مطاعم الوجبات السريعة تستعيد جزءا من نشاطها أيام العيد

لأول مرة يحل عيد الفطر على اليمنيين وأجواء الخوف والرعب من قصف طيران دول التحالف المعتدي تخيم عليهم وتمنعهم من الخروج للمتنزهات والحدائق لقضاء إجازة العيد وهو ما يعد اقتصاديا ضربة موجعة لكثير من الأعمال المعتمدة على حركة الناس وخروجهم كالمطاعم والبوفيهات والتي تراجع نشاطها بفعل هذه الحرب الظالمة والحصار الاقتصادي الجائر.

في مشهد واقعي بأمانة العاصمة يروي أصحاب المطاعم كيف تراجع الإقبال على شراء أكلات جاهزة من المطاعم بشكل ملفت ويؤكدون أن المطاعم المتخصصة في وجبات البروست والمندي واللحوم البلدي تعد الأكثر تضررا من تراجع الإقبال عليها لسببين الأول الخوف المتزايد من قصف طيران دول التحالف على مناطق تواجد المطاعم كشارع حدة ومنطقة حديقة السبعين حيث تعد الأكثر ازدهارا بتلك المطاعم والمشهورة على مستوى أمانة العاصمة والثاني تراجع مستوى الدخل لدى الكثير من الأسر وعلى رأسهم الطبقة المتوسطة ذات المستوى العريض من الكثافة .
قصص
يؤكد أحد أصحاب المطاعم الرئيسية أن العدوان على صنعاء مثل كارثة على المطاعم المشهورة والتي تعتبر من اكبر المستثمرين في قطاع المطاعم والسياحة فقد تراجع الطلب على الوجبات بنسبة لاتقل عن 40-50% بل وادى قصف مناطق في شارع حدة لفقدان المطاعم نشاطها وتوقفها حيث أن المنطقة أصبحت غير آمنة لتعرضها ليل نهار للقصف المفاجئ.
ويقول: تعرضت المطاعم لمشكلة أخرى هي نقص الغاز وارتفاع اسعاره وهذا اثر على الاسعار بل وأثر على المطاعم نفسها حيث توقف نشاط العديد منها لانها تحتاج لحوالي 20 اسطوانة في اليوم ولا يتم تدبيرها فتوقفت عدة مطاعم بسبب ذلك.
مفاجأة
من المفاجآت المتوقعة لدى الناس أن أيام الإجازة في العيد لهذا العام لن تكون عادية فالخروج للزيارات والحدائق والمتنزهات وربما السفر للمحافظات سيكون صعبا ومحفوفا بالمخاطر في ظل العدوان المتواصل ليل نهار لكن الأمر الذي لم يكن متوقعا أن الأسر لن تتمكن من جلب بعض الوجبات من المطاعم كجزء من فرحة بالعيد فالمخاوف من قصف الطيران للمناطق المشهورة بالمطاعم لمنطقة حدة فاجأت الجميع حيث يركز العدوان ضرباتها ليل نهار هناك وهو ما حدا بالأسر للامتناع عن الذهاب لتلك المطاعم وعلى مضض التنازل عن وجبات بروست شهية ومندي وزربيان يقول محمد غازي انه لم يزر مطاعم البروست بشارع حدة منذ بدأ العدوان قصفه لأمانة العاصمة قبل قرابة أربعة أشهر فقد أصبحت تلك المنطقة مكانا للقصف الهمجي يوميا وهو ما يثير الفزع والخوف من الاقتراب منها .
مشهد
بدت المطاعم الشهيرة في شارع حدة مكتسية بالحسرة والألم فهذه المطاعم في نشاطها الاقتصادي كانت تشغل حوالي 1200 عامل حسب إحصائية أنشطة المطاعم والسياحة الصادر عن الجهاز المركزي للإحصاء في 2013م وتقول الإحصائية إن نشاط تلك المطاعم لأنها مسجلة رسميا وتعمل وفقا للأنظمة ونشاط القطاع المنظم يزيد عن 6مليارات ريال في العام مما يكشف مقدار أهميتها الاقتصادية ودورها في توفير فرص عمل لشباب يصلون الى 1200 موظف.
الماضي
في الماضي كانت الأسر ترتب لمسألة الأكل في المطاعم أيام العيد حيث يعتبرها جزءاٍ من فرحة العيد والذي يأتي استكمالا للخروج في نزهات صباحية ومسائية إلى الحدائق أو المناطق الريفية القريبة من مساكنهم خصوصا الساكنين في العاصمة صنعاء والمدن الرئيسيةمما يؤدي إلى لجوئهم لشراء ما يحتاجونه من مأكولات للغذاء والعشاء من المطاعم كجزء من المتع ضمن بروتوكول الاستمتاع بإجازة العيد وهكذا كانت الأسر تعتبر العيد ليس فرصة للخروج وحسب بل لقضاء أوقات سعيدة خارج المنزل والاستمتاع مع أطفالهم وأسرهم في الحدائق والمنتزهات والمناطق الأثرية طيلة أيام العيد ويرافق هذه الجولات والنزهات متعة أخرى تتمثل في اتجاه الأسر نحو تناول الطعام خارج المنازل والذي يتم شراؤه من المطاعم القريبة من تلك المتنزهات وغيرها.
ليس كل المطاعم متوقفة عن العمل لكن طاقاتها الإنتاجية قلت بنسبة %50 كما يشير فهد قصعة مدير المبيعات في أحد المطاعم ويؤكد أن موسم العيد جيد نوعا ما فقد كانت مبيعات الامس وأمس الأول مبشرة مقارنة بالايام خلال الشهور الماضية نظرا لظروف العدوان وانقطاع الغاز وعدم توفره في المطاعم .
رأي الناس
في مطعم بشارع الستين وجدنا اقبالا جيدا على الوجبات السفري كما يطلق عليها حيث اصطف المتسوقون في طوابير لشراء الدجاج المشوي لاول مرة كما يقول الشيف حمدي مقبل وهذا يؤكد ان النشاط سيتعزز ايام العيد وعن الاسعار يؤكد المشترون انها مرتفعة فالدجاجة التي كانت بالف ريال اصبحت بـ1300 ريال للبلدي و1200 ريال للمجمدة لكن الزبائن يفضلون الدواجن البلدية الطازجة .
ويشير صاحب المطعم إلى أن السبب في الارتفاع يعود لارتفاع اسعار الغاز من جهة وأيضا لارتفاع أسعار الدواجن من المزارع أيضا كما ارتفعت أسعار الوجبات الأخرى كالمندي بنسبة %40 والأرز والكبسة بنسبة %30 والبروست بنسبة %30 .
الوجبات
يشير سنان الفقيه مدير المبيعات في أحد المطاعم إلى أن أكثر الوجبات التي تحظى بالاهتمام من الأسر والأطفال بالدرجة الأولى في هذه الايام العيدية هي تلك الأكلات المعتمدة على لحوم الدواجن كالبروست والدجاج المشوي والمضغوط والسندوتشات المعمولة من لحوم الدواجن (الشورمة) والكفتة نظرا لأسعارها المناسبة فحبة الدجاج المشوي تبلغ 1300 ريال والمضغوط كذلك فيما وجبة البروست بـ650 ريالاٍ.
ويقول محمد الكاهلي صاحب مطعم الأكثر طلبا وازدهارا: خلال عيد الفطر الحالي يتمثل في لحوم الدواجن خاصة البروست والمشوي على الفحم وهي طريقة جديدة وحديثة تجعل لحم الدواجن اكثر لذة حين يتم شويها على نار هادئة بالفحم وهكذا يقبل عليها الزبائن بشدة مضيفا اعتقد أن الأسعار مرتفعة قليلا لهذه الوجبات لكن الظروف هي السبب كارتفاع اسعار الغاز وارتفاع اسعار الدواجن نفسها.
ازدهار
لا يخفي أصحاب المطاعم من آمالهم أن تكون ايام العيد هي المعوضة لهم عن الخسائر التي لحقت بهم طيلة الأشهر الأربعة الماضية فهم يأملون ان تتوقف الاعتداءات على اليمن ويعودون للعمل بكامل طاقاتهم معتبرين أنهم كانوا يتوقعون هدنة مما سيجعلهم يعملون بكثافة في هذه المناسبة .

قد يعجبك ايضا