التعليم تحت القصف… والمستقبل المجهول!!

مع استمرار العدوان السعودي وقوات التحالف التي ما تحالفت يوماٍ إلا على بني جلدتها يستمر وضع النازحين في المدارس من سيئ إلى أسوأ, فبعد أن دمرت بيوتهم لا يجدون ملجأ سوى المدارس, وهذا الوضع يجعل وزارة التربية والتعليم في حيرة من أمرها فبعد أسابيع قليلة ستبدأ الامتحانات النهائية لطلاب الصف التاسع والثانوية العامة… وإلى الآن لم يبت فعلياٍ في أمر مدرسة المعتصم ومدرسة 30 نوفمبر وفروة بن مسيك وعمر بن العاص ومدرسة عذبان وآمنة بنت وهب ومدرسة عاصم.. وإلى أين يتجه النازحون!!¿¿¿

وما زاد الطين بلة مشكلة المدارس التي تضررت من القصف أو دمرت عن بكرة أبيها, هل سيؤدي طلاب هذه المدارس الامتحانات على أنقاضها أم سيوزعون على المدارس الأخرى.. سؤال قد يحمل الكثير من التهكم والحزن.. لكنه تساؤل يتردد على ألسنة كثير من الطلاب وأولياء أمورهم!!
مقررات لم تدرس
مع قدوم الامتحانات يتساءل الطلاب عن المقررات التي فاتتهم أثناء تعليق الدارسة, فالكثير منها مرتبط بما قبله وما بعده بالذات في مادة الرياضيات والمواد العلمية الأخرى.
حل جزئي
جميع المدارس اعتمدت درجات نصف السنة كدرجات نهائية يحصل عليها الطالب, وهذا الأمر بالرغم من أنه يعتبر حلاٍ إلا أنه يحمل الكثير من الظلم للطلاب الراسبين في النصف الأول وتحسن مستواهم الدراسي واجتهدوا وثابروا في بداية النصف الثاني… مثل هذا القرار يحبط عزائمهم ويعيدهم إلى الفشل الذي كانوا فيه.
متغيرات متسارعة
مدراء المدارس جميعهم لا يعلمون متى سيبدأ العام الدراسي الجديد ليكلفوا المعلمين والمعلمات بإعداد خطة منهجية لأن الوزارة إلى الآن ليس لديها خطة واضحة متى سيكون أول يوم دراسي وقبلها البت في مصير المقررات المحذوفة … وكيف سيتم التعامل مع المدارس في ظل المتغيرات المتسارعة.
وفي نفس الوقت يتردد كلام أن لجنة الامتحانات تقديراٍ لظروف الطلاب النفسية جراء هذا العدوان الآثم وانقطاع الكهرباء بشكل متواصل مما يعيقهم عن المذاكرة السليمة أنها ستنجح الجميع بلا استثناء, وهذه الأقاويل التي تتناثر هنا وهناك تأتي على هوى الطلاب الفاشلين والكسالى, ومصائب قوم عند قوم فوائد, وأعظم فائدة لهم أنهم ارتاحوا من عناء الدراسة والمذاكرة وفي ذات الوقت ضمنوا نجاحاٍ مقدماٍ على طبق من فضة دون أدنى جهد أو قلق من شبح الرسوب.
مراجعة
نزح كثير من الطلاب مع أسرهم من بيوتهم القريبة من القصف تاركين وراءهم وثائقهم وكتبهم ومراجعهم ويعيشون في المدارس مع النازحين أو عند أقاربهم ومن حالفهم الحظ عادوا إلى قراهم ومسقط رأسهم وسيعودون لقاعات الفصول الدراسية لأداء الامتحانات النهائية وقد تبخرت المعلومات التي اكتسبوها خلال النصف الأول مما سيؤدي إلى تراجع كبير ومخيف في مستوى الطلاب, لذا يناشد أولياء الأمور بضرورة فتح المدارس لاستقبال الطلاب وعمل مراجعة لما تم أخذه حتى تثمن جهود الوزارة وكذلك الطلاب ومن قبلهم جهود المدرسين.
الكتاب يستغيث
شهور قليلة تفصلنا عن بداية العام الدراسي وإلى الآن «لا حس.. ولا خبر» عن الكتب المدرسية فمطابع الكتاب مغلقة حتى انفراج الأزمة وتوفير ورق, وكذلك الكهرباء قد صدر تعميم من الوزارة بإعادة الكتب الدراسية المستخدمة للطلاب الجدد, وكما نعلم أن كثيراٍ من الطلاب لديهم عداوة معلنة وصريحة مع الكتاب المدرسي, فما إن يستلمه الطالب جديداٍ براقاٍ زاهي الألوان حتى يسقط عليه عقده النفسية ومشاعره وإحباطاته وآماله, وما إن يمر على الأخير شهر في يد الطالب حتى ما يلبث أن يصرخ مستغيثا طالبا للنجدة من الحال التي وصل إليها.. غلافات مقطعة.. أوراق مهترئة.. يزدحم بياضه بالشخابيط والتواقيع وبقع الشاي.. والقهوة..!! فهل تتوقع الوزارة أن مثل هذه الكتب صالحة للقراءة مرة أخرى..!!
جشع
لا يحمل مدير المدرسة الحكومية الهم الذي يتكبده نظيره المغلوب على أمره في المدرسة الأهلية, فالأول ينام ملء جفنيه قرير العين كأنه بإجازة مفتوحة يتقاضى راتبه نهاية كل شهر والأخير يمر عليه اليوم كألف سنة مما تعدون ولا يهنأ له نوم أو يطيب له عيش وشبح المؤجر يطارده أينما ذهب, فبالرغم من هذه الأوضاع الصعبة التي تضرر منها جميع شرائح المجتمع إلا أن المؤجر وكأنه نزل من كوكب زحل لا يعنيه من هذا الأمر شيئاٍ, يضع رجليه ويديه بماء بارد ولا يلقي شأنا لهروب الطلاب وتشتتهم في كل رقعة بالبلاد.. وخراب البيوت الذي لحق بأصحاب المدارس التي أغلقت وانقطاع الرواتب بانقطاع الرسوم.. وما يشغل باله وفكره دفع الإيجار كاملاٍ غير منقوص.. من أين.. كيف.. لا يعنيه.
هذا الجشع والأنانية المفرطة وعدم تقدير الظروف دفع بالكثير من المدارس الرائدة إلى بيعها لتسديد ما عليها من ايجارات متراكمة فرضها القصف.. إحدى المدارس المعروفة تنازلت لصاحب المبنى عن ملكية المدرسة وكامل الأثاث بعد أن قام الأخير بإغلاق المدرسة بأكبر (قفل) وجده بالسوق وبعد شد وجذب سلم المدير الراية وخرج خالي الوفاض بعد مكابدة سنوات عجاف في حقل التعليم.. لم يجن شيئا سوى أمراض مزمنة تصحبه حتى قبره.

قد يعجبك ايضا