حجة..
ذلك العصفور النائم في مسارب الجبال
والبرعم الذي يبحث عن وجوده
في سنابلنا الطوال
هي فاتحة الكتاب
والفلاح الذي يرقب السلال
والغلال
في مواسم الحصاد
هي الجبل الذي يشبهنى
وأنا الحنين الذي يشبه الرعاة
حزني جبل
يردد النشيد الوطني
في طابور الصباح
ويعشق اليمن
الموج في شواطئ ” ميدي”
بعض دمي
الألم الذي في ” المزرق”
وفي “حرض”
وفي حصن “نعمان “
هو أنا
ولا أظنه أحدا سواي
ما تزال قسمات وجهي
في “الظهرين”
وفي “الحلة” ثمة أشواق
أودعتها قلب المساء
***
حجة..
البلد التي أحبها
وحدي
وأشتا قها
وحدي وأغازلها
وحدي
وأعزف لها نشيد الوطن
وحدي
وأرقب صباحاتها في ” القاهرة”
وحدي
تئن الآن
وتنام في الأنقاض
وتتنفس رائحة الدماء المساله
على أديمها المرصع بالدموع
***
أيها الباغون..
لماذا قتلتم أحلامنا البريئات¿
وأطفالنا الغارقين في الحنين¿
لماذا قتلتم ” ححة”¿
لماذا قتلتموني أنا¿!!
***
المانجو في مزارع حجة
يكابر على البزوغ
في الليالي المقمرات
والإنسان في جبال حجة وفي وديانها
يتشبت بالحياة
ويصر على البقاء
وأنا من تعزفه كبرياء الوطن
نشيدا يتمدد كالضباب
على جبالها الواسعات
كي يغسلني الندى
الذي ينهمر من مآقي التاكلات
والأيامى
والأطفال
أنا المطر الذي يسح
على الجبال والوديان
أنا النماء
أنا كأس الكبرياء
***
أيها البلد المعافى…
في الحرب
لاوقت للأنتظار
فهي تسبقنا إلى كل شئ
تسبق أحلامنا والحنين
تسبق الأشواق الجائعة
في تجاعيد الجبال
تسبق البراعم البريئات
ويد الصبر الجميل
وفي الحرب..
نضع حدا للوصاية
ونرسم خارطة الأرض والقاتلين
ونكتشف أسماء الذين سلكوا
درب البداية
نقول لهم..
فروا من توابيت الفجيعة
هاهي الأموات تتكلم
والانقاض تصرخ حنجرتها
في متاه الخائفين
بيننا شارعان
وشمس خائنة
وبكاء على صلاح الدين
وحكايات عن أمجاد
أين الوليد
***
سقط الشعار البائد
وباعت المومس خلخالها
في نوادى الصابئين
وظل الوطن يستوقف
الشمس على حد الرماح.