الأوضاع الإنسانية تزداد تفاقما والأطفال والنساء في صدارة قائمة الضحايا

صورة جثمان الطفلة اليمنية التي قضت في غارة وحشية لطائرات العدوان السعودي الغاشم على مدينة يريم بمحافظة إب في ثالث أيام عيد الفطر المبارك ستبقى كابوساٍ مزعجاٍ يلاحق الطغاة المعتدين طوال حياتهم ولعنة تطاردهم على مر التاريخ.

في هذه الصورة التي نشرتها وسائل إعلام محلية ومواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام القليلة الماضية يظهر على جثمان الشهيدة الصغيرة ذات العشر سنوات «نقش الخضاب» الذي رسمته على يديها ابتهاجا بعيد الفطر قبل أن تغتالها طائرات العدوان وتغتال معها فرحة العيد وبراءة الطفولة وتزهق معها أرواح عدد آخر من الأبرياء الذين وجدوا أنفسهم وبيوتهم هدفاٍ مباحاٍ لغزاة الجو ومرتزقة الطائرات الحديثة ونيران أحقادهم السوداء على اليمن وأبنائه.
هذه الطفلة القتيلة ليست سوى واحدة من بين المئات وربما الآلاف من الأبرياء وخاصة من الأطفال الذين دفعوا أرواحهم ثمناٍ للوطن وهو يواجه واحدة من أكثر الاعتداءات وحشية ودموية في التاريخ الحديث, لكن الأمر لا يتوقف عند هذا الحد فهناك أكثر من 10 ملايين طفل يمني كما تقول منظمة الأمم المتحدة للطفولة والأمومة «اليونسيف» باتوا أمام أخطار محققة تتهدد حياتهم ومعيشتهم بفعل الأوضاع الإنسانية المتردية والمتفاقمة بسبب العدوان المتواصل وما يفرضه من حصار اقتصادي شامل على البلاد.
الأكثر ضعفا
ويبقى الأطفال والنساء الفئة الاجتماعية الأكثر ضعفاٍ , لذلك فإن هذه الشريحة غالباٍ ما تجد نفسها تتصدر قائمة الضحايا في أي مواجهات مسلحة أو حروب.. وخلال العدوان السعودي الذي أكمل شهره الرابع أثبت مجدداٍ هذه الحقيقة بل زاد عليها بأنه أصبح يتعمد في استهدافها والحاق الضرر بها.
ويقول محللون سياسيون بأن تعمد العدوان السعودي عبر طائراته الجوية في استهداف المنازل والتجمعات السكنية والأسواق يهدف إلى إزهاق أكبر عدد ممكن من الأرواح من أجل كسر إرادة اليمنيين وإجبارهم على القبول بإملاءاته وسياساته المتعالية على الآخرين.
وتشير احصائيات محلية ودولية إلى أن العدوان تسبب في مقتل الآلاف من اليمنيين غالبيتهم من المدنيين وخاصة من الأطفال والنساء منذ بدايته في الـ26 من مارس الماضي فيما أصيب قرابة الـ20 الف مواطن معظمهم من الأبرياء إلى جانب نزوح مليون ونصف المليون نسمة بحسب منظمة الأمم المتحدة عن منازلهم واللجوء إلى مناطق أخرى بحثا عن الأمان.
الوضع الإنساني الكارثي
العدوان السعودي لم يتوقف عند إزهاق أرواح الأبرياء والتنكيل بالمدنيين ومنازلهم بل تمادى إلى ما هو أبشع من ذلك من خلال سعيه الحثيث لإبادة الشعب اليمني عبر فرضه حصار اقتصادي جائر شامل براٍ وجواٍ وبراٍ الأمر الذي منع وصول المواد الأساسية والضرورية للحياة اليومية إلى الناس ناهيك عن الدواء والعلاجات وانعدام المشتقات النفطية والتي أدت إلى تدهور متسارع لحياة الناس وتسببت في إيقاف الخدمات الطبية العامة عن أغلب محافظات البلاد وهو ما أعلنته وزارة الصحة العامة للسكان مؤخراٍ حيث أعلنت رسمياٍ عن توقف الخدمات الطبية العامة في المحافظة بصورة كاملة الأمر الذي يعني بأن عشرات الآلاف من المرضى وخاصة من النساء والأطفال وكبار السن أصبحوا في مواجهة خطر الموت المحقق.
وتقول منظمة الأمم المتحدة بأن هناك 21 مليون شخص في اليمن يحتاجون للمساعدة الإنسانية أي ما يعادل 80% من سكان اليمن فيما لا تغطي المساعدات التي تجود بها المنظمة الأممية والمؤسسات الدولية العاملة في المجال الإنساني إلا نسبة ضئيلة جداٍ من هذا العدد الكبير حيث تشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن 4 ملايين يمني فقط من اصل 21 مليون تلقوا مساعدات منذ بدء العدوان في أواخر مارس الماضي.
ومع إصرار العدوان السعودي على مواصلة غاراته الوحشية وتشديد حصاره الاقتصادي الخانق تزداد الأوضاع الإنسانية تردياٍ يوماٍ بعد يوم.. ولم تلق التحذيرات المتكررة من قرب حلول كارثة إنسانية في اليمن أي تجاوب من قبل قادة العدوان الذين يصرون على مواصلة حرب الإبادة التي يشنونها على اليمن أرضاٍ وإنساناٍ.
وتؤكد الأمم المتحدة بأن الغارات الجوية وانخفاض الواردات التجارية وتضاؤل مخزونات الغذاء والوقود وانهيار نظم التعليم والصحة والمياه وتآكل شبكات الأمان المجتمعية ينذر بكارثة إنسانية محققة في البلاد.
مخاطر كبيرة
وتتربص بأطفال اليمن مخاطر كبيرة ومتعددة بسبب العدوان السعودي والحصار الاقتصادي الجائر ولا يتوقف الأمر عند المخاطر الأمنية أو الآثار النفسية الناجمة عن الغارات الجوية وما يترتب على ذلك من آثار نفسية قد لا تلازم الصغار في حياتهم المستقبلية كما يقول مختصو علم النفس التربوي بل إن المسألة تصل إلى درجة أكبر من ذلك.
وتقول منظمة الأمم المتحدة للطفولة والأمومة اليونسيف بأن هناك أكثر من 10 ملايين طفل يمني يعيشون الآن تحت الخطر ويوضح السيد إدي ايزارد سفير اليونسيف لدى المملكة المتحدة البريطانية بأنه سيعمل جاهداٍ على إقناع حكومة بريطانيا بمساعدة أكثر من 10 ملايين طفل يمني يعيشون في خطر بسبب العدوان والحصار.
ويؤكد إيزارد الذي التقى مؤخرا بعدد من الأطفال اليمنيين اللاجئين في جيبوتي على ضرورة العمل لوقف الحرب ومساعدة المدنيين الضحايا وخاصة الأطفال.
وعلى الرغم من كل تلك الدعوات والمناشدات العديدة بضرورة وقف العدوان تأبى آلة الحرب السعودية إلا مواصلة مسلسل اغتيال الطفولة في اليمن والإمعان في حرب الإبادة الشاملة ضد الإنسان في اليمن.

قد يعجبك ايضا