استثمار الفرص للنجاح الأمني

ظروف الحرب التي أجبرت كادر وزارة الداخلية التعليمي (الذي يظم عددا كبيرا من حملة درجة الدكتوراه) على التوقف عن العمل في حقل التدريس, لا تمنع أن تستثمر قيادة الوزارة هذا الكادر في أهم ركيزة نحتاجها في جهاز الشرطة اليمني وهي تحديث منهاج العلوم الشرطية والأمنية العتيق والذي أصبح بعيدا جدا عن ملاءمة تطورات علم الجريمة المستمر في تحديثاته مستغلا كل جديد في التقنية لتحديث أساليب الإجرام وأنماطه حتى أن أفضل أجهزة الشرطة الحديثة والمزودة بأحدث التقنيات تواجه صعوبات في السيطرة التامة , ولأجل ذلك تهتم تلك الأجهزة بمراكز الأبحاث التي توفر لها حلول ناجعة لمواجهة أساليب الإجرام الحديثة.
لطالما طالبنا وغيرنا الكثير بضرورة تحديث منهاج أكاديمية الشرطة والمنشآت التعليمية التابعة لها مثل كلية الشرطة ومدرسة تدريب أفراد الشرطة والتي يغيب عنها كثير من علوم الأمن والشرطة واستراتيجياتها الحديثة, وها نحن نجدد الطلب وكلنا ثقة أن وزارة الداخلية لن يفوتها استثمار فرصة (التفرغ) الذي عليه كثير من كادر أكاديمية الشرطة لتجديد وتحديث مناهج الشرطة وأيضا لاستكمال الأبحاث الخاصة بالشرطة المجتمعية وغيرها من نظريات العمل الشرطي الحديثة التي لابد وأننا سنحتاجها لمرحلتنا الجديدة القادمة.
ربما كانت واحدة من الحجج التي تمترسنا خلفها كثيرا ( أننا لا نملك الوقت الكافي لانشغالنا بتدريس المنهج ), وها نحن قد (أجبرنا) على الفراغ الذي قال فيه رسولنا الكريم عليه وعلى آله أفضل الصلاة وأزكى التسليم : ” نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس, الصحة والفراغ “, ولا أشك للحظة أن هكذا فرصة سيفوتها أساتذتنا الذين علمونا التضحية بكل ما نستطيعه من أجل الارتقاء بمستوى أداء جهازنا الشرطي والأمني, والذين لطالما أكدوا علينا مرارا وتكرارا ضرورة استثمار الفرص لتحقيق النجاح الأمني .
همسة أمنية :
ترك الأشياء ذات القيمة ظاهرة للعيان خلف زجاج السيارة حافز للسارق على سرقتها.
يجب إخفاء كل ذي قيمة والتأكد من إحكام إغلاق السيارة فور مغادرتها.
دام اليمن ودمتم بإذن الله سالمين .

* قائد شرطة الدوريات الراجلة – سابقا.

قد يعجبك ايضا