لابد من تنظيم عمليات الإمداد والتموين والتوزيع الأمثل للسلع الحيوية الأساسية
طالب الخبير الاقتصادي في العلاقات الاقتصادية الدولية الدكتور عادل الحوشبي بإنشاء غرف عمليات لتنظيم عمليات الإمداد والتموين والتوزيع للسلع الحيوية الأساسية وتوفير الخدمات للمواطنين في مختلف مناطق الجمهورية ومحاربة عمليات الاحتكار والسمسرة وتأزم الأوضاع المعيشية ومعاقبة مرتكبيها.
مشددا على أن تلك الخطوات ستمكن اليمنيين حكومة وشعبا من التصدي للعدوان السعودي الأمريكي في الوقت الراهن وتعتبر أنسب الطرق لمجابهته اقتصاديا بحزم وقوة.
وحث الجهات المسئولة على اتخاذ إجراءات في العلاقات الاقتصادية تتضمن التنسيق مع مختلف الدول الصديقة والمنظمات الدولية والإقليمية وغير الحكومية العربية والأجنبية ومنظمات المجتمع المدني المحلي لكسر الحصار البري والجوي والبحري المفروض من دول العدوان .
ولفت إلى أن العدوان على اليمن ترك آثارا سلبية على المنطقة برمتها وأسهم في زعزعة الأمن والاستقرار الاقتصادي والإقليمي والدولي دون أن تدرك دول العدوان خطورته مستقبلا عليها .
¶ ما تقييمكم للوضع الاقتصادي في ظل العدوان والحصار الجائر¿
– لا شك أن الوضع الاقتصادي متدهور وسوف تكون له تداعيات مباشرة وغير مباشرة قصيرة ومتوسطة وطويلة الأجل في ظل العدوان والحصار واستمراريته وسيترك آثارا سلبية على عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية المنشودة من خلال تدهور أغلب المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية الرئيسية وعلى رأسها تراجع الناتج المحلي الإجمالي نظرا للتدمير الممنهج لوسائل الإنتاج الصناعية والخدمية, وكذلك حدوث فجوات كبيرة طويلة المدى في الموازنات الحكومية نظرا لتوسع البرنامج الاستثماري الاقتصادي في ظل تراجع الواردات وتزايد النفقات وخروج بعض المصادر والموارد الإيرادية عن السيطرة وتسليمها للعناصر الإرهابية, وكذا تفاقم الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية والبيئية والصحية في البلد, والأهم من ذلك كله زعزعة الأمن والاستقرار الاقتصادي والإقليمي والدولي.. وعلى الرغم من ذلك فإن اليمن تخطو تبعا لمسار الاقتصاد الحربي, الذي تفرض الحرب معظم قواعده وتحاول الدولة بكل جهد التخفيف من آثاره السلبية وتعمل على إعادة توازنه .
الوضع الإنساني
¶ إلى أي الدرجات وصل الوضع الإنساني في ظل العدوان¿
– الوضع الإنساني في الوقت الراهن يرتقي إلى مستوى كارثي وليس فقط الوضع الإنساني بل أيضا الصحي والبيئي والمعيشي للمواطن كون تحالف العدوان يتعمد تأزيم الأوضاع بشكل عام والإنساني بشكل خاص لأنه يستهدف المدنيين والتجمعات السكانية في مختلف المحافظات ويقتل ويشرد الآلاف منهم خاصة الفئات الأشد ضعفا من النساء والأطفال وكبار السن.. ويتعمد تدمير الكثير من المنشآت الصحية والإغاثية مما تسبب في انتشار الأوبئة والأمراض الخطيرة في ظل نقص الأدوية والعلاجات التي يمنع إدخالها إلى اليمن بفرض حصاره البري والبحري والجوي بحيث تعرضت مختلف شرائح المجتمع للإصابة, إلى جانب استهدافه للمواد التموينية الغذائية ووسائل نقلها وتخزينها وأماكن بيعها مما أحدث نقصاٍ حاداٍ لها في الوطن.. وأيضا استهدافه للمحروقات والمشتقات النفطية والغازية وقطاع الطاقة بشكل عام ووسائل توليدها ونقلها وتوزيعها وتخزينها وبيعها بمنعها أو تدميرها مما سبب المعاناة الحقيقية لغالبية الشعب اليمني.. حتى المخيمات والملاجئ والأماكن الآمنة كانت ومازالت ضمن أهدافه ..
العدوان خلق المعاناة
¶ علامِ يدل ذلك¿
– على أن العدو سعى ويسعى بكل جهد لأن يخلق ويكرس المعاناة والأزمات للشعب اليمني حتى في أبسط مقومات الحياة ويستهدف صحته وكيانه ووجوده ومع هذا الوضع الأكثر من مأساوي ينكشف القناع القبيح للعدو الذي لا يأبه لمثل هذه المسائل ولا بقواعد وأخلاقيات الحروب والنزاعات والخصام لأنه أسس عدوانه على باطل وبالتالي فإن ثقته بنفسه وبديمومته ووجوده ككيان معتد غاشم منعدمة خاصة في ظل أي شعور بالتغيير من حوله أو بالتهديد حتى لو كان وهمياٍ أو تحريضياٍ.
مراهنة العدوان
¶ على ماذا يراهن العدو السعودي من العدوان والحصار وهل أثر على تماسك اليمن¿
لقد قام العدو السعودي بهذا العدوان السافر وقاد تحالفا مشبوها بحصار جائر خوفا من خروج اليمن عن وصايته وطاعته , وإن تم الأمر وخرجت عن الوصاية فإن العقاب الرادع مصيرها وبغض النظر عن ما تم إعلانه من أهداف مضللة فإن الأهداف الحقيقية لعدوان بهذه المنهجية والتدمير والتخريب والحصار المطبق الناجم عن حقد أعمى وخبث شمل مقدرات وموارد البلد ودمر البنى الأساسية والتحتية والخدمية وشل الحياة الاقتصادية ومعيشة المواطن , والواقع ومجريات الأحداث وبنك أهداف العدوان السعودي الأمريكي تشير إلى أن الأهداف الحقيقية في الجوانب الاقتصادية تتمثل في شل مقومات الحياة الاقتصادية والمعيشية للشعب اليمني, وتدمير البنى الأساسية والتحتية للاقتصاد الوطني, وتمكين السيطرة على الموارد والثروات الرئيسية من آبار وحقول نفطية وغازية ومحطات التوزيع والتوليد والنقل الكهربائي من قبل التنظيمات التخريبية والإرهابية والعملاء بما يعزز من الهيمنة الاقتصادية للسعودية وأمريكا, وفرض واقع من المعاناة والأزمات وظواهر الجوع والفقر والبطالة والغلاء والنزوح الجماعي ومظاهر الفوضى والأزمات الاجتماعية والإنسانية كعقاب جماعي, ومنع وصول أي مساعدات أو إمدادات أو شحنات نقل إنسانية , تجارية , غذائية , طبية , مالية , لعامة الشعب أو للمحتاجين والمتضررين من الداخل أو الخارج لزعزعة وشق الجبهة الداخلية , والقضاء على ما حققته الثورة اليمنية ثورة الـ21 /9 /2014م من أهداف وإنجازات هامة تتمثل بالتخلص من مراكز الإقطاع والاحتكار وقوى النفوذ والفساد الاقتصادي والسياسي والعسكري والأمني والإداري والإعلامي والثقافي وغيره, واستعراض القوة العسكرية لأول مرة مع ما يتناسب ونفوذها وقدرتها الاقتصادية , وتعزيز مواقف السعودية وأمريكا الإقليمية والدولية وهيمنتها في المنطقة ونفوذها سياسيا واقتصاديا وعسكريا وأمنيا لابتزاز بعض الدول , ومحاولة قوى العدوان فرض تنازلات سياسية واقتصادية من قبل بعض الدول المساندة للثورة اليمنية ,دعم الجماعات والتنظيمات الإرهابية وعملاء السعودية وأمريكا ماديا ومعنويا وتقديم الأسلحة والذخائر والأموال لتمرير مشاريعهم التدميرية, وفصل بعض المحافظات ذات الثقل الاقتصادي والجغرافي للتمدد نحو البحر العربي والسيطرة والتحكم بموارده الاقتصادية ..
¶ما هي أنسب الطرق لمواجهة العدوان والحصار الاقتصادي من وجهة نظركم¿
– هناك الكثير من السياسات والإجراءات لمواجهة العدوان السعودي الأمريكي , حسب ما يقتضيه الوقت والحاجة ولعل أهمها في الجانب الاقتصادي إنشاء غرف عمليات لتنظيم عمليات الإمداد والتموين والتوزيع للسلع الحيوية الأساسية وتوفير الخدمات للمواطنين في مختلف مناطق الجمهورية ومحاربة عمليات الاحتكار والسمسرة وتأزم الأوضاع المعيشية ومعاقبة مرتكبيها والتنسيق مع مختلف الدول الصديقة والمنظمات الدولية والإقليمية وغير الحكومية العربية والأجنبية ومنظمات المجتمع المدني المحلي لكسر الحصار البري والجوي والبحري وأعداد وتنفيذ برامج إغاثة للمناطق المنكوبة والمتضررة والمحتاجة والتدقيق في عمليات صرف الرواتب والمعاشات وغيرها من المستحقات المالية في المؤسسات المدنية والعسكرية والأمنية والتكاتف والاصطفاف الوطني وتوحيد الجبهة الداخلية وإنشاء منظومة متكاملة للاحتياطات الاستراتيجية للدولة من غذاء ودواء والمحروقات والمشتقات النفطية ووسائل الطاقة والعملات الصعبة والأجهزة والمعدات وقطع الغيار وغيرها وترشيد الإنفاق وزيادة الإيرادات ورفع كفاءة الإدارة المالية للحكومة والاستغلال الأمثل للمواد المتاحة ومحاربة الفساد والفاسدين وإعداد خطط وبرامج تنفيذية للحد من الفساد في مختلف أجهزة ومؤسسات الدولة ومعالجة الاختلالات القائمة في أروقة الدولة المختلفة مع القيام بتقييم نتائج العدوان وتداعياته وإعداد الخطط والبرامج التنفيذية لإعادة الإعمار ودراسة القوانين والتشريعات الحالية المنظمة للحياة الاقتصادية وتحديثها والمحافظة على موارد ومقدرات وممتلكات الدولة والمؤسسات من العبث والتدمير من خلال التخزين وصيانتها واتخاذ الإجراءات القانونية بحق من ثبتت عمالته وخيانته للوطن أو من تخاذل أو هرب أو تقاعس من ساحات الشرف والبطولة أو أيد أو ناصر أو تعاون مع العدوان السعودي الأمريكي على اليمن بالإضافة لإعداد وتنفيذ خطط وبرامج إعلامية خارجية توضح حقيقة وبشاعة العدوان وأهدافه مع التلاحم الرسمي والشعبي والتكاتف للتصدي بحزم للعدوان الهمجي على اليمن يتضمن تنظيم اصطفاف وطني واسع لمقاومة وإفشال كافة أشكال التآمر والتدخل في شئون الوطن وتهديد سيادته ووحدته وأرضه واستقراره وسلامة أراضيه والمحافظة والدفاع على مكتسبات ثورة 21/سبتمبر/2014م والعمل على تحقيق بقية أهدافها .