وفاز الصائمون بالعيد

بعد شهر كامل قضيناه في صيام شهر رمضان المبارك لم يكن له مثيل في حياة اليمنيين فقد كان صيامهم تحت قصف قوات التحالف المعادي من الجو والبحر وفي ظل المتحاربين على الأرض وما رافق ذلك من تدمير لكل المرافق الخدمية.
باختصار صام اليمنيون ليس فقط الصيام التعبدي بل صاموا عن الكهرباء والدواء والأمن ورغم ذلك لم يفوتوا على أنفسهم فرصة الحصول على جائزة الصوم ليكونوا ضمن الصائمين الذين فازوا بصومهم.
إن دعاء اليمنيين خاصة الذين استشهد أقاربهم وهدمت بيوتهم وخسروا كل شيء قضوا عمرهم في جمعه أن ذلك الدعاء لن يذهب هدرا وسيستجيب الله إن عاجلا أم آجلا…إنه سميع مجيب يجيب دعوة المضطر وأي اضطرار كالذي فيه اليمني اليوم.
لكل منافسة يتنافس عليها جائزة تعطى عند اختتامها وبطبيعة الحال لا ينال الجائزة إلا من حاز على أعلى المراتب في تلك المنافسة والمسلمون في كل أصقاع الدنيا ومنهم اليمنيون عاشوا شهرا كاملا من التنافس العظيم في الطاعات والعبادات وها هم اليوم يختتمونه.
اليوم هو ثالث أيام الفطر المبارك وقد شهدنا أمس الأول صلاة العيد ومن ضمن ما أكد عليه الشيخ عبد الرحمن المكرم أمام وخطيب الجامع الكبير بالحديدة أن يسود التراحم كل اليمنيين ويرموا خلافاتهم جانبا لتعم الأفراح كل أنحاء البلاد بالعيد.
رغم العدوان الخارجي والاحتراب الداخلي سنفرح بالعيد وفرحتنا نابعة لما وفقنا الله إليه من عمارة شهرهم الفضيل بالصيام والقيام وتلاوة القرآن والأعمال الصالحة الاخرى التي نسأله تعالى قبولها.
كما نبارك لهم بيوم عيد الفطر الذي عشناه بالأمس الأول والذي هو يوم الجائزة حيث يعطى الصائمون جائزتهم من الله عز وجل نظير ما أدوه من عبادة في رمضان كالأجير يعطى أجره قبل جفاف عرقه.. فهنيئا للفائز بالجائزة وهي والله جائزة كبرى لأن الحائز عليها مقبول صومه مرفوع عمله مرضي عنه من رب العباد…إلهي لا تردد علينا صيامنا * فما أنت يا رب العباد بخيل.
بعد الصوم علينا ان نتحلى بأخلاقه بحيث نستمر على ما بنيناه في رمضان وألا نهدمه بالانصراف عن الطاعة والعودة إلى المعصية وعلينا بالخصوص أن نلم الصف ونترك كل مدعاة للاحتراب فيما بيننا فعدونا مرتاح حينما كفيناه باقتتالنا كل جهد..إن عدونا الحقيقي هو شيطاننا الذي يسول لنا أننا فقط على صواب والآخر خاطئ يستحق القتل..
كل عام وأنتم بخير وأخص هنا كل القائمين على الإدارة الرياضية في صحيفة الثورة لأنهم تركوا العيد بين الأحبة وجاءوا لمقر عملهم ليكون هذا العدد أخي الكريم بين يديك.

قد يعجبك ايضا