هل ينتهي عصر الطوابير على البنزين¿

قبل أن يطبق التعويم لأسعار المشتقات النفطية يتبادر إلى أذهان مالكي السيارات سؤال مهم :هل فعلا ستختفي الطوابير من أمام محطات البنزين وهل ستكون الأسعار مرتفعة أم منخفضة على ما هي عليها اليوم قبل أن ندخل في تفاصيل هذه التكهنات أحببت أن اسرد هذا الاستطلاع عن قصة المطوبرين أو مايطلق عليهم شعبيا “المساربين” في صفوف طويلة أمام المحطة لأيام من اجل الحصول على ثلاث دبات أو اقل ما تعادل 60 لتراٍ من البنزين.. فمع التفاصيل:
من يزمع على الطابور للحصول على البنزين عليه أن يجهز نفسه من الليل لأنه سيستيقظ مع أذان الفجر وبعد الصلاة مباشرة يتوكل على الله إلى اقرب محطة من منزله /حكايتي انني وصلت وأخذت موقعي في الطابور كان قبلي سبعون سيارة فقلت اليوم هذا إن شاء الله نعبئ الخزان كاملا الطابور منظم والعدد قبلي متوسط بعدها بدأنا التجمع مع أصحاب السيارات الذين أتوا قبلي والذين أتوا بعدي تكلمنا عن الوضع والاحتياج للبنزين وكل واحد يحكي كم قد جلس في الطابور مرات الأول قال له يومين ولم يصل بسبب المغالطات والمحابات من قبل صاحب المحطة وأعوانه والثاني قال انه غالط مرة بعد صاحبه على بعد أمتار من بوابة المحطة(قحش بالمعنى الشعبي ) فحصل على بنزين لأول مرة أما الثالث فقال مسكت مرة في محطة وعندما كنت قد اقتربت من البوابة قالوا كِمل عيجي بعد يومين وبعدها جلست سيارتي عشرة أيام لوماجاء البنزين.
قال الرابع أنا مابين امسك طابور إلا في شركة النفط في الستين صحيح ممكن تبقى يومين أو ثلاثة بس ماترجع إلا وقد عبيت بس من حين ضربوا( قصفوا) شاحنة وهي تمر في خط الستين حرمت أزيد أعبي من (هناك).
الصبوح
بدأنا الذهاب للصبوح تباعا والحقيقة ان تكلفة اقل صبوح ستكون 500 ريال فيما هناك من يصطبح بـ 1000 ريال وبعضهم يأتي السائق ومع أصحابه ثلاثة أو اقل فيكلفهم الصبوح 2000 ريال اقل شيء.
الهنجمة
أحسن مكان للهنجمة والهيلمة في نظر بعض الناس هو الطابور أثناء طلب البنزين فترى بعض السائقين يأتي ومعه خمسة من المرافقين لاتدري هل هم أصدقاء السائق أو مرافقون رسميون له وهنا يقومون بالاستعراضات والفتونة ومحاولات التنظيم للطابور وحين تلوح الفرصة لهم يسبقون الناس ويتقدمون عليهم ويستعرضون عضلاتهم على الآخرين الذين يستنكرون حركاتهم بمرارة.
السلاح
لايوجد مكان في العاصمة صنعاء مشهور لاستعراض الأسلحة مثل أماكن المحطات فهي ربما اشهر مكان للاستعراضات فالمطوبرون تجد بينهم من يحمل شتى أنواع الأسلحة يحملها السائقون والمرافقون لهم اقلها مسدس روسي وهذا يعد الأضعف فيما هناك الايفئن والكلاشنكوفات وغيرها .
قصة
في إحدى المحطات قام المنظمون بكسر زجاج إحدى السيارات بطريقة عنجهية فما كان من صاحبها إلا أن اخرج من خانة السيارة آر بي جي وهدد بنسف المحطة أن لم يصلحوا زجاج سيارته ويعبوها بنزين عندها رضخ اولئك المنظمون الفاسدون لمطلبه وهم صاغرون.
المنظمون
لكل صاحب محطة شلة من المنظمين والحراس أحيانا يزيدون عن 20 بخلاف العاملين الأساسيين بالمحطة والمحاسبين ويعتبر المنظمون في عرف الجماهير إحدى الأدوات المساعدة لتنظيم الطوابير والمساعدة على الالتزام بالصف وعدم المغالطة والإرباك في العمل لكن الملاحظ أن هؤلاء المنظمين جزء من عملية الإرباك والفساد والمغالطات بل والمحسوبيات اذ يقومون بالتعبئة لأصدقائهم وأقاربهم وتقديمهم على الآخرين حتى لو كان المنتظرون لهم عشرات الساعات.
ويعتبر المنظمون الذين يغلب عليهم تدجيج ظهورهم بالسلاح منظرا يدعو للريبة والتقزز إذ يثيرون الذعر والفزع لدى المطوبرين خصوصا الأجانب منهم ويقول الدكتور رعد وهو اختصاصي عظام من جمهورية العراق الشقيقة انه منظر مخجل وجود هذه المليشيات المسلحة ببوابة كل محطة, أما احمد خير من السودان الشقيق فيقول : هؤلاء يثيرون الفزع والخوف لدى الناس بأشكالهم المقزرة المدججة بالسلاح.
الجانب الرسمي
لم يسجل وجود للجهات الأمنية لحفظ النظام بالمحطات سوى عدد قليل من المحطات ويغلب على المحطات استدعاء مليشيات للمحاولة في التنظيم لكن تلك المحاولات تبوء بالفشل في اغلب المحطات ويتم استخدام المغالطة من قبل المطوبرين يوميا وقلما سجلت محطات بدون اختلالات أمنية وأعمال شغب يثيرها المنظمون وأعوانهم فيما عامة الناس يعودون الى المنازل بدون بنزين مرات عدة كما حصل لي قبل رمضان ومرة في رمضان .
فرصة عمل
هناك الكثير من السائقين وجدوا في الطوابير للحصول على البنزين حيث يقومون بالمساربة ليل نهار ويفرغون البنزين ثم يبيعونه بسعر 7000 ريال للدبة الواحدة فيربحون 4000 ريال وهي رزق يعتبرونه مصدر معيشة جديد وهكذا يمضون يوميا للازدحام وبالتالي نتساءل: لماذا المحطات زحمة ونرى نفس الوجوه تتكرر كل خمسة ايام بعد ما اقرت شركة النفط النظام الاليكتروني للمدة وبرقم السيارة كل خمسة أيام .
العودة
يعود للمنازل نحو 60 % من المطوبرين يوميا بسبب عدم تمكنهم من الحصول على البنزين وفقا للنظام بدون مغالطات ومحابات وارباكات ومهاترات وهو نظام معمول به في كل المحطات وعلى المتضررين الصبر دوما فربما يحصلون على البنزين في المرة المقبلة ان صبر ثلاثة أيام أو أكثر كما يحصل في محطة الجامعة التي تجعلك تطرح السيارة وتعود بعد عشرة أيام .
التكلفة
يكلف يوم من الانتظار للحصول على البنزين في طوابير المحطات نحو 3000 ريال قيمة الصبوح والغداء والقات والماء فقط ولهذا يشتري صاحبي الدبة من السوق السوداء بـ 6000 ريال دائما دون تعب وهكذا يصرف الناس نقودهم وهم في وهم الطابور يوما بعد يوم وشهرا بعد شهر وبعض المطوبرين كما ذكرت يأتي ومعه أصحابه فتكون تكلفته 6000 ريال ليوم واحد واذا حصل بنزين سيحصل على 60 لتراٍ بالكثير .
المحتكرون
برزت فئة من السائقين يحتكرون البنزين فتراه في الطوابير ليلا نهاراٍ يحصل على كمية ويقوم بتعبئتها في براميل خاصة في البيت آملاٍ في بيعها بأسعار خيالية عندما ينعدم البنزين تماما من البلد حسب زعمه وهكذا هناك من يخزن أربعة براميل وآخر خمسة وهناك أشخاص عملوا خزانات أرضية لهذا العرض وهاهم اليوم يخشون من تعويم المشتقات النفطية ان تنخفض سعرها إلى اقل من 3000 ريال للدبة .
القلق
امس طوبرت في محطة بالحصبة ولم نحصل على أي لتر وبعد الساعة الثانية عشرة ظهرا قالوا ان الكمية نفدت وفي الحقيقة لم تشاهد المحطة شغالة سوى لنصف يوم ويقال أنها حصلت على 30 الف لتر وهذه حكاية سمعناها كثيرا من أصحاب المحطات قبل رمضان والصحيح أنهم يعبئون سيارات بعينها وفوقها براميل قلنا لمن هذه قالوا شاصات ……

قد يعجبك ايضا