمثل مآساة حقيقية بالنسبة للأطفال في اليمن.
ويضيف يتعرض الأطفال للقتل بفعل القصف الذي تنفذه طائرات التحالف وبفعل الاقتتال الداخلي ويواجه النازحون منهم خطر الأمراض وسوء التغذية.
وبحسب التقرير الذي نشرته اليونيسف على موقعها الرسمي على شبكة الانترنت يوم الاربعاء الماضي فإن من آثار الصراع المسلح الذي يدمر واحدة من أفقر دول العالم العربي تعطل الخدمات الصحية وارتفاع معدلات سوء التغذية بين الأطفال واغلاق المدارس وارتفاع اعداد الأطفال المجندين في جماعات مسلحة.
ويوضح التقرير أن نحو 1000 طفل قتلوا وإصابة المئات آخرون منذ تصاعد العنف في اليمن قبل أربعة أشهر فيما يصل متوسط عدد الأطفال الذي يقتلون أو يْشوهون في اليمن بشكل يومي إلى 8 أطفال على الأقل.
المستقبل أيضا في خطر
وتحمل هذه الحرب مخاطر حقيقية على حاضر ومستقبل الطفولة في اليمن ويوضح تقرير اليونيسف بأن النزاع الدائر في البلاد لا يدمر حياة الأطفال الآن فقط ولكن سيكون له آثار مروعة عليهم في المستقبل أيضاٍ.
ويضيف التقرير الدولي تسبب تصاعد النزاع منذ مارس الماضي بمقتل 398 طفلاٍ على الأقل وإصابة 605 آخرين كما تسبب في تضاعف عدد الأطفال المجندين أوالمستخدمين في النزاع من 156 طفلاٍ سنة 2014م إلى 377 طفلاٍ وهو العدد الذي تم التحقق منه حتى الآن.
ويضيف: يحتاج حوالي 10 ملايين طفل يمني في مختلف البلاد بشكل ملح للمساعدات الإنسانية حيث أن %80 من سكان اليمن هم من دون الـ18 عاماٍ كما أجبر 1.2 مليون شخص على النزوح من ديارهم.
توقعات مخيفة
وتحذر المنظمة الدولية من تفاقم الوضع الإنساني وخاصة في صفوف الأطفال في اليمن إذا لم يتم الوصول إلى وقف سريع ونهائي للحرب.
وتشير في تقريرها إلى أن هناك 15.3 مليون شخص غير قادرين على الوصول إلى الرعاية الصحية الأساسية حيث تم إغلاق 900 مرفق صحي منذ مارس الماضي.
ويؤكد تقرير اليونيسف أن هناك احتمالات قوية بأن يصل عدد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية بنهاية العام الحالي إلى 1.8 مليون طفل كما يحتاج 20.4 مليون شخص للمساعدة في تأمين القدرة على الوصول للمياه المأمونة والصرف الصحي والحفاظ عليها وذلك بسبب نقص الوقود والضرر الذي لحق بالبنى التحتية وأنعدام الأمن.
كما أن الحرب تسببت في إغلاق 3600 مدرسة في عموم مناطق البلاد مما أثر على 1.8 مليون طفل.
جهود وتحديات
وتتحدث منظمة اليونيسف عن جهود نبذلها وسط هذه التحديات الكبيرة للتخفيف من معاناة الأطفال جراء الحرب.
ويوضح التقرير أن اليونيسف كانت في قلب العمليات الإنسانية في اليمن منذ بدء بداية النزاع حيث عمل طواقمها على الاستجابة للاحتياجات الحساسة للأطفال في انحاء البلاد وتوفير الخدمات الضرورية لإنقاذ الأرواح بما فيها توزيع المياه الصالحة للشرب وعلاج الأطفال من سوء التغذية والإسهال والحصبة والالتهاب الرئوي.
ويوضح التقرير بـأن اليونيسف عملت خلال الأشهر الماضية على توفير الدعم النفسي لمساعدة أكثر من 15 ألف طفل في حجابهة أهوال النزاع وقامت بتعليم 280 ألف شخص على كيفية تجنب الإصابة بسبب الألغام والأجسام غير المتفجرة.
ويضيف ولكن وبالرغم من الاحتياجات الهائلة إلا أن استجابة اليونسيف لا تزال تعاني من نقص التمويل إلى حد كبير حيث لم يتم سوى تغطية %16 فقط من نداء المنظمة للتمويل والذي وصلت قيمته إلى 182.6 مليون دولار أمريكي حتى الآن.
وتعد اليمن واحدة من أكثر حالات الطوارئ المختلفة التي تتصدى لها اليونسيف حالياٍ في العالم.
ويقول هارنس ممثل اليونيسف في اليمن: نحتاج للأموال بشكل ملح لنتمكن من الوصول إلى الأطفال الذين هم في أمس الحاجة للمساعدة ويضيف: لا نستطيع أن نقف مكتوفي الأيدي ونترك الأطفال يعانون من آثار هذه الكارثة الإنسانية.
وجددت اليونيسف دعوتها لجميع أطراف النزاع لاحترام التزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي ووقف استهداف المدنيين والبنى التحتية الأساسية مثل المدارس ومحطات المياه والمرافق الصحية وتشدد اليونيسف على الحاجة الملحة لوقف النزاع نهائيا.

قد يعجبك ايضا