العالمين
“الحمد لله رب العالمين” “الفاتحة:2”
الشرح:هو الثناء على الله بصفات الكمال وبأفعاله الدائرة بين الفض والعدل فله الحمد الكامل بجميع الوجوه “رب العالمين” الرب: هو المربي جميع العالمين وهو من سوى الله بخلقه لهم وإعداده لهم الآلات وإنعامه عليهم بالنعم العظيمة التي لو فقدوها لم يمكن لهم البقاء فدل قوله تعالى “رب العالمين” على انفراده بالخلق والتدبير والنعم وكمال غناه وتمام فقر العالمين بكل وجه واعتبار.
العالم: من يعقل وهم أربعة أمم: الإنس والجن والملائكة والشياطين ولا يقال للبهائم: العالم لأن هذا الجمع إنما هو جمع من يعقل خاصة وقد اختلف أهل التأويل في العالمين اختلافا كبيرا قال قتادة: العالمون: جمع عالم وهو كل موجود سوى الله ولا واحد له من لفظه مثل رهط وقوم وقال ابن عباس العالمون: الجن والإنس. بدليل قوله تعالى: “تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا” الفرقان:1 وقال زيد بن أسلم: هم المرتزقون. وقال أبو عمرو بن العلاء: هم الروحانيون وقيل: هم أجناس الخلق جاء في التبيان للعكبري في مفردة العالمين: واحده عالم والعالم أسم موضوع للجمع ولا واحد له من لفظه واشتقاقه من العلم عند من خص العالم بمن يعقل أو من العلامة عند من جعله لجميع المخلوقات وقيل: العالم : الخلق كله والعالم: كل صنف من أصناف الخلق كعالم الحيوان وعالم النبات جمع: عوالم وعالمون.
المصدر: علم فلان الشيء يعلم علما: عرفه وفي القرآن الكريم : “لا تعلمونهم الله يعلمهم” الأنفال:60 فهو عالم. جمع: علم له علامة: العلامة: ما ينصب في الطريق فيهدي به جمع: علامات وهذا بعض من اشتقاق الكلمة ومدلولها.
وقيل العالمين الجن والإنس
دعاء: ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. اللهم صلى على محمد وعلى المهاجرين والأنصار سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.
اللهم يا من كفانا كل شيء اكفني ما أهمني من أمور الدنيا والآخرة وثبتني اللهم على ما يرضيك وقربني ممن يواليك وأجعل غاية حبي وبغضي فيك ولا تقربني ممن يعاديك أدم علي نعمتك وبرك ولا تنسني ذكرك وألهمني شكرك وعرفني قدر النعم وقدر العافية.
Prev Post