قوافل الدعم النسائية للجيش واللجان الشعبية .. عطاء في زمن الجدب

بضعة أيام ويختتم حلف العدوان على اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية شهره الرابع من القتل والتدمير والإبادة الجماعية المتواصلة ليلا ونهارا على مدى 115 يوما من عمر العدوان, مراهنا على طائراته وصواريخه ومرتزقته وحصار جوي وبري وبحري في إخضاع وإركاع شعب لا يركع إلا لله سبحانه وتعالى ولا يستعين بأحد سواه ويعشق الكرامة حد الموت جوعا وعطشا جراء الحصار على أن تداس كرامته وأرضه ووطنه من قبل العدو.

أربعة أشهر وعشر دول يفترض أنها شقيقة وصديقة ومن خلفها تقف الولايات المتحدة الأمريكية ودول غربية أخرى وإسرائيل بالإضافة إلى ترسانة أسلحة متطورة وتشكيلة من الجيوش لم يسبق أن حدثت من قبل.. جميعهم يمارسون أبشع أنواع الجرائم بحق الشعب اليمني الفقير والمنهك..  معتقدين أنهم سينالون منه في بضعة أيام كما تحدث بذلك ناطق العدوان المدعو العسيري أواخر مارس الماضي موضحا بأن الضربات الجوية ستحقق هدفها سريعا ويعلن الشعب اليمني الاستسلام والرضوخ لإرادة السعودية وحلفها, غير أن رهانهم خاب وكبرياءهم انكسر أمام صمود هذا الشعب وتماسكه وإصراره على الانتصار والتفافه حول الجيش واللجان الشعبية من المرابطين في جبهات الرجولة وميادين الشرف والكرامة دفاعا عن الوطن الأرض والإنسان.
أحد مظاهر هذا الالتفاف جسدها اليمنيون في قوافل دعم الجيش واللجان الشعبية بالمواد الغذائية والأموال والمجوهرات..  الكل جاد بما يستطيع ولم يبخل.. غير أن أروع القوافل هي تلك التي تنظمها نساء اليمن وتؤكد من خلالها أن المرأة اليمنية مدرسة في الوطنية والصمود والتضحية لا تقل في ذلك عن أخيها الرجل الذي يجود بروحه ودمه ليروي تراب الوطن.
كعك العيد
الثلاثاء الماضي وبينما كان عيد الفطر المبارك يقرع الأبواب معلنا قدومه ووسط انشغال الناس بالتحضير لاستقبال هذا الضيف السنوي كانت نساء مديرية السبعين بأمانة العاصمة يساندن أبطال اليمن من الجيش واللجان الشعبية ويجهزن قافلة من الجود والكرم تضمنت حلوى كعك العيد مصحوبة برسائل الشكر لأولئك الأبطال الشرفاء من الجيش واللجان الشعبية الذين يسطرون أروع الملاحم البطولية في مواجهة عناصر العدوان السعودي على الحدود وأدواته في الداخل.
وقالت مسؤولة التنسيق للقافلة : إن هذه القافلة تأتي دعما وسندا لأبطال الجيش والأمن واللجان الشعبية المرابطين في جبهات القتال لأكثر من مائة يوم موضحة في حديث مع (الأسرة) أن القافلة تحتوي على كعك العيد و(جعالة العيد) التي هي عبارة عن زبيب ولوز ومكسرات وحلويات مضيفة بالقول (هذا اقل واجب ممكن نقدمه للجيش واللجان الشعبية الذين مهما عملنا وقدمنا لهم لن يساوي شيئا أمام ما يقدمونه من أجلنا).
وأكدت أن هذه ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة التي تجهز فيها نساء مديرية السبعين قوافل الدعم للجيش واللجان حيث سبق وأن تم تنظيم قوافل غذائية, بالإضافة إلى الدعم بالمال والمجوهرات.
قوافل الصمود
وشهدت الأيام السابقة من عمر العدوان العديد من قوافل الدعم للجيش واللجان الشعبية التي تم إعدادها وتجهيزها من قبل نساء اليمن في صنعاء والجوف وذمار وحجة وغيرها  الكل يقاوم وإن اختلفت السبل والوسائل.. والجميع يؤكدون استعدادهم لتقديم التضحيات مهما بلغ حجمها حتى تحقيق الانتصار.
عطاء في زمن الجدب
وأواخر يونيو المنصرم قدمت لجنة التعبئة العامة للهيئة النسائية بأمانة العاصمة قافلة الصمود الرابعة دعما لأبطال الجيش والأمن واللجان الشعبية.
وتميزت القافلة النسائية الرابعة بكثرة الجود والعطاء الذي يعد أمرا طبيعيا لهذه المرأة العظيمة التي لم تتهاون في تجهيز قافلة كسابقاتها ملئت بجود وكرم نساء أمانة العاصمة واحتوت القافلة النسائية على كميات من المصوغات الذهبية ومبالغ مالية بما فيها مقتنيات قديمة من الفضة والعملة النقدية أرخصتهن في سبيل الوطن وكرامته.
ووصفت الهيئة النسائية المنظمة للقافلة بأن الإنفاق بالمال والمصوغات الذهبية في قافلة الصمود الرابعة كان أكثر بكثير من الإنفاق النسوي لتجهيز القافلات الثلاث السابقات رغم الأوضاع المعيشية الصعبة التي تسبب بها العدوان جراء القصف والحصار.
ورغم طوال أيام العدوان والحصار الجائر إلا أن الواقع يؤكد أن نساء اليمن قبل رجالها يرفضن الخضوع والانكسار ويصررن على الصمود والانتصار مهما كان الثمن.

قد يعجبك ايضا