نساء وأطفال اليمن.. بأي ذنب يقتلون¿!

أكثر من 200 شهيد وجريح من الأطفال والنساء من أسْر عائلات موظفي محطة المخا التجارية للكهرباء الذين سقطوا ضحايا لصواريخ طائرات العدوان التي استهدفتهم الأسبوع الماضي بـ6 غارات وحشية وهم نائمون مطمئنون في منازلهم في المدينة السكنية الخاصة بعمال وموظفي المحطة في جريمة وصفها مسئولون محليون ومنظمات حقوقية دولية بأنها جريمة متكاملة الأركان وواحدة من أفضع الجرائم في التاريخ الحديث.

60 شهيداٍ وأكثر من 150 مصاباٍ أكثرهم من الأطفال والنساء كانت حصيلة هذه المجزرة البشعة التي حاول العدوان التنصل من ضلوعه فيها رغم كل الاثباتات والدلائل التي تؤكد بما لا يدع مجالاٍ للشك ضلوعه المباشر في إزهاق أرواح هؤلاء الأبرياء بالتأكيد فهؤلاء الضحايا لم تشملهم احصائيات الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية التي كشفت قبل أيام قلائل عن أرقام مهولة لضحايا العدوان السعودي منذ بدايته قبل أكثر من 4 أشهر والتي تشير إلى أن حصيلة الضحايا تجاوزت الـ23 ألف شهيد وجريح معظمهم من المدنيين ومن الأطفال والنساء على وجه التحديد.
ربما جاءت توضيحات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية ذات الأبعاد الإنسانية متأخرة كثيرة وهي تعرب على لسان مسئوليها عن الصدمة الكبيرة جراء الخسائر البشرية المادية التي دفعها أبناء الشعب اليمني جراء هذه الغطرسة وهذا الإجرام الذي مارسته بلدان العدوان بقيادة السعودية على البلاد منذ أواخر مارس الماضي والمتواصل حتى اللحظة ما يثير العديد من الأسئلة والاستفهامات عن سر الصمت الدولي تجاه هذه الجريمة المستمرة.
خسائر فاذحة
الخسائر البشرية والأضرار المادية الناجمة عن الحرب السعودية الظالمة في الأربعة الأشهر الماضية كانت صادمة وغير مقبولة وفقاٍ لما تقوله منظمة الأمم المتحدة والتي كشفت مؤخراٍ بأن حصيلة 4 أشهر من العدوان بلغ أكثر من 23 ألف شهيد وجريح غالبيتهم من المدنيين وخصوصاٍ النساء والأطفال ويوضح (السيد جوهانس فان دير) منسق الأمم المتحدة للشئون الإنسانية في اليمن بأن العدوان ارتكب منذ الـ26 من مارس الماضي أعمالاٍ وحشية بحق المدنيين اليمنيين وأحدث دماراٍ هائلا في البنية التحتية والحيوية في كافة أنحاء اليمن بما في ذلك المدارس والمستشفيات والمطارات والمساجد والمباني السكنية والمنشآت الخدمية والملاعب الرياضية وغيرها من المرافق الحيوية.. واصفاٍ ذلك بالأمر غير المقبول والذي يتعارض مع كافة المسئوليات الملقاة على عاتق أطراف الصراع بموجب القانون الإنساني الدولي.
واعتبر فان دير العواقب الإنسانية للعدوان والصراع الدائر داخلياٍ بأنها كارثة ويدفع المدنيون ثمنه باهظاٍ مناشداٍ المجتمع الدولي ومؤسسات البلدان المانحة الاسراع في تلبية النداء الإنساني الأخير الذي أطلقته الأمم المتحدة لتمويل عملياتها في اليمن خلال العام الجاري.
من جهتها أوضحت منظمة الصحة العالمية بأن عدد الشهداء الذين سقطوا منذ بدء العدوان بلغ 3984 شخصاٍ معظمهم من المدنيين والنساء والأطفال ناهيك عن إصابة 19 ألفاٍ و347 بينهم 4182 مدنياٍ.
تدمير المدن والحياة
العدوان السعودي دمر المدن اليمنية ودمر حياة أبنائها هذا ما يقوله منسق الشئون الإنسانية الدولي في اليمن يوهانس فان دير الذي عبر في بيان تناقلته وسائل الإعلام المحلية والدولية الأسبوع الماضي عن صدمة المنظمة الدولية لحجم الدمار في اليمن.
ويؤكد هذا المسئول الدولي بأن منظمة الأمم المتحدة والشركاء ملتزمون بتوسيع نطاق الاستجابة الإنسانية والعمل على استعادة الخدمات وخاصة الصحية ومياه الشرب والصرف الصحي على وجه السرعة وكذلك العمل على إعادة الأطفال إلى العملية التعليمية.
ويشير فان دير إلى أن تمويل العمليات الإنسانية لعام 2015م في اليمن بحاجة عاجلة خاصة وأن المنظمة الدولية لم تتسلم سوى 15% من مبلغ 6و1 مليار دولار الذي طالبت المانحين بتوفيره لتمويل العمليات الإنسانية في اليمن للعام 2015م ولم تتوقف الأضرار والخسائر الناجمة عن العدوان عند هذا الحد بل إن النزيف مستمر مادام أن العدوان يصر على مواصلة جرائمه الوحشية في حق البلاد وأبنائها.
وفي هذا الصدد حذرت منظمة أوكسفام الخيرية للإغاثة من وقوع كارثة إنسانية في اليمن جراء العدوان وما يخلفه من أضرار بالغة في مختلف القطاعات الاقتصادية والبنى التحتية مؤكدة بأن نصف سكان اليمن باتوا على حافة المجاعة وقالت المنظمة التي تتخذ من بريطانيا مقراٍ رئيسيا لها وتنشط في 90 بلداٍ حول العالم بأن 25 ألف يمني على الأقل ينضمون يومياٍ إلى قائمة من يحتاجون إلى الغذاء والامدادات الأساسية بسبب العدوان المتواصل وتوضح اوكسفام في بيان نشرته منتصف الأسبوع الماضي وتناولته وسائل إعلام محلية وعالمية بأن الجوع بات اليوم يهدد نصف سكان اليمن أي حوالي 13 مليون إنسان مؤكدة على ضرورة اتخاذ المنظمات الدولية المعنية الإجراءات الكفيلة بتحسين الأوضاع الإنسانية في اليمن.
تدمير التعليم
التعليم أيضاٍ نال نصيباٍ وافراٍ من آثار العدوان السعودي والصراع الدائر داخلياٍ.
وتقول منظمة الأمم المتحدة للطفولة والأمومة “اليونيسف” بأن الحرب التي تقودها السعودية على اليمن منذ أكثر من 4 أشهر كان لها تأثيرات مدمرة على نظام التعليم في البلاد حيث أدت إلى عرقلة قرابة مليوني طفل عن دراستهم.
ويوضح السيد كريستوف بولير المتحدث باسم “اليونسيف” في تصريحاته بأن الحرب تسبب في إغلاق 3600 مدرسة ونزوح عشرات الآلاف من الطلبة مع أسرهم إلى مناطق أكثر أمناٍ داخل البلاد وبحسب احصائيات “اليونسيف” فقد تضررت 248 مدرسة على الأقل بصورة مباشرة بينما تستضيف 270 مدرسة أخرى أعداداٍ من الأسر النازحة وتؤكد اليونسيف بأنها تحتاج إلى 11مليون دولار للمساعدة في دعم إعادة تأهيل المدارس المتضررة وتوفير التعليم والموارد ذات العلاقة وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي للأطفال المتضررين من الحرب.
النقص الحاد في المياه
النقص الحاد في مياه الشرب والامدادات الطبية التي تسبب بها العدوان المستمر باتت تشكل مصدر خطر كبير على حياة السكان وأن هذا الخطر كما تشير إلى ذلك منظمات دولية لا يقل عن خطر قصف الطائرات.
ووفقاٍ لصحيفة “الانديبندنت” البريطانية فإن الحرب المستمرة منذ 4 أشهر أصابت حوالي 13 مليون يمني وتحولوا إلى طالبي امدادات منتظمة من المياه الصالحة للشرب وذلك بسبب نقص الوقود اللازم لضخ المياه من الآبار الجوفية وساهم من تفاقم الوضع الكارثي للمياه بحسب صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية استهداف طيران العدوان لأنابيب المياه وتدمير لصهاريج التخزين وبات 80% من سكان اليمن يناضلون في ظل هذه الأوضاع للحصول على مياه الشرب والاستخدام اليومي.
وتشير الصحيفة الأمريكية إلى انتشار أمراض مثل الملاريا التي تسببت في وفاة المئات نتيجة للمياه غير الصحية.
وتنقل الصحيفة عن رئيس منظمة الصحة العالمية أحمد شادول قوله .. لو لم تحل مشكلة اليمن في أقرب وقت يمكن أن يكون هناك أوبئة على نطاق واسع ما يعني ارتفاع اعداد الوفيات بصورة كبيرة.
متى تتوقف الجريمة
 ويبقى السؤال الكبير متى تتوقف الجرائم البشعة التي يرتكبها العدوان السعودي في حق اليمن واليمنيين.. وهل تلقى مثل هذه التحذيرات من وقوع كارثة إنسانية آذانا صاغية لدى العدوان¿ وهل يكترث المعتدون لحياة الملايين من الأبرياء والتي أصبحت محاطة بتهديدات لا حصر لها بسبب هذه الحرب العبثية وغير المبررة.. وتبقى في مقدمة كل هذه الاستفهامات لماذا يْقتل أطفال ونساء اليمن بصواريخ طائرات العدوان وبشكل يومي وماذا اقترفت أيديهم حتى يكون القتل عقاباٍ لهم.

قد يعجبك ايضا