أدى رئيس اللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي مع جموع المصلين صلاة عيد الفطر المبارك صباح اليوم في الجامع الكبير بصنعاء .
وقد استعرض فضيلة العلامة أكرم أحمد الرقيحي في خطبتي صلاة العيد المعاني والدلالات السامية لعيد الفطر المبارك الذي يأتي بعد أن أتم المسلمون فريضة الصوم التي تبث روح التآخي والتآزر والتكافل والتراحم.
وقال :ما أجل من أقام الطاعات وما أعظم موقف الإنابة والإخبات وما أروع لحظات العبودية والامتثال لله وما أجل نفحات التفضل والتكرم من العظيم جل في علاه حينما ينظر الله سبحانه وتعالى إلى عبادة الصائمين والقائمين ويقبل على أهل طاعته الراكعين والساجدين من بعد أن قضوا فرضهم وصاموا شهرهم وأنابوا الى ربهم وقاموا آناء الليل وأطراف النهار يرتلون آيات الله ويمتثلون عبادات الله وطاعاته فاستحقوا من العظيم أن ينظر إليهم في هذا اليوم “.
وأضاف : هذا اليوم يوم التفضل والتكرم والجزاء الذي بشر به الحبيب المصطفى صلوات الله وسلامة عليه وعلى اله وسلم أمة الاسلام وأهل الطاعة بيوم الجائزة حيث يقول عليه الصلاة والسلام ” اذا كان يوم الفطر خرجت الملائكة الى أبواب الطرقات أو على ابواب الطرقات ينادون اغدوا يا معشر المسلمين إلى رب كريم يمن بالخير العظيم ويجزل عليه الثواب الكثير لقد أمرت بصيام النهار فصمتم ودعوتم إلى قيام الليل فقمتم وأطعتم الله سبحانه فاقبضوا جوائزكم فإذا فرغوا من صلاة العيد نادت عليهم الملائكة او هتفت بهم الملائكة ارجعوا الى رحالكم مغفور لكم”.
وأشار الخطيب الرقيحي إلى أن يوم الفطر إنما جعله الله سبحانه وتعالى لتشكروه وتعظٍموه وتعزوه وتوقروه وتقبلوا فيه إلى طاعة الله تحسنوا فيه إلى الفقراء وتقبلون فيه على الأرحام فجعل الله عز وجل هذا اليوم صدقة الفطر حتى إذا ما قضى المسلمون صلاة عيدهم خرجوا جميعا بصلة الارحام وزيارة الاصحاب والأصدقاء والإخوان والجيران ” فالرحم معلقة بالعرش تقول من وصلني وصله الله ومن قطعني قطعة الله ) هكذا يقول النبي الاكرم صلوات الله وسلامة عليه وعلى اله وصحبه أجمعين.
ولفت إلى الحرقة والألم والجراح التي غيبٍت كل معاني وقيم المناسبات الدينية والأجواء الفرائحية لعيد الفطر المبارك في خضم الصراعات والنزاعات والاقتتال والحروب التي تعصف بالكثير من بلاد الاسلام.. وقال : إن القلب فيه ما فيه من الأسى والحزن واللوعة والحرقة فقد تلاشى كل هذا تحت أجنحة الطائرات وقذائف البوارج والمجنزرات وهي تقصف يمن الايمان و الحكمة وقد تكالب علينا العدوان السعودي التحالف الصهوني الامريكي السعودي تحالفوا وتكالبوا على أهل اليمن وعلى من يقولون لا اله إلا الله محمد رسول الله وعلى مقدرات الامة ومقدساتها وهم يحملون راية لا اله إلا الله”.
وأضاف : وجه تحالف العدوان السعودي طائراتهم لسفك دماء أبناء اليمن ووجهوا بوارجهم لحصار الشعب وحصار أكثر من 25 مليون مسلم وسفك دمائهم والعبث بالبلاد وهم يتعبدون ويتهجدون ويقومون ويتروحون في ساحات المسجد الحرام وعند الكعبة المشرف وقف النبي المصطفى صلوات الله وسلامة عليه وعلى اله وصحبه وسلم ذات يوم أمام الكعبة مخاطبا لها قائلا ” ما أعظمك وأعظم حرمتك وما أطيبك وأطيب ريحك والذي نفس محمد بيده لحرمة المسلم أعظم عند الله منك دمه وماله وإني أظن به خيرا لتهدم الكعبة حجرا حجرا أهون عند الله من إراقة دم مسلم هكذا قال عليه الصلاة والسلام إن كان لهم آذان وعقول يفقهون بها”.
وتابع بالقول : ها هم يستبيحون دماء أبناء اليمن ويدعون علينا هناك عند الكعبة مظلومين معتدى علينا في بلادنا يقصفون بالطائرات ويحاصرون اليوم قرابة أربعة أشهر ونحن محاصرون لا دواء ولا غذاء ولا وقود ولا كساء ولا ماء ولا كهرباء ثم ينبري أمامهم يدعوا على أهل اليمن فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم “.
وأوضح أن الموازين انقلبت وأصبح المظلوم في نظرهم ظالما والظالم مظلوما من يدٍعون أن لا اله إلا الله وهاهم يحاصرون ونحن نشاهد ونعايش الحصار طيلة الفترة الماضية والعالم العربي والإسلامي والدولي كله يتفرج على حصار أهل اليمن وتجويعهم وترويع الأطفال والنساء والشيوخ .
وتطرق العلامة أكرم الرقيحي إلى تواطؤ الأمم المتحدة والمجتمع الدولي والمنظمات الإسلامية جراء ما يحدث من عدوان على اليمن بصمتهم حتى أنهم لم يستطيعوا تطبيق هدنة لمدة خمسة أيام ولم يراعوا حرمة الشهر الفضيل ولا عيد الفطر المبارك.. وقال : ونحن نعيش أجواء العيد ما يزال العدوان السعودي يقصف ويعتدي على أطفال ونساء اليمن ويفزعونهم ويخوفونهم ويروعونهم في هذا اليوم ولم يكتفوا بذلك بل يؤججون الصراعات والنزاعات ويثيرون الخلافات والفتن ويدعمون الاجرام والإرهاب والتخريب ونشر الفوضى في اليمن بأموالهم وطائراتهم وأسلحتهم ومخططاتهم وأياديهم “.
وأردف قائلا : يريدون أن يجعلوا من اليمن ساحة للقتال والمفخخات والمتفجرات والعبوات الناسفة التي يستهدفون بها المساجد والطرقات والأسواق ولن يقتصر هذا الارهاب على اليمن أو اليمنيين فحسب بل سيمتدون إلى المنطقة والعالم وقد اتضحت آثاره ونتائجه هنا وهناك في العراق وليبيا وسوريا وفي العالم شرقا وغربا من دول اوروبا بل حتى في دول الخليج أنفسهم في الكويت والسعودية تفجيرات ومفخخات “.
وأكد أن هناك من يمول ويدعم ويغذي بفكره وماله وسلاحه وطيرانه الأعمال الإرهابية ونشر الفوضى والتخريب هنا وهناك من بلدان المسلمين .. مبينا أن العدوان السعودي كشف حقده وغيظه على الشعب اليمني بشن حرب ظالمة وعدوان غاشم .
وذكر الخطيب الرقيحي أن هذا التجبر والطغيان لن يزيد أبناء اليمن إلا تمسكا وثقة بالله سبحانه وتعالى وتوكلا عليه وصمودا وصبرا وثباتا .. مشددا على ضرورة تكاتف الجهود في سبيل تجاوز التحديات والظروف الصعبة التي تمر بها البلاد.
ومضى قائلا : إن هناك من يغذي الاقتتال والفتنة الطائفية في اليمن تحت مسميات مختلفة وإن لم توحد الجهود والصفوف للجبهة الداخلية فستكون الطامة التي ستقضي على الجميع فهم لا يميزون بين الجنوب والشمال والشرق والغرب “.
ودعا العلامة أكرم الرقيحي كافة أبناء الشعب اليمني إلى توحيد الصفوف وجمع الكلمة والاعتصام بحبل الله جميعا والتآخي وتعزيز السلم الاجتماعي ونبذ كافة أشكال العنف والفرقة والخصام والإرهاب وثقافة الكراهية والبغضاء بين أبناء الأمة.
وقد تبادل رئيس اللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي وعقب أدائه الصلاة التهاني والتبريكات مع جموع المصلين بمناسبة عيد الفطر المبارك .. سائلين الله العلي القدير أن يعيد هذه المناسبة على بلادنا وقد أندحر العدوان الغاشم وتحقق لها كل ما تصبو اليه من تقدم ورفعة وترسيخ دعائم الأمن والاستقرار.
وأشادوا بصمود الجيش واللجان الشعبية ودورهم الكبير في التصدي للعناصر الإرهابية وأدوات العدوان السعودي والحفاظ على الأمن .. مؤكدين صمود الشعب اليمني في مواجهة العدوان السعودي الهمجي السافر حتى تحقيق النصر لليمن على أعدائه.
ودعوا إلى الاصطفاف الوطني وتكاتف جهود الجميع من أجل إخراج اليمن إلى بر الأمان وبما يلبي تطلعات أبناء شعبنا اليمني في الحياة الحرة والكريمة وتحقيق المستقبل الأفضل.
سبأ