تأثر الكثير من العمال في الحدائق المخصصة للألعاب من الإقبال المنخفض للزوار من المواطنين بسبب المخاوف جراء العدوان على اليمن المستمر منذ أكثر من ثلاثة أشهر والذي زاد من حدة القصف العنيف والمتواصل في شهر رمضان الأمر الذي جعل توقعات نسبة الإقبال على الحدائق العامة والترفيهية قليلة وذلك خوفاٍ من القصف على التجمعات , وهذا ما جعل الكثير من الحدائق تقلص من عدد العمال بداخلها نظراٍ للإقبال المنخفض وغير المعتاد سنوياٍ وأيضا قلص من حجم الأجور اليومية للعمال والذي انعكس سلباٍ على أعداد العمال والموظفين في الحدائق والذي يعمل فيها الكثير منهم نظراٍ لما تستوعبه الحدائق من جموع كبيرة للمواطنين وعوائلهم وبالذات في عيدي الفطر والأضحى وكذلك في الإجازات والعطل الرسمية . في الاستطلاع التالي رصد لحجم الإقبال على الحدائق من قبل المواطنين ومدى تأثر العمال والموظفين فيها :
الحدائق فتحت أبوابها للأسر والأطفال للتنزه والاستمتاع بإجازة العيد ولكن هذه المرة أتى العيد مختلفا بالنسبة لهم ويؤكد ذلك أحد العمال في حديقة الثورة أحمد الشميري والذي يعمل منذ سنوات في تشغيل الألعاب وتنظيمها للزوار , حيث يذكر أن العمل في هذا العيد أتى مختلفاٍ عما كان عليه وذلك للإقبال المنخفض من قبل الزوار والعوائل بداخل العاصمة صنعاء ويعلل ذلك إلى أنه بفعل العدوان السعوأمريكي على اليمن والذي يستهدف التجمعات السكنية وأي تجمع يضم الكثير من المواطنين سواء كانت مستشفيات أو حدائق أو مساجد وغيرها ويركز العدوان على إسقاط ضحايا بأعداد كبيرة أيا كان مكانها أو فئتها العمرية .
ويضيف أحمد إنه وعديد من العمال فقط من يعملون هذا العيد في الحديقة وأن هناك الكثير من العمال ليست لديهم أعمال بسبب عدم تواجد الكثير من الزوار والعوائل في الحديقة وهذا ما قلص أعداد العمال وقلص من قيمة المكافآت التي يستلمونها يوميا خلال إجازة العيد .
إمكانيات شحيحة
وتؤكد جهات رسمية أن العدوان حرم الكثير من العوائل والأطفال فرحة والذهاب إلى الحدائق والمنتزهات وهذا ما أكد عليه مدير عام الحدائق والمتنزهات بأمانة العاصمة المهندس حسين الروضي موضحا أن قيادة أمانة العاصمة حرصت على فتح الحدائق والمتنزهات خلال إجازة عيد الفطر أمام الزوار من العاصمة للترفه والاستمتاع بإجازة العيد رغم استمرار العدوان في غاراته الجوية على البلاد .
وقد أوضح الروضي في تصريح لـــ(الثورة) أن الإدارة العامة للحدائق حرصت على تجهيز كافة الحدائق والمتنزهات أمام الزوار وسعت إلى تقديم أفضل ما يمكن من خدمات للزوار لقضاء أوقات سعيدة رغم العدوان السعودي على اليمن وما سببه من حالة من الخوف والهلع لدى السكان جراء استمرار الغارات الجوية على العاصمة صنعاء, مشيراٍ إلى أن الإمكانيات الشحيحة التي رصدت لتجهيز الحدائق بالإضافة إلى أجور العاملين في الحدائق خلال إجازة العيد أعاقت رفع مستوى الخدمات بالشكل المطلوب والذي كنا نطمح إليه.
انعكاس سلبي
ويؤكد مدير عام الحدائق أن الوضع الأمني تسبب في خوف وهلع لدى سكان العاصمة في عدم التوافد إلى الحدائق والمتنزهات خلال اليوم الأول من إجازة عيد الفطر وهذا ما انعكس سلبا على انخفاض أعداد الزوار للحدائق مقارنة بالأعياد السابقة متوقعا أن يتوافد الزوار على مختلف الحدائق بقية الأيام المقبلة من اجازة العيد.
انخفاض الأجور
يعمل في الحدائق العامة الكثير من العمال وبالذات في عيدي الفطر والأضحى وكذلك في الإجازات والعطل الرسمية وهذا بحد ذاته يشغل الكثير من الأيادي العاملة ويحد من توسع فوهة البطالة التي زادت نسبتها كثيراٍ في السنوات الماضية , ويعاني عمال الحدائق هذا العيد من انخفاض الإقبال على الحدائق الأمر الذي انعكس على أجورهم اليومية والتي باتت منذ أول يوم لعيد الفطر المبارك منخفضة نظراٍ لقلة العمل ومحدوديته على عدد من العمال والذين تم اختيارهم قبل العيد بأيام ليعملوا خلال أيام العيد .
ويرى أحد طاقم الحراسة في حديقة الثورة سامر العيني أن الأجور اليومية خلال إجازة العيد هذه المرة انخفضت عما كانت عليه في السنوات الماضية وذلك لقلة إقبال المواطنين وعوائلهم على الحدائق بسبب المخاوف جراء الغارات الجوية للعدوان السعوأمريكي على اليمن وعدم التزامه بالعديد من قرارات الهدنة المعلنة من قبل مجلس الأمن والاتحاد الأوروبي خلال الأشهر الماضي وتحديداٍ في شهر رمضان والتي تم تكثيف الغارات فيها من قبل العدوان على العديد من المحافظات الأمر الذي أدى زرع مخاوف لدى المواطنين في عموم المحافظات من الخروج إلى الحدائق خلال إجازة عيد الفطر , مؤكداٍ أنه سنوياٍ ينتظر بفارغ الصبر اجازتي عيدي الفطر والأضحى لكي يحظى بأجور يومية زهيدة والتي كانت تصل إلى 4 آلاف ريال خلال اليوم الواحد بينما اليوم تقلصت الأجور وتقلص كذلك أعداد العاملين في الحدائق , ويتمنى العيني أن يتزايد الإقبال خلال الأيام المقبلة خصوصاٍ وأن يكون الوضع هادئا نسبياٍ .
رغم المخاوف
وهناك العديد من المواطنين من ذهبوا للحدائق منذ اليوم الاول لإجازة عيد الفطر المبارك رغم التخوفات من الغارات الجوية للعدوان وهستيريا قصفه العشوائي على المواطنين والمدنيين العزل , ناصر الحبيشي أحد المواطنين الذين قضوا مع عائلاتهم أول يوم لإجازة العيد في حديقة الثورة واستمتعوا بالجلوس واللعب مع أطفالهم دون الاكتراث لمخاوف العدوان وقصفه عليهم, حيث يذكر ناصر أنه اضطر لأخذ عائلته للحديقة على الرغم من الأسعار المرتفعة قليلاٍ في تذاكر الألعاب وذلك لتغيير الجو الروتيني الذي اعتادوه خلال الأشهر الماضية وعدم قدرتهم على الخروج من البيت جراء القصف المتواصل والوحشي للعدوان السعوأمريكي على العاصمة صنعاء وكذلك بقية المحافظات .
ويؤكد الحبيشي أنه حاول قدر الإمكان أن يخرج أولاده للحديقة للعب والترفيه وذلك لتغيير نفسياتهم التي اختلطت بأصوات الانفجارات والصواريخ والدماء والأشلاء منذ بداية العدوان على البلاد .
تصوير/ عبدالله حويس