العدوان والصراعات الداخلية .. وجهان للدمار والضنك المعيشي !!

لا شك أن العدوان والصراعات والحروب الداخلية أثرت على الوضع العام للبلاد والحياة المعيشية للمواطنين وفاقمت الأزمات والمآسي الانسانية على مختلف النواحي والمجالات الحياتية ’ وبالرغم من الدمار الشامل إلا أن وجه الصمود والصبر على مرارة تلك التداعيات هما سيدا الموقف حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا !! فماذا يقول المواطنون في هذا الموضوع¿ التفاصيل في هذا الاستطلاع:

الأخ محمد الطوقي من أبناء صنعاء فقد اثنين من أسرته في فج عطان بصنعاء وتضررت بقالته بتلك التفجيرات التي استهدفت عطان , يعيش وضعا مأساويا على الصعيد الانساني والاقتصادي ومع ذلك لم يفقد الأمل ولم يستسلم للظروف بل زاد اصرارا وتفاؤلا بأن القادم سيكون أفضل وأن مستقبل الانصاف سيعوضه عما فقده عن قريب .
يقول محمد : فقدت حلالي ومالي واثنان من عائلتي , كأي مواطن تجرع مرارة مايحدث للبلاد ولكن ذلك لم يعيقنا عن مواصلة حياتنا ففتحت بسطة في سوق هايل بصنعاء أترزق منها لتكفل لنا حاجتنا المعيشية لي ولأسرتي حتى ننعم بالأمن والاستقرار لنطالب بحقوقنا التي طالها هذا العداء الغاشم !!
ولا يختلف حال المواطن عبدالسلام الراوحي – أعمال حرة عن حال الطوقي الذي فقد زوجته وابنه الوحيد الأمر الذي أصابه بحالة نفسية لعدة أشهر أضف إلى توقف عمله من إحدى الشركات الخاصة في الدعاية والإعلان فلم يجد ما يسد حاجته المعيشية إلى مشوار بيع المناديل الورقية في الشوارع العامة بالعاصمة .
قصص مأساوية كثيرة انتجها وضع العداء والدمار وبالمقابل ملامح وملاحم من الصمود يسطرها أبناء الحكمة والإيمان .
أزمات إنسانية
وفي هذه الزاوية يفيدنا كهلان صوفان – مدير عام مكتب الحقوق والحريات بمجلس النواب أن العدوان والاعتداءات والحروب أثرت على الوضع المعيشي للمواطنين وفاقمت من الأزمات الإنسانية في البلاد وأثر سلباٍ على كافة المجالات
مؤكدا على ضرورة الابتعاد على الانتاج الاستهلاكي الذي يستجدي من الآخرين المساعدات والمعونات لتمويل نفقات الموازنة العامة ويحِمل الأجيال القادمة أعباء سداد أقساط القروض الخارجية داعيا إلى التكافل المجتمعي لخلق نوع من الاستقرار المعيشي وللتخفيف من المعاناة التي يعانيها شعبنا اليمني .
مصفوفة حلول
من جانبه أكد الناشط وليد محمد سند على ضرورة وضع مصفوفة لحل مشاكل الفساد المالي والاداري لتحسين الوضع المعيشي للناس في ظل هذا التدني التنموي الذي خلفه العدوان وكيف نستغني عن سياسيات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي متوجها بمصفوفة إصلاحات لتكون بيد السياسيين لتقويم نهج الدولة بدلا عن البندقية والمدفع كإلغاء ما يعرف بأذون الخزانة كوسيلة في كبح التضخم بينما هي سبب أساسي في التضخم بسبب أعباء الفوائد التي تتحمل بها خزينة الدولة عن أموال مجمده غير منتجه ومن ثم تعويم سعر الصرف وعدم تخفيض العملة المحلية أمام الدولار وتخفيض ميزان المدفوعات من خلال تقوم على السياسات التالية كسياسات حمائية.
تقارير وحقائق
ويتفق معه الدكتور محمد عبدالله الحميري خبير اقتصادي ومحلل سياسي مضيفا إلى حديثه: لا شك أن اليمن تأثرت بكل جوانب الحياة والتنمية والتطوير في البلاد قد أصيبت في مقتل وتضررت ضررا بالغا جراء استمرار هذا العدوان حيث تمثلت أخطر الآثار والانعكاسات السلبية لتطورات حالة العدوان مما أدى إلى زيادة معدلات البطالة وحدوث الركود في الأسواق والفقر , حيث ساهمت بعض القوى المعادية لليمن و الأطراف الخارجية المساهمة في إشعال الفتنة في اليمن دورها في هذا الجانب وعملت على إكمال مسيرة الحرب والعداء الذي تتعرض له اليمن بهدف إفشالها وربما إدخالها ضمن القائمة السوداء .
البناء والإصلاح
من جهة أخرى أوضحت من جانبها الداعية إيمان النجدي – الكلية العليا للقرآن الكريم وعلومه أن للتكافل المجتمعي في ظل هذه الظروف العصيبة من أعظم الأعمال والطاعات التي يتقرب بها العبد إلى الله خاصة في ظل زيادة الأوضاع المأساوية على الصعيد الإنساني والمعيشي في البلاد , وما أعظم أن نجعل حياتنا للبناء والاصلاح وتفريج هم المؤمنين فمن نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة ومن ستر مسلمٍا ستره الله في الدنيا والآخرة والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ) . ومن رفق بعباد الله رفق الله به ومن رحمهم رحمه ومن أحسن إليهم أحسن إليه ومن جاد عليهم جاد عليه ومن نفعهم نفعه..
قضاء الحوائج
وأضافت قائلة : أن نفع الناس والسِعي في كشف كروبهم وقضاء حاجاتهم من صفات الأنبياء والرْسل , متحدثة عن الصحابة رضوان الله عليهم في الاقتداء بطرق مبادرات الاحسان ومسالكه فأبو بكر الصديق رضي الله عنه يقدم ماله كله لله والفاروق رضي الله عنه يقدم نصف ماله لله وعثمان رضي الله عنه يشترى الجنة من الرسول صلى الله عليه وسلم مرتين: مرة حين حفر بئر رْوúمِة ومرة حين جهز جيش العسرة .فنفع من صفات الأنبياء والرْسلº فالكريم يوسف – عليه السِلام – مع ما فعله إخوتْه جهِزهم بجهازهم ولِم يبخسهم شيئٍا منه وموسى – عليه السِلام – لِمِا ورد ماء مدين وجد عليه أمِة من الناس يسقون ووجد من دونهم امرأتين مستضعفتِيúن رفع الحجر عن البئر وسقى لهما حتِى رويت أغنامهما وخديجة – رضي الله عنها – تقول في وصف نبينا – صلِى الله عليه وآله وسلِم -: “إنِك لتِصل الرِحم وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق .

قد يعجبك ايضا