اليمنيون يخلقون فرحة العيد.. متحدين الأوضاع الراهنة..!!

لم تمنع الاعتداءات المتواصلة ليلاٍ ونهاراٍ المواطن اليمني من الاحتفال بقدوم عيد الفطر المبارك والاستعداد له بكل ما أمكن رغم الظروف المعيشية الصعبة.. فالعيد قادم والفرحة مرتسمة في وجوه المواطنين خاصة عند الاطفال السعداء بملابسهم الجديدة مستعدين لقدوم العيد للذهاب إلى المنتزهات للعب والاستمتاع بكل الطقوس العيدية.. والاستعداد لقدوم عيد الفطر في ظل الظروف الصعبة وكفاح المواطن اليمني لانتزاع الفرحة وتناسي كل ما يحول دون ذلك وغيرها من التفاصيل تجدونها في هذا الاستطلاع:

المواطن عبدالجبار يقول: فرحة العيد سنة مؤكدة ويجب علينا أن نستقبل العيد بفرحة رغم الظروف الصعبة التي أحيطت بنا فهذا العيد أتى مختلفاٍ عن الأعياد الأخرى فنحن في حرب وغلاء وخوف وقلق ولانعرف كيف سيكون عيدنا في ظل هذه الظروف الراهنة خاصة وأن الهدنة اخترقت خلال شهر رمضان ولا أعتقد أن آل سعود سوف يجعلونا ننعم بالعيد لكن ماذا نقول سوى حسبنا الله ونعم الوكيل فالعيد لا يأتي سوى مرة واحدة في العام ويجب أن نستعد له ونفرح به مهما كان والله الحافظ.
فرحة العيد
بالنسبة لقضاء أول أيام العيد والاستعداد له فإنه يكون مع الأهل والأصدقاء ولا بد أن نجهز له منذ فترة هذا ما قاله المواطن عثمان أحمد وأضاف: منذْ أول أيام رمضان المبارك ونحن نحاول أن نبعد أبناءنا عن ضيق الحال الذي أصابنا وتوترات الأوضاع الحالية جراء عدوان آل سعود علينا طوال الأيام السابقة رغم كل ذلك إلا أن الأطفال لا يعرفون مدى تأثير الأحداث على الأوضاع المادية والدخل فهم في حالة مطالبة دائمة بمتطلبات العيد لهذا قررت أنا وزوجتي أن نستفيد من محلات التخفيضات التي انتشرت هذا العام والتي تبيع الملابس بأسعار زهيدة ومناسبة والحمد لله كسوت أطفالي الثلاثة وأدخلت الفرحة إلى قلوبهم وهاهم بانتظار العيد بفارغ الصبر.
لم يمنعني العدوان الغاشم على بلادنا والضربات طوال شهر رمضان من الاستعداد لاستقبال عيد الفطر المبارك فأنا متوكلة على الله ولا أريد أن أفسد فرحة زوجي وأطفالي وأهلي الذين سوف يأتون لزيارتي في العيد. هذا ما قالته أم أيمن وأضافت: رغم ارتفاع الأسعار وانعدام الدقيق إلا إني قد ادخرت كمية من الطحين في شعبان وبقي معي نصفه والآن أنا أجهز كعك العيد مثل كل عام.. طبعاٍ ليس بنفس الكمية الكبيرة التي كنت أعدها في الأعوام السابقة وذلك بسبب الظروف الحالية ولكن المهم أني جهزت الكعك ولم أجعل زوجي وأولادي يشعرون بأن شيئاٍ قد تغير برغم ارتفاع الأسعار الخيالي.
وفي نفس الوقت لم تْخúف أم أيمن أن هذا العيد له ظروفه الخاصة.. فالخوف والغلاء وارتفاع أسعار المواد الغذائية ودبة الغاز أجبرها على تقليل كمية الكعك ولكن لا يعني هذا أن يأتي العيد بدون فرحة فالحياة مستمرة ما دمنا على قيد الحياة هكذا علمنا والدي.
القناعة كنز
القناعة كنز. هذا ما قاله عبدالفتاح مصباح الذي تحدث إلينا مبتسماٍ بقولة العيد عيد العافية وفرحة سنوية .. ويجب علينا أن نسعد بقدومه والاستعداد له فالأطفال لا يعرفون شيئاٍ عن مصاعب الحياة وظروفها الصعبة ومادمنا أصحاء وبأحسن حال فالحمد لله على كل شيء.
وأضاف عبدالفتاح: برغم من شحة الحال والأوضاع الراهنة إلا أننا نحاول أنا وزوجتي وأولادي الاستعداد للعيد بالموجود فستانين لابنتي وبدلتين لولدي حسن ومحمد لإدخال السعادة إلى قلوبهم أما أنا وزوجتي اكتفينا برؤية الفرحة في وجوه أبنائنا وهذا هو العيد الحقيقي بالنسبة لنا والباري كريم.
بعد أن قام أطفال عبدالقادر السامعي بتعليق ملابسهم العيدية على حائط الحجرة أمام أعينهم وهم يعدون الدقائق والثواني لحين ارتدائها والخروج بها أمام الآخرين أصبح عبدالقادر ينام قرير العين وهو يرى أطفاله سعداء بملابسهم الجديدة وقال: في ظل هذه الأوضاع الراهنة وارتفاع الأسعار وعدم صرف الحوافز والإكراميات استغنيت عن شراء أي شيء عيدي عدا ملابس أطفالي العيدية فليس مهماٍ أن أوفر أي متطلبات أخرى عيدية يمكن تدبير أمرها أما ملابس الأطفال فلا يمكن الاستغناء عنها فالأطفال لا يعرفون توفير متطلباتهم وحين أرى أطفالي سعداء أشعر بالرضا لأن بقية الأمور سوف تدبر بعون الله تعالى.
استعداد تام
وها هي أمة الرحمن تقف طويلاٍ لجلب الماء من مياه السبيل ليس للطبخ وإنما لاستخدامه في تنظيف المنزل والاستعداد لاستقبال العيد جميل هذا الشعور وهي تحكي لنا كيف أن العيد سوف يأتي ومنزلها نظيف ومرتب بالشكل المطلوب وتقول: العيد فرحة المسلمين مهما كانت الظروف وقسوة الحياة إلا أننا يجب علينا أن نفرح بالعيد ونستعد له بتنظيف المجلس مثل كل عام حيث سوف نستقبل ضيوف العيد والأهل في أول أيام العيد.
وختمت حديثها بالحمد والشكر على نعمة الصحة والعافية وما دام الإنسان بخير كل شيء مقدور عليه.
أبو محمد صاحب بقالة للمواد الغذائية هو أيضا يستعد للعيد وذلك بتجهيز دكانه بالألعاب المختلفة للأطفال الذين سوف يأتون إليه لشرائها في يوم العيد ويقوم باختيار الألعاب المختلفة التي تتناسب مع كل الأعمار ففرحة العيد كما يقول تكمن في شراء الألعاب ويؤكد بأن الضربات التي تقوم بها السعودية على اليمن لا يمكنها أن تغيب فرحة العيد.
عسب العيد
بدون تقدير معين يعطى من قبل كبار الأسرة مبلغَ من المال “عسب العيد” بالذات للنساء والأطفال وكذلك الجيران إن أمكن وبعد عسب العيد رافداٍ مهما للأسرة الفقيرة التي تقوم بقضاء جزء كبير من ديونها بعد حصولها على هذه المبالغ المالية في كل عيد وهذا ما يقوم به الحاج قاسم البعداني في كل عيد حيث يقوم بتقسيم العسب قبل زيارته لهم ولكن هذا العيد أتى مختلفاٍ – كما قال – فالعلاوة ومكافآت العيد قطعت عليه ولا يمتلك غير الراتب ولكن هذا الأمر لم يمنعه من تحديد مبلغ لعسب العيد ولو بالقليل المهم أن يقدم العسب للأسر ويدخل الفرحة إلى قلوبهم كما عودهم كل عام في عيد الفطر المبارك.
أبو سعيد اكتفى بشراء جعالة العيد بـ”3 آلاف ريال” لا غير وهذا ما جعله مستاء من واقع الحال فقد كان يشتري في الاعياد السابقة بـ”15 ألف ريال” وقال: هذا العيد الظروف المادية سيئة على البلاد بسبب الأوضاع الحالية التي تمر بها اليمن من أزمات مالية على كل الموظفين في الدولة. وأضاف: جعالة العيد تعتبر من الطقوس العيدية المهمة فهي تختص بالترحيب بالضيوف القادمين لزيارتنا وليس هناك أي داعُ للتباهي بها فالقليل منها يكفي الأهم هو فرحة العيد وتجميع الأهل والأقارب والأصدقاء في صباح يوم العيد. وهذا ما أقنع به زوجته ونفسه وختم حديثه بالقول: الحمد لله أني تمكنت من شراء كسوة العيد لي ولأولادي في شعبان وإن شاء الله لن يعكر فرحة العيد أي حدث مهما كان.

قد يعجبك ايضا