أكتب هذه السطور وأنا محاصر بالظلام و” الظلمة” والرغبة بالكتابة لعل الكلمات ترد جحافل الظلام الغاشمة وتتيح لنجوم الحقيقة بالظهور والتلألؤ في السماء الغائمة والممتلئة بالسحب الكثيفة والقائمة.
أمامي شمعة تشكو وسط هذا الليل البيهم ما تعانيه من وحشة ثقيلة ومخيفة في آن. وتتمنى أن تتدلى بهجة الضجيج وشغب الأمكنة المحفوفة باطفالها وذكرياتها وان تصدح الأعماق بأغانيها المختبئة والخائفة من التنزه في هذا الصمت المسلح بالغرباء والقتلة والباحثين عن سلطة طارئة وعابثة وماجنة لتمسك بمقاليد الغبار وتواجه العواصف بتهمة الإرادة والتعبير عن منابتها الأصيلة..!!
أمامي شمعة تلقي علي دروس فن العطاء وتعلمنى أبجدية التضحية وتجسد أمامي أمثولة صادقة للصبر والعطاء البعيد عن المن والبذل الغزير والكرام المتدفق والسخاء الطيب والدأب على مواصلة العطاء المنهمر بلا توقف وبلا تأني وبلا حدود..
إنه العطاء من أجل تلك البهجة والسعادة والرضا والمحبة التي تأتلق في عيون الآخرين وتعبق في الأمكنة التي تداهمها شلالات ذلك الفيض الطيب.