ما تيسر من الاحتياجات.. والعدوان لن يحول دون رسم الفرحة على وجوه الأطفال

لن يستطيع العدوان بطائراته وقذائفه أن ينال من عزيمة وإرادة الإنسان اليمني في الحياة وممارسة شعائره وطقوسه وعاداته في مختلف المناسبات الدينية والاجتماعية.. هذا هو لسان حال الأسرة اليمنية وهي تستعد لاستقبال أول أيام عيد الفطر المبارك بعد أيام قليلة.

نعم هناك تراجع ملحوظ في مستوى الاستعداد لهذه المناسبة الدينية العظيمة مقارنة بما جرت عليه العادة سنوياٍ في مثل هذه الأيام من العشر الأواخر من الشهر الكريم بحكم العدوان السعودي الغاشم وآثار الحصار الجائر الذي يفرضه بعنجهية وغطرسة غير مسبوقة في التاريخ على الشعب اليمني لكن هناك إصراراٍ كبيراٍ لدى الأسر اليمنية على اقتناء ما تيسر من تلك الاحتياجات ووفق ما يتاح من الإمكانيات المادية.
وتقول ربات البيوت إنهن يعملن بجهد كبير من أجل إسعاد أطفالهن ورسم الفرحة على وجوه صغارهن في مناسبة العيد رغم العدوان والحصار اللذين لا بد أن يسقطا ويذهب زيفهما طال الزمن أم قصر.
الأسرة التقت عدداٍ من ربات البيوت اللائي أخذن في الاستعداد لاستقبال عيد الفطر ووقفت من خلالهن على بعض مظاهر الاستعداد لهذه المناسبة في ظل الظروف الاستثنائية التي تعيشها البلاد.

ما تيسر من الاحتياجات
وتقول أم فاطمة وهي ربة منزل وأم لـ4 أطفال وتسكن في منزل متواضع بالإيجار بمديرية آزال شرقي العاصمة صنعاء إن الاستعداد لعيد الفطر المبارك هذا العام كان مختلفاٍ كلياٍ عما كان عليه الحال في الأعوام السابقة.
وتشير هذه الأم وهي في العقد الثالث من العمر – إلى أن اقتناء الاحتياجات والمتطلبات الخاصة بالعيد تقف عند الأشياء الضرورية جداٍ وبما يضمن إدخال الفرحة والبهجة في نفوس الأطفال.
وتضيف أم فاطمة بأنها اشترت الملابس الجديدة لصغارها الذين تتراوح أعمارهم ما بين الـ12 و3 سنوات ولكن بشكل محدود إذ كانت كما تقول تحرص على شراء أكثر من بدلة لكل واحد من الأطفال لكن الوضع اختلف الآن بسبب العدوان والحصار وما نجم عنهما من آثار كارثية على معيشة الناس.

أفراح رغم الألم
وتجمع ربات البيوت على ضرورة إقامة المظاهر الاحتفائية بعيد الفطر وإدخال السرور على نفوس الأطفال رغم الآلام والأحزان التي تسبب بها العدوان والحصار.. وتقول أم عدنان وهي أم لـ11 طفلاٍ ووضعت مولودتها الأخيرة قبل أيام فقط بأن أطفالها سيلبسون الملابس الجديدة وسيفرحون بالعيد رغم أنف المعتدين.
وتضيف: لقد تعايشنا مع واقع العدوان ودوي الصواريخ والقذائف وبات كل ذلك جزءاٍ من حياتنا ولم يعد أزيز الطائرات ولا أصوات الانفجارات تخيفنا.
أما سعيدة أحمد – مدرسة في مدرسة حكومية وأم لخمسة أطفال – فقالت بأن العيد سيكون عيداٍ مهما آلت إليه ظروف البلاد وأن فرحة المسلمين واليمنيين بهذه المناسبة ستستمر رغم العدوان والحصار المفروض على هذا الشعب المسكين الذي يحاول أن يعيش القليل من أجواء السكينة والهدوء والطمأنينة والفرح خلال أيام عيد الفطر المبارك.
وتؤكد سعيدة بأنها تحاول إدخال الفرحة إلى نفوس صغارها بشراء ما أمكن شراؤه من ملابس لهم ومستلزمات ضرورية وبما تيسر لها وأنها اتفقت مع أطفالها عند انتهاء العدوان والحصار ستقوم بشراء بقية احتياجاتهم من ملابس وغيرها من مستلزمات العيد.
وأردفت سعيدة: الأسرة اليمنية فرحتها بالعيد مرتبطة بالأمن والسلام ونأمل من الله أن يكون العيد مناسبة عظيمة وفرحة كبيرة وأن يتوقف العدوان والحصار على هذا الشعب ونأمل من جميع الفرقاء السياسيين إيجاد الحلول السريعة لإنقاذ ما تبقى من هذا الشعب.

شراء الضروريات
ويقول البائع في أحد المحلات التجارية أنور الحرازي بإن البيع والشراء قد تأثر كثيراٍ بالنسبة للأعوام السابقة بسبب العدوان والحصار المفروض على الشعب ولم يعد التسوق كما كان عليه في الماضي فقد كان موسم العيد يمثل باباٍ كبيراٍ للرزق وتوفير مصاريف العيد ومتطلباته لكن هذا لم يعد متاحاٍ هذا السنة فقد انعدمت كل وسائل الحياة واقتصر الناس على شراء الضروريات لأطفالهم ولم يعد بإمكانهم شراء كل ما يحتاجونه من ملابس متنوعة بل واقتصر الكثير منهم على شراء أرخص الملابس.
ويضيف الحرازي: الكثير من الناس مازالوا مصرين على إدخال الفرحة والبهجة بقدوم العيد في نفوس صغارهم وفي منازلهم فلهم وقت طويل من الفرحة وخاصة في ظل العدوان الغاشم الذي أرعب أطفالهم ليل نهار ويظل الكثير من الآباء والأمهات يبعثون الأمل في نفوس صغارهم بأن العيد سيأتي بالفرج وأن العدوان سيتوقف وأنهم سيلبسون الجديد ويخرجون للمرح دون خوف أو ألم.
من جهتها تؤكد الأخصائية الاجتماعية وردة عبدالله وهيب وهي أخصائية في دار السلام للأمراض النفسية بأن هذا العيد مختلف كثيراٍ على الشعب اليمني بسبب العدوان السعودي والحصار الجائر على الشعب ولهذا تجد الكثير من الأسر اليمنية نفسها مجبرة عن التوقف عن شراء كل المتطلبات الضرورية للعيد وتضطر الكثير من ربات البيوت إلى الاستغناء عن كثير من المتطلبات التي تلازم فترة العيد وقد أصبحت الأسر اليمنية تعيش أوضاعاٍ مادية في غاية الصعوبة.

قد يعجبك ايضا