فرحة لا تضاهيها فرحة اعتلت وجوه اليمنيين العائدين إلى وطنهم بعد غياب قسري فرضه العدوان السعودي الأمريكي على اليمن .. جاءوا من بقاع الأرض يذرفون دموع الشوق والسعادة حال معانقة تراب هذا الوطن الغالي .. (الثورة) شاركتهم فرحة العودة وتحدثوا إليها عن المعاناة التي واجهوها في تلك البلدان .. نتابع:
عادوا من مصر والأردن والهند بعد أن ذاقوا عذابات شتى كان أبطالها دول التحالف ومن تواطأ معهم من الداخل, عادوا لتطمئن قلوبهم بعد معاناة وإهمال متعمد لقضيتهم العالقة لأشهر على باب السفارات والقنصليات, وسط معاملة بالغة القسوة تنم عن حقد واستهداف لليمنيين في الداخل والخارج منهم المريض ومنهم طالب العلم ومنهم العامل والزائر , وكلهم تقطعت بهم السبل إلا أن إصرارهم وصمودهم وإيمانهم بقضيتهم وقضية وطنهم العادلة تجاه العدوان .. أجبر العدوان على فك الحصار والسماح لهم بالعودة.
شرف وعز
أم محمد القاضي إحدى اليمنيات العائدات من جمهورية مصر العربية تحدثنا عن مدى سعادتها البالغة بعد عودتها إلى تراب الوطن بالقول: اليمن جنة وترابها جنة مهما كانت الظروف حالكة هنا إلا أنه يكفيك شرفا وعزا أنك في وطنك وسط أهلك وناسك وأقاربك, حتى لو نموت من الجوع أو من صواريخ العدوان وهذا أشرف لنا من المذلة التي لاقيناها في دولة الاغتراب بعد أن ضاق بنا الحال وتقطعت بنا السبل.
وأضافت: خرجنا مظاهرات ووقفات احتجاجية أمام سفارة بلادنا في القاهرة للمطالبة بتسهيل مهام عودتنا ولو بالتنسيق بين المنظمات الدولية ودول العدوان لأننا ذهبنا للعلاج لا للتنزه ودخلنا محدود وانتهى بنا الأمر إلى الشارع وكأننا شحاتين ,وإن كان الشحاتون لهم مأوى أما نحن فلا مأوى لنا وقد وصل بنا الحال إلى أن ننام بجانب نهر النيل أو بعض المنتزهات العامة ومع ذلك وجدنا المضايقات الأمر الذي ضاعف من معاناتنا بل كانت هذه المعاملة أقسى وأمر علينا من مرارة وقسوة المرض الذي كنا نعانيه.
واستطردت في حديثها ودموعها تنهمر: لا أصدق الآن أني عدت إلى وطني ولن أتركه مرة أخرى مهما كان.
ظروف صعبة
الحال ذاته ينطبق على عبدالله محمد مسعود العائد من جمهورية مصر العربية- حيث يقول: لو كنا نعلم بأن العدوان سيدمر بلادنا بهذه الوحشية المخالفة لحقوق الإنسان وسيمنعنا من العودة إلى أهلنا لما تركنا وطننا ولفضلنا الموت فيه على طلب العلاج في بلد لا يقدر عروبتنا وإسلامنا.
ما المجرم
أحلام أحمد العشي إحدى العائدات من المملكة الأردنية الهاشمية تقول: لم يكتف العدوان بالتدمير والاعتداء والتنكيل باليمنيين داخل هذا الوطن فحسب بل امتدت جذور حقده على اليمنيين في مختلف دول الاغتراب والمساومة بقضية عودتهم إلى أرض الوطن .. وتساءلت :وكل ذلك الحقد الدفين تجاهنا من أجل ماذا¿ ما الجرم الذي اقترفناه حتى نمنع من أبسط حقوقنا في العودة إلى وطننا¿!.
وتابعت العشي حديثها قائلة: بعد جهود حثيثة ونداءات إلى الدبلوماسيين القائمين على السفارة والهيئة العامة للطيران واستغاثات عبر مختلف الوسائل الإعلامية تفاعلت العديد من المنظمات والجهات الإنسانية وبعض الجمعيات الخيرية في الأردن مع قضيتنا وكتب لها النجاح وهنا نحن اليوم أعزة في وطننا الحبيب.
فرحة العودة
أسرة الحاج حمود علي – عادت من الهند وما إن وطأت أقدامهم أرض مطار صنعاء حتى انكبوا جميعهم ساجدين شكرا وحمدا لله على عودتهم.
يقول الحاج حمود: لا سامح الله المعتدون ,جعلونا في الخارج بين نارين نار ضنك المعيشة ونار حرقتنا على وطننا ونحن بعيدون عنه وهو يمر بهذه الظروف الصعبة.
ومضى يقول: الشهادة لله الشعب الهندي شعب كريم لم يقصر معنا في قضيتنا فقد كان بعض الناس هناك يحسون ويشعرون بقضيتنا ويتعاطفون معنا كثيرا فمنهم من عرض علينا أن نسكن معه حتى تحل قضية عودتنا ومنهم من كان يزودنا بالطعام والتعامل الرائع رغم أنهم لا ينتمون للإسلام ولكنهم أولو خير ومعروف أفضل من غيرهم.
حلول المشكلة
وحول قضية العالقين قال مصدر مسؤول في الخطوط الجوية اليمنية -لم يذكر اسمه: إن الخطوط الجوية تعمل على حل مشكلة جميع العالقين اليمنيين في مطارات دول العالم وإنه تم تسيير رحلات من وإلى اليمن لإجلاء رعايا أجانب وعودة اليمنيين بالتنسيق مع وزارتي النقل والخارجية.