يواصل رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو حملته ضد البرنامج النووي الايراني على الرغم من عزلته والهزيمة التي مني بها بعد توقيع اتفاق تاريخي أمس الأول بين طهران والقوى الكبرى.
وذكر في البرلمان الاسرائيلي ان “الاتفاق الذي تم التوصل اليه في فيينا ليس نهاية المطاف سنواصل التنديد بمخاطر التوصل الى اتفاق مع نظام ديكتاتوري”.
وكان نتانياهو قد اكد أمس الأول ان اسرائيل غير ملزمة بالاتفاق الذي اعتبره “خطأ تاريخيا” بين القوى الكبرى وايران مكررا ان الدولة العبرية ستدافع عن نفسها.
وتوصلت ايران والقوى الكبرى أمس الأول في فيينا الى اتفاق تاريخي حول الملف النووي الايراني في اليوم الـ18 للمفاوضات الماراتونية بين ايران ومجموعة 5+1 (الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا والمانيا والصين).
ويهدف الاتفاق الى ضمان عدم استخدام البرنامج النووي الايراني لاغراض عسكرية لقاء رفع العقوبات الدولية التي تخنق اقتصاد هذا البلد.
وتعد اسرائيل القوة النووية الوحيدة لكن غير المعلنة في الشرق الاوسط.
وسيركز نتانياهو حاليا كافة جهوده من اجل الضغط على الكونجرس الامريكي لرفض الاتفاق وحشد عدد كاف من النواب الديمقراطيين والجمهوريين لمنع رفع العقوبات الاقتصادية الامريكية على ايران.
ولكن معظم المعلقين يتوقعون فشل مساعيه لانها تفترض الحصول على تاييد 13 سناتورا ديموقراطيا على الاقل للتصويت ضد قرار الرئيس باراك اوباما.
ويقول المعلق ناحوم بارنيا في صحيفة يديعوت احرونوت الاسرائيلية: ان هذه السياسة لحمل الكونجرس على عرقلة الاتفاق قد تؤثر سلبا على “التعويضات العسكرية” التي يمكن ان يمنحها الرئيس الامريكي لاسرائيل وتؤدي الى تشديد موقفه في الصراع الفلسطيني-الاسرائيلي.
واغضب نتانياهو اوباماعندما القى في مارس الماضي خطابا امام الكونجرس الامريكي للتنديد بالاتفاق المحتمل.
وفي مسعى منه لطمأنة اسرائيلسيرسل الرئيس الامريكي الاسبوع المقبل وزير الدفاع اشتون كارتر الى الدولة العبرية.
وسعى السفير الامريكي في اسرائيل دان شابيرو في مقابلات إجراها مع الاذاعة العامة واذاعة الجيش الاسرائيلي باللغة العبرية الى التأكيد بان الزيارة تظهر “التزام الولايات المتحدة بأمن اسرائيل”.
واضاف :”نحن مستعدون لتعميق تعاوننا”.
من جهته اكد مسؤول اسرائيلي اشترط عدم الكشف عن اسمه ان نتانياهو يبذل الكثير من الجهود “كونه يعلم انها معركة خاسرة مسبقا على المدى القصير ولكنه يرغب في دخول التاريخ باعتباره الوحيد الذي حذر حتى النهاية من الخطر النووي الايراني”.
بينما اوضح عكيفا الدار في مقال على موقع المونيتور الاخباري ان نتانياهو يعلم جيدا بأنه حتى لو قرر الكونجرس الامريكي الابقاء على العقوبات المفروضة على طهران فإن هذا القرار لن يؤثر على القوى الكبرى الاخرى ولا على مجلس الامن التابع للامم المتحدة.
ويرى الدار ان اسرائيل ترغب بالحصول على “مظلة امنية امريكية”. اي ضمان امني يمكن ان يتخذ شكل اتفاق ينص على ان اي هجوم تشنه ايران ضد اسرائيل سيتم اعتباره بمثابة هجوم على الولايات المتحدة.
ورأت وسائل الاعلام الاسرائيلية ان هيئة الاركان الاسرائيلية قد تسعى للحصول على زيادة المساعدات العسكرية الامريكية والتي تبلغ قيمتها حاليا 3 مليارات دولار سنويا.
وقد تحصل الدولة العبرية ايضا على مقاتلات اف-35 اضافية طلبت 33 مقاتلة منها بالفعل. وطائرات الشبح الامريكية الصنع التي لا تكشفها اجهزة الرصد.
وبحسب المسؤول الاسرائيلي الكبير فإن المحادثات ستتركز ايضا على تعزيز التعاون بين اجهزة الاستخبارات الامريكية والاسرائيلية.
واضاف: “الموساد (الاسرائيلي) ووكالة الاستخبارات المركزية ووكالة الامن القومي الامريكيتين ستضطر الى التكيف مع القواعد الجديدة للعبة التي يفرضها الاتفاق والتركيز على مهمة رئيسية وهي التأكد من ان ايران لا تعمل في السر على خرق التزاماتها”.
ولا يرغب المسؤولون الاسرائيليون في ان يعطوا الانطباع بانهم سيقبلون بالاتفاق مع ايران مقابل تعويضات عسكرية.
وذكر الوزير يوفال شتاينتز المسؤول عن الملف الايراني والمقرب من نتانياهو أمس “نحن ممتنون كثيرا للمساعدة التي نتلقاها من الولايات المتحدة. ولكن اعتقد انه من الخطأ استخدام كلمة تعويضات لانه لا توجد تعويضات عن التهديد النووي”.
و اكد معظم المعلقين انه حان الوقت ليقوم نتانياهو بالحد من الاضرار في العلاقة مع الحليف الامريكي .
وكتب يوسي ميلمان في صحيفة جيروساليم بوست “الاتفاق النووي مع ايران ليس مثاليا ولكن السماء لن تسقط غدا على رؤوسنا”.
إلى ذلك اعلن وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند امام البرلمان أمس انه سيتوجه الى اسرائيل في وقت لاحق ليشرح الاتفاق النووي مع ايران شخصيا معبرا عن امله في اعادة فتح سفارة لندن في طهران المغلقة منذ 2011م هذه السنة.
وذكرت هاموند انه سيلتقي رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو اليوم “لنقل رسالة اليه حول هذا الاتفاق بشكل شخصي”.
من جانب آخر قال انه يأمل في اعادة فتح السفارة البريطانية في طهران هذه السنة.
واضاف: “آمل في ان نتمكن من اعادة فتح سفارتينا قبل نهاية السنة” وذلك بعد اكثر من سنة على اعلان سلفه وليام هيغ نية لاعادة فتح السفارة البريطانية في ايران.
قد يعجبك ايضا