د. الثور: قصف صنعاء القديمة يعبر عن حقد تاريخي

نفذت أمس بصنعاء القديمة وقفة احتجاجية تنديدا باستهداف المدن التاريخية ومنها صنعاء القديمة باعتبارها أحد المدن التاريخية والمسجلة في قائمة التراث العالمي “اليونسكو” وسد مارب التاريخي وقلعة القاهرة والمساجد التاريخية وغيرها من المواقع الأثرية.
وشارك في الوقفة عدد من أبناء صنعاء القديمة والعلماء والمثقفون وممثلو منظمات المجتمع المدني في اليمن والحقوقيون والشخصيات الاجتماعية والناشطون السياسيون عبروا خلالها عن تنديدهم الشديد باستهداف صنعاء التاريخ التي يرجع تاريخها إلى عشرات القرون.
وفي تصريح لـ”الثورة” أوضحت وكيل وزارة الثقافة لقطاع الآثار والمدن والتاريخية والمتاحف الدكتورة أمة الملك الثور أن الوزارة تهتم بالآثار والمواقع والمدن التاريخية ولها اهتمام خاص بالمدن التاريخية مثل صنعاء وزبيد وشبام حضرموت وصعدة وثلاء وغيرها من المدن التاريخية.
وأضافت الدكتورة الثور: كان يفترض أن تكون منظمة اليونسكو لها دور إيجابي وبيانها الأخير كان يحمل في لهجته ضعفا ولم يحمل لهجة الجدية وتحمل المسؤولية تجاه حماية صنعاء القديمة من العدوان.. رغم أن اليمن عضو فاعل في المنظمة ولها ثلاث مدن مسجلة في قائمة التراث العالمي “صنعاء زبيد شبام حضرموت” وهناك مدن أخرى منتظرة في قائمة التسجيل كمدن تاريخية كمدينتي ثلاء وصعدة القديمة.
وأكدت وكيلة وزارة الثقافة أن استهداف صنعاء القديمة من قبل قوات التحالف التي تقودها السعودية يعبر عن حقد تاريخي فاليمن تمتلك إرثا تاريخيا وحضاريا لا تمتلكه السعودية وبعض الدول الأخرى.. واستغرب عن صمت بعض الدول المشاركة في العدوان التي تمتلك إرثا تاريخيا كجمهورية مصر تجاه ما تعرضت له صنعاء القديمة من استهداف.. كنت أتمنى أن يكون للأردن دور في إيقاف استهداف المدن التاريخية لأنها هي أيضا تمتلك مدنا تاريخية وتعرف قيمة وأهمية هذه المدن في تاريخ الأمة العربية.
وأضافت الدكتورة الثور: إن السعودية اشترت ضمائر الحكام. لكن الشعوب العربية والإسلامية لا زالت معنا نحن الشعب اليمني لأنهم يحسون بما نحس به.. ويعرفون أن التدمير الذي تتعرض له اليمن يعتبر تدمير بلد وحضارة تدمير الإنسان اليمني لأنها أرادت الحرية فقط.
وأطلق المشاركون في الوقفة نداء للأمم المتحدة ومنظمة اليونسكو ولممثل الأمين العام للأمم المتحدة جاء فيه أنه “منذ ثمانين يوما لا زال الشعب اليمني تحت القصف المدمر والحصار البحري والبري والجوي من قبل دول التحالف بقيادة السعودية وآلاف القتلى والجرحى من المدنيين من مختلف أنحاء اليمن يزيدون يوما عن يوم.. نناشد ضمائركم باسم ملايين الأطفال والنساء والشيوخ الذين يطلبون الماء والغذاء والدواء بعد أن فقدوا مساكنهم ومدارسهم ومستشفياتهم وحتى مصادر المياه علما بأن أغلب المستشفيات والمراكز الصحية ورعاية الأطفال هدمت بعضها وأغلقت البقية بفعل انعدام المشتقات البترولية ونفاذ الأدوية وأصبح آلاف الجرحى والمرضى لا يجدون ملجأ لرعايتهم وما يزيد الوضع الصحي سوءا هو انتشار الأوبئة مثل حمى الضنك والملاريا والحصبة والإسهالات وغيرها والخوف كذلك انتشار الأوبئة بصورة لا يمكن السيطرة عليها”.
وأضافوا في ندائهم “نبعث إليكم هذا النداء وكل شيء في اليمن أصبح تحت القصف بهدف التدمير حتى طال ذلك المواقع التاريخية والتراثية وآخر ذلك الاستهداف مدينة صنعاء القديمة حاضرة اليمن وجوهرة مدن التراث العالمي وقبلها أثر سد مارب وقلعة القاهرة ومدينة زبيد والمواقع الأثرية في صرواح وبراقش وقلعة صيرة والمساجد التارخيية في صعدة وغيرها التي تعرضت للعدوان والتهديم أكثر من مرة”.
وأشار المشاركون في ندائهم إلى أن النداء تم رفعه وهم لا يمثلون أي تيار أو مكون سياسي معين ولكن تم رفعهم بصفتهم يمثلون الشعب اليمني بكل أطيافه.. مطالبين التدخل لوقف الحرب على الشعب اليمني من قبل دول التحالف وكذلك التدخل لدى القوى الإقليمية والدولية بعد التدخل في الشأن اليمني من أي قوى إقليمية أو دولية فأبناء الشعب اليمني يرفضون أن تتحول اليمن إلى ملعب للصراع السياسي والمذهبي الإقليمي فاليمن عبر التاريخ يرفض الوصاية ويرفض الصراع الديني المذهبي.
راجين باسم الشعب اليمني أن تقوم المنظمات الدولية ومجلس الأمن ومنظمة اليونسكو واليونسف والعفو الدولية وحقوق الإنسان العمل على إغاثة الشعب اليمني والحفاظ على تراثه الإنساني ورفع الحصار الخانق المفروض على معيشته وديمومة حياته وعدم الاكتفاء بالتعبير بالقلق والاستنكار والإدانة فالوضع خطير ولا يتحمل إضاعة الوقت.

قد يعجبك ايضا