حل الضيف السنوي الرائع شهر رمضان المبارك على الامة الاسلامية في مشارق الارض ومغاربها لكن دخوله على أهل اليمن هذا العام كان مختلفا عن كل الاعوام السابقة وعن كل المجتمعات على امتداد مساحة العالم الاسلامي .
اهل هلاله المبارك على أرض اليمن والناس يعيشون اوضاعا في غاية السوء والصعوبة بسبب العدوان السعودي والحصار الجائر الذي طال امده واحال حياة الابرياء الى بؤس مقيم ومعاناة دائمة.
هذه الاوضاع المؤسفة والمتواصلة منذ قرابة 3 اشهر القت بظلالها السلبية على استقبال الشهر الكريم ومعها اختفت الطقوس والمظاهر التي كانت سائدة في المجتمع اليمني قبيل دخول شهر رمضان .. واختفت كذلك ممارسات وعادات كان يدأب عليها المجتمع وخاصة الاسرة اليمنية التي انشغلت بشؤون الحرب ووقفت على اثارها وتداعياتها المادية والنفسية ليحل هذا الضيف بصورة استثنائية .
(رمضانيات) رصد بعض مظاهر الدخول الاستثنائي لأيام وليالي شهر رمضان بالنسبة للأسرة اليمنية التي كان استعدادها محدودا جدا هذا العام .
الاحتياجات الاساسية
اقتصر استعداد الاسر اليمنية لشهر رمضان هذه السنة على اقتناء القليل من الاحتياجات البالغة الاهمية وذلك بسبب الوضع المادي المتردي الذي يعيشه ارباب الاسر ..
وتقول هدى المطري – ربة بيت: لم يكن هناك مجال اطلاقا لشراء الكماليات التي كانت عادة ما تصاحب شهر رمضان المبارك بل اقتصرنا على شراء المستلزمات الضرورية كالقمح والسكر فبسبب الوضع المادي المتردي للأسر اليمنية وانقطاع ارباب الاسر عن العمل لم يعد هناك مجال للتسوق وشراء الادوات المنزلية والمقتنيات الرمضانية الاخرى ولم يعد يفكر الناس سوى بايقاف الحرب التي طالت كل شيء.
غياب يا نفس ما تشتهي
من المظاهر التي اختفت في استقبال الشهر الكريم هذا العام عادة اقامة حفلات “يا نفس ما تشتهي” التي كانت الكثير من النسوة يحرصن على اقامتها وتقول أروى احمد صالح : انشغل الجميع بالحرب وبالأوضاع المأساوية الناجمة عنها لتختفي مع ذلك كل مظاهر الاحتفاء بقدوم الشهر الكريم .
وتضيف: كنا نقيم حفلة في آخر يوم من شهر شعبان ونجتمع مع الجيران والصديقات بما يسمى ” يا نفس ما تشتهي” والجميع يحضر اصناف المأكولات والحلويات ويجتمع الاهل والأقرباء في منزل واحد على سفرة واحدة وتعم الفرحة جميع الاهل والاصدقاء حيث يعتبرون هذه الحفلة نوعا من الطقوس اليمنية التي تقام قبل حلول شهر رمضان والتي تجمع الاهل والاصدقاء ولكن على العكس تماما هذا العام فلم تعد هناك حفلات ولا اجتماعات فقد اصبحت الحرب هي حديث الناس ولم يعد يهمهم أي طقوس يقيمونها فقط يريدون الامن والسلامة .
وتقول مونيا المشولي : لقد حاولنا ادخال الفرحة ولو بشكل مؤقت الى نفوس اطفالنا قبل دخول هذه المناسبة الدينية العظيمة واخبرنا صغارنا بأن الحرب ستتوقف والأمن سيعم ولكن سرعان ما تبدد ذلك فقد قام العدوان السعودي بإثارة الرعب والفزع في نفوس الكبار والصغار قبل حلول شهر رمضان بيوم واحد وبدلا من احتفال الأطفال بقدوم هذا الشهر فقد باتوا مذعورين خائفين من ازيز الطائرات وأصوات الصواريخ.
مفارقات رمضانية
ويقول الدكتور محمد الشرجبي من مستشفى الجمهوري : كان الناس في مثل هذا التوقيت من كل عام يعدون العدة في ايجاد التموينات الغذائية منذ وقت مبكر وشراء المقتنيات الغذائية بكميات كبيرة وزائدة بل كان الجميع يحذرون من هستيريا التسوق قبيل شهر رمضان المبارك بينما في هذا العام القت الحرب بظلالها المأساوية على حياة الناس ولم تجد الاسر حتى المستلزمات الغذائية الضرورية فقد ارتفعت اسعار المواد الغذائية بشكل كبير ولهذا لم تعد الاسر قادرة على شراء اي كماليات كانت تقوم بشرائها .
ويقول يحيى العواضي تاجر جملة : تشهد السنوات الماضية من كل عام موسما رائعا ومربحا للتجار جميعا حيث كان الجميع يستنفر طاقاته في شراء كل شيء بالجملة وتقوم الاسر بشراء جميع المواد الغذائية اللازمة لها وتضج الاسواق بالمتسوقين وتباع كل البضائع ولكن في هذه السنة الامر مختلف تماما فلم يعد هناك بيع ولا شراء وبسبب العدوان السعودي والحصار الجائر على الشعب اليمني لم تعد هناك قوة شرائية فقد نزحت معظم الاسر والبعض الآخر بات يبحث عن المواد الضرورية ولم يستورد التجار أي بضاعة أو ملابس أو أدوات منزلية كما يفعلون في كل عام .