أثارت جريمة إحراق الرضيع الفلسطيني علي دوابشة موجة غضب واستنكار واسع محلي وعربي ودولي وهي جريمة بشعة ارتكبها متطرفون يهود من خلال حرق منزل عائلته مما أدى إلى استشهاده وإصابة جميع أفراد عائلته فجر الجمعة الماضي في دوما جنوب نابلس في الضفة الغربية واعتبر المحللون والمراقبون أن الإرهاب اليهودي ليس بجديد بل هو مصطلح قديم يتجدد باستمرار بأشكال مختلفة تمارسه عصابات المستوطنين والمتطرفين اليهود ضد الفلسطينيين وبحماية الجيش وأجهزة الأمن الإسرائيلية وبغض النظر عن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة وبمباركة المرجعيات الدينية التي تجيز استهداف الفلسطيني والعربي والمس بهم من خلال إصدار كبار الحاخامات الفتاوى في السنوات الأخيرة وتغافل العالم عنه إلا أن إسرائيل لا تنكره.
وحادثة الحرق الأخيرة بحق الطفل الرضيع دوابشة ندد بها القادة والنخب الإسرائيلية لكنها ترفض الإقدام على سلوك واحد ضد سياسة القتل ومعاقبة ومحاسبة القتلة مؤكدين أن الإرهاب اليهودي واضح وضوح الشمس بعشقهم للقتل وإراقة الدماء واستهداف الإنسان الفلسطيني في ظل الصمت الدولي الذي يقف عند حد الشجب والتنديد دون التطرق من قبل العالم لحقيقة الإرهاب اليهودي المعروف ولم ترقى لمستوى المحاسبة وتتعامل مع حكومة الاحتلال بحصانة.
وفي هدا السياق بدأت القيادة الفلسطينية تحركا في مجلس الأمن الدولي لإنشاء لجنة تحقيق دولية في جريمة إحراق منزل عائلة دوابشة الفلسطينية في قرية دوما جنوب نابلس على يد مستوطنين إسرائيليين.
وقررت القيادة الفلسطينية بدء الإجراءات القانونية لرفع ملف جريمة المستوطنين بحق عائلة دوابشة إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي مشيرة إلى أنها طالبت الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بإنشاء آلية دولية خاصة لحماية سكان الأراضي الفلسطينية.
إلى دلك انتفض الفلسطينيون صباح أمس ضد الجريمة الدموية البشعة التي ارتكبها متطرفون يهود في حق الرضيع الفلسطيني “على دوابشة”واندلعت اشتباكات حادة في المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة بعد يومين على حرق الرضيع أحياء وقالت شرطة الاحتلال الإسرائيلي في بيان لها: إن عددٍا من الشباب الملثمين قاموا بالتحصن داخل المسجد الأقصى بعد أن قاموا برشق الحجارة باتجاه قواتها” على حد قولها.
وتجمع عشرات المسلمين وهم يحملون صور الطفل الرضيع الشهيد “على دوابشة” البالغ من العمر 18 شهرٍا والذي احترق حيٍا بعد أن أضرم مستوطنون متطرفون إرهابيون يهود النار في منزله الجمعة أمام بوابات المسجد الأقصى وأمام حواجز الشرطة الإسرائيلية التي منعتهم من الدخول.
وعلى الفور امتدت المواجهات بين الشباب الفلسطيني وقوات الاحتلال الإسرائيلي في عدة مناطق متفرقة بالضفة الغربية وأصيب إسرائيليان بجروح طفيفة نتيجة تعرض سيارتهما للرشق بالحجارة قرب مستوطنة “شفوت راحيل” الواقعة في منطقة قرية دوما.
وقالت الإذاعة العامة الإسرائيلية: إن عبوتين ناسفتين ألقيتا باتجاه موقع عسكري في مدينة الخليل دون وقوع إصابات كما ألقيت زجاجة حارقة باتجاه مبنى استيطاني في “بيت هداسا” في الحي اليهودي بالمدينة نفسها مما أدى إلى إلحاق أضرار طفيفة بها.
وعلى الجانب الآخر ودعت جماعات تابعة لمنظمات “الهيكل” اليهودية المتطرفة إلى اقتحامات جماعية من ضمنها اقتحامات بزى عسكري وفرضت قوات الاحتلال منذ ساعات الصباح طوقا عسكريا على كافة مداخل المسجد الأقصى وأغلقت جميع أبواب المسجد وأبقت على أبواب السلسلة والمجلس وحطة مفتوحة فقط مع تواجد حواجز عسكرية عليها.
ومنعت قوات الاحتلال صباح أمس الأحد المصلين دون سن الـ50 من دخول الأقصى فيما أتاحت اقتحامات المستوطنين تحت حراسة مشددة. ويتواجد مجموعات كبيرة من المصلين منذ ساعات الصباح داخل باحات الأقصى والجامع القبلي وفى محيطه ما أرغم قوات الاحتلال على توجيه المقتحمين إلى اتخاذ مسار الهروب من باب المغاربة والخروج مباشرة من باب السلسلة.
بالمقابل فإن أعدادا كبيرة من قوات الاحتلال والوحدات الخاصة تستعد لاقتحام المسجد وإخلاء الجامع القبلي من المصلين المعتكفين داخله حيث أطلقت القوات عيارٍا مطاطيٍا صوب المتحصنين داخله وفق ما ذكره “موقع 48” الإخباري الفلسطيني.. وسجل عدد من انتهاكات الاحتلال بحق المصلين من الرجال والنساء المرابطين خارجه حيث اعتدت قوات الاحتلال عليهم ودفعتهم بالأيدي وهددت بقمعهم بالقوة.
من جانبها نددت الجامعة العربية مجددا بالجريمة البشعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحرق منزل عائلة فلسطينية في الفجر وأفرادها نيام وأدت هذه الجريمة البشعة إلى استشهاد الطفل وإصابة باقي أفراد الأسرة إصابات بالغة وتم حرق المنزل بالكامل
وقالت الجامعة في بيان أصدره أمس قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة: إن هذه الجريمة تقع في سجل جرائم الإرهاب الذي يمارس ضد الشعب الفلسطيني مطالبة بتشكيل لجنة أممية في إطار الأمم المتحدة للقيام فوراٍ بزيارة الأراضي الفلسطينية المحتلة والتحقيق المحايد والشفاف في هذه الجريمة البشعة وتحديد المسؤولين عنها وتقديم تقريرها إلى الأمين العام ومجلس الأمن لاتخاذ الإجراءات الرادعة والكفيلة بحماية الشعب الفلسطيني ومساءلة المجرمين.
وطالبت الجامعة العربية جميع المؤسسات الدولية العاملة في مجال حقوق الإنسان والطفولة والقانون والمنظمات الأهلية بإرسال وفود إلى الأراضي الفلسطينية للوقف الفوري لهذه الجرائم التي تتم ضد حقوق الإنسان وحق تقرير المصير وأن تضع على قوائم الإرهاب الدولي كل المؤسسات التي تعمل من خلال هذا الفكر الإرهابي المتطرف والتي تْمارس هذا النهج الخطير في الأراضي الفلسطينية المحتلة لتوفير حماية للشعب الفلسطيني من هذا العدوان المستمر.
كما استنكرت القاهرة الجريمة وطالب بيان الخارجية المصرية السلطات “الإسرائيلية” بتحمل مسؤولياتها القانونية والإنسانية كسلطة احتلال والمجتمعِ الدولي بتوفير الأمن والحماية للشعب الفلسطيني.
وأدانت الحكومة الأردنية الجريمة ورأى وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية الدكتور محمد المومني أن “هذه الجريمة البشعة ما كانت لتحدث لولا إصرار الحكومة الإسرائيلية على إنكار حقوق الشعب الفلسطيني ولولا أنها أدارت ظهرها للسلام وتحقيق الأمن والسلام في المنطقة”.
وأكدت وزارة خارجية البحرين في بيان “أن الاحتلال الإسرائيلي يتحمل مسؤولية هذه الجريمة النكراء التي جاءت نتيجة الحماية الإسرائيلية لاعتداءات وجرائم المستوطنين المتواصلة والمتفاقمة ضد أبناء الشعب الفلسطيني الأعزل”.
دوليا أعرب مجلس الأمن الدولي عن غضبه الشديد وأدان الجريمة بأشد العبارات.
كما وصف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قتل الطفل الفلسطيني بالعمل الإرهابي وطالب بمحاسبة المستوطنين المسؤولين عنه.
وأعرب أعضاء مجلس الأمن عن غضب شديد وأدانوا بأشد العبارات الهجوم الإرهابي في قرية دوما قرب نابلس بالضفة الغربية والذي أسفر عن مقتل طفل فلسطيني وإصابة أفراد أسرته.
وفي بيان صحفي أرسل أعضاء مجلس الأمن بتعازيهم وتعاطفهم لعائلة ضحية هذا الفعل الشنيع وللقيادة الفلسطينية وللشعب الفلسطيني. وأكدوا على ضرورة تقديم مرتكبي هذا العمل المؤسف إلى العدالة.
ووصفت وزارة الخارجية الأمريكية الحادث بأنه “هجوم إرهابي مروع وشرير”.
في الوقت نفسه طالب الاتحاد الأوروبي الحكومة الإسرائيلية بعدم التهاون مع المستوطنين أو التسامح مع أعمال العنف التي يرتكبونها ودعت المتحدثة باسم الممثلة العليا للسياسة الخارجية في الاتحاد إلى محاسبة الجناة وتطبيق القوانين.
وفي باريس استنكر المتحدث باسم الخارجية الفرنسية الحادث وطالب بتسليط الضوء على حيثيات الجريمة للتعرف على الجناة ومقاضاتهم.
من جهتها أدانت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة “إيسيسكو”: بشدة قيام مستعمرين صهاينة بإحراق منزل عائلة فلسطينية في نابلس بالضفة الغربية ما أدى إلى احتراق الرضيع على الدوابشة البالغ من العمر سنة وستة شهور وإصابة عدد من أفراد أسرته بحروق وإصابات متفاوتة.
وقالت الإيسيسكو إن هذه الجريمة الإرهابية البشعة دليل جديد على وحشية الاحتلال الصهيوني وعلى الغطرسة التي تطبع سلوك المحتلين الذين يقومون يوميا باضطهاد الشعب الفلسطيني وقهره وممارسة كل أشكال القمع والتنكيل عليه.
وطالبت الإيسيسكو الأمم المتحدة بالقيام بما يوجبه عليها ميثاقها ومسؤولياتها القانونية والأخلاقية لوقف هذه الاعتداءات الإرهابية الوحشية وتمكين الشعب الفلسطيني من العيش بسلام في دولته المستقلة وحمايته من عنصرية الكيان الصهيوني ومخالفاته المتكررة للقانون الدولي.
قد يعجبك ايضا