أردوغان عينه على الصواريخ الصينية رغم الضغوط الأمريكية

قال الرئيس التركي رجب طيب اردوغان أمس إن من المستحيل مواصلة عملية السلام مع الأكراد وإنه لابد من تجريد الساسة الذين لهم صلة “بجماعات إرهابية” من الحصانة من الملاحقة القضائية.
وتأتي تصريحات أردوغان في اجواء التفاهم الأميركي التركي حول محاربة تنظيم داعش وتقديم فرصة للحكومة الاسلامية بضرب حزب العمال الكردستاني في شمال العراق وجنوب شرق تركيا بالإضافة إلى المجموعات القريبة منه في سوريا.
كما تحمل أيضا تلويحا بتوجيه اتهامات بمحاباة حزب العمال الكردستاني للسياسيين الاكراد الذين حققوا فوزا لافتا في الانتخابات التشريعية الأخيرة. وتصنف تركيا حزب العمال على أنه “منظمة إرهابية”.
وقال أردوغان في مؤتمر صحفي قبل سفره لبدء زيارة رسمية للصين: “من غير الممكن أن نواصل عملية السلام مع الذين يهددون وحدتنا الوطنية وأواصر الأخوة بيننا.”
واضاف اردوغان أيضا: إن إقامة “منطقة آمنة” في شمال سوريا ستمهد الطريق أمام عودة 1.7 مليون لاجئ سوري موجودين حاليا في تركيا. وتجري تركيا والولايات المتحدة محادثات بشأن إقامة تلك المنطقة.

وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان قبل زيارته المزمعة الى الصين: إن بلاده ترحب بتقديم عرض محسن من جانب شركة صينية لتصنيع منظومة الصواريخ الدفاعية الطويلة المدى.
ووقع اختيار تركيا العضو بحلف شمال الأطلسي على المؤسسة الصينية لتصدير واستيراد المعدات الدقيقة في عام 2013م بوصفها المرشحة الأوفر حظا لابرام صفقة حجمها 3.4 مليار دولار ما أثار قلق الولايات المتحدة والغرب بشأن الأمن ومدى ملائمة منظومات أسلحة دول الحلف.
وسرعان ما فتر الاهتمام بابرام اتفاق مع الصين واعادت انقرة فتح مفاوضات مع شركات أميركية وأوروبية بشأن أول منظومة دفاعية في البلاد للصواريخ الطويلة المدى. وقالت أنقرة: إن الصين لم تف بجميع الاشتراطات المتعلقة بالصفقة التي يبلغ حجمها عدة مليارات من الدولارات.
وقال أردوغان في مؤتمر صحفي في أنقرة قبل توجهه الى الصين: “ورد أنسب عرض من الصين لكن بعض التطورات أدت الى التأخير. سنعيد بحث هذه الأمور خلال الزيارة. وإذا تلقينا اقتراحا يعزز العرض فسنفكر فيه على نحو ايجابي”.
ويرى مراقبون أن تصريح أردوغان يبين ان تركيا تمضي قدما في عدم التراجع عن صفقة الصواريخ الصينية ومحاولة تنويع مصادر التسليح في ظل الضغط الاميركي المتزايد لكبح جماح النفوذ الصيني في المنطقة.
ووردت اشارات متباينة من تركيا بشأن ما اذا كانت ستدمج هذه المنظومة مع البنية الاساسية لحلف شمال الأطلسي من عدمه.
وخلال المناقصة طرحت شركة ريثيون الأمريكية عرضا لمنظومة صواريخ باتريوت الدفاعية.
وتم استبعاد روسيا في المرحلة الأولى من المناقصة لكنها لا تزال تحرص على تقديم منظومة دفاعية لصواريخ سطح-جو وهو احتمال سيثير المخاوف داخل حلف شمال الأطلسي.
وأثار القرار التركي في وقت سابق بالدخول في مفاوضات للفوز بصفقة الصواريخ قلق دول حلف شمال الأطلسي التي تخشى من تزايد النفوذ الصيني وبقيت تركيا ممسكة العصا من المنتصف وقالت أكثر من مرة: إن قرارها بشأن اعتماد الصواريخ الصينية ليس نهائيا.
وبدأت المخاوف الأمريكية تتصاعد تجاه صناعة الأسلحة الصينية بعد أن استشعرت واشنطن خطر قفز بكين على سوقها المعتاد بمنطقة الشرق الأوسط تحديدا التي تقتصر أغلب منظومات التسليح فيها على الصناعات العسكرية الأمريكية والروسية.

قد يعجبك ايضا