البرلمان اللبناني يفشل في انتخاب رئيس للجمهورية للمرة الـ26

يعاني لبنان من فراغ رئاسي طويل وهو فراغ يعد سابقة خطيرة في تاريخ البلاد  بسسبب الانقسامات الحادة بين المتصارعين على السلطة حيث لاتزال البلاد من دون رئيس منذ انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال سليمان فى الخامس والعشرين من مايو 2014 اثر عجز البرلمان عن تأمين نصاب الثلثين للاجتماع وانتخاب رئيس جديد .
وفي هذا السياق أرجأ مجلس النواب اللبناني للمرة السادسة والعشرين جلسة انتخاب رئيس جديد للجمهورية كانت مقررة امس واصدرت الامانة العامة لمجلس النواب بيانا جاء فيه “بسبب عدم اكتمال النصاب القانوني لجلسة انتخاب رئيس الجمهورية أرجأ الرئيس بري الجلسة االى 12 من اغسطس المقبل”.
ويتطلب انتخاب رئيس حضور ثلثي اعضاء مجلس النواب (86 من اصل 128) ولم يتمكن البرلمان منذ انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال سليمان العام الماضي  من توفير النصاب القانوني لانتخاب رئيس.
وكانت أطول فترة سابقة للبنان بدون رئيس وهي 408 أيام في أواخر ثمانينيات القرن الماضي لدى اقتراب الحرب الأهلية التي شهدتها البلاد فيما بين عامي 1990 ـ 1975م من نهايتها.
وينقسم النواب بين مجموعتين اساسيتين: قوى 14 آذار وأبرز اركانها الزعيم السني سعد الحريري والزعيم المسيحي الماروني سمير جعجع المرشح لرئاسة الجمهورية وقوى 8 آذار  وأبرز اركانها حزب الله الشيعي والزعيم المسيحي الماروني ميشال عون مرشح هذه المجموعة الى الرئاسة.
ولا تملك أي من الكتلتين النيابيتين الغالبية المطلقة. وهناك كتلة ثالثة صغيرة في البرلمان من وسطيين ومستقلين ابرز اركانها الزعيم الدرزي وليد جنبلاط.
وتقاطع معظم مكونات قوى 8 آذار جلسات الانتخاب مطالبة بتوافق مسبق على اسم الرئيس. في المقابل تدعو قوى 14 آذار الى تأمين نصاب الجلسات وانتخاب المرشح الذي يحظى بالعدد الاكبر من الاصوات.
وتعود رئاسة الجمهورية في لبنان الى الطائفة المارونية. ومنذ انتهاء ولاية ميشال سليمان تتولى الحكومة المكونة من ممثلين لغالبية القوى السياسية والتي يرأسها تمام سلام مجتمعة بموجب الدستور صلاحيات الرئيس.
وقال ائتلاف الثامن من أذار الذي يقوده حزب الله إنه سيواصل مقاطعة البرلمان حتى يتم انتخاب مرشحه المفضل ميشال عون.
ويعارض ائتلاف 14 آذار ترشيح عون “80 عاما” وهو قائد عسكري سابق أثناء الحروب الأهلية في البلاد.
وكان ائتلاف 14 آذار قد أعلن مؤخرا انه سيوافق على رئيس توافقي. ويعد المرشح المفضل للائتلاف هو سمير جعجع الذي قاد خلال الحرب الأهلية ميليشيات حاربت قوات عون للسيطرة على المناطق المسيحية.
وقال جعجع في مقابلة صحفية انه يرفض ترشيح عون لأنه “ليس الرئيس المناسب للبنان في الوقت الحالي نظرا لأجندته السياسية.”

قد يعجبك ايضا