قتل خمسة من عناصر قوات تحالف “فجر ليبيا” في هجوم انتحاري بسيارة مفخخة أمس استهدف حاجز تفتيش غرب ليبيا وتبناه الفرع الليبي لتنظيم داعش معلنا الحرب على هذه القوات التي تسيطر على العاصمة طرابلس.
وقال متحدث باسم قوات “فجر ليبيا” في منطقة الدافنية الواقعة بين مصراتة (200 كلم شرق طرابلس) وزليتن (150 كلم شرق طرابلس): أن “انتحاريا يقود سيارة مفخخة فجر نفسه أمس قرب حاجز عند احد مداخل بلدة الدافنية”.
واضاف: هناك خمسة شهداء من القوة المتواجدة عند الحاجز فيما اصيب سبعة آخرون بجروح وقد جرى نقلهم الى المستشفيات في ثلاث سيارات اسعاف”.
وتبنى تنظيم داعش على موقع تويتر هذا الهجوم معلنا ان منفذ العملية الانتحارية تونسي الجنسية يدعى “ابو وهيب التونسي”.
وحذر التنظيم الذي سبق وان تبنى هجمات مماثلة على مدى الاشهر الماضية قوات تحالف “فجر ليبيا” التي تضم اسلاميين من انه أعلن حربا على هذه القوات هدفها ان “تطهر الارض من رجسهم” داعيا عناصرها الى ان “يتوبوا من كفرهم ويعودوا لدينهم”.
وتشهد ليبيا منذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011م فوضى امنية ونزاعا على السلطة تسببا بانقسام البلاد الصيف الماضي بين سلطتين حكومة وبرلمان معترف بهما دوليا في الشرق وحكومة وبرلمان يديران العاصمة بمساندة تحالف جماعات مسلحة تحت مسمى “فجر ليبيا”.
وتخوض القوات الموالية للطرفين معارك يومية في عدة مناطق من ليبيا قتل فيها المئات منذ يوليو 2014م.
وسمحت الفوضى الامنية الناتجة عن هذا النزاع باتساع نفوذ جماعات متشددة في ليبيا بينها الفرع الليبي لتنظيم داعش الذي سيطر قبل ثلاثة ايام على مطار مدينة سرت (450 كلم شرق طرابلس) مسقط رأس معمر القذافي والخاضعة لسيطرته منذ فبراير الماضي.
وخاضت قوات “فجر ليبيا” التي تضم اسلاميين في صفوفها اشتباكات عند مداخل مدينة سرت وفي مناطق اخرى قريبة منها مع عناصر التنظيم على مدى الاشهر الماضية قبل ان تعلن مساء الخميس عن اعادة تمركز في المنطقة وتخلي القاعدة التي تضم المطار.
وكانت الحكومة الليبية المعترف بها دوليا حذرت أمس الأول من ان المؤسسات والمنشآت النفطية القريبة من سرت باتت تواجه خطر التعرض لهجمات يشنها تنظيم داعش بعد سيطرة هذا التنظيم المتطرف على مطار المدينة.
وقاعدة القرضابية التي تقع على بعد حوالي 20 كلم جنوب سرت وتضم المطار تبعد حوالي 150 كلم فقط عن منطقة الهلال النفطي التي تشمل مؤسسات وحقولا وموانئ نفطية رئيسية.
والى جانب سرت والمناطق المحيطة بها يتواجد تنظيم داعش كذلك في مدينة درنة الواقعة على بعد حوالي 1300 كلم شرق طرابلس والخاضعة لسيطرة مجموعات اسلامية مسلحة متشددة.
كما يؤكد مسؤولون في طرابلس ان لتنظيم داعش خلايا نائمة في العاصمة حيث اعلنت هذه المجموعة المتطرفة مسؤوليتها عن تفجيرات وقعت في المدينة خلال الاشهر الماضية.
وفيما تتزايد هجمات هذا التنظيم الذي بات يتوسع بشكل سريع في ليبيا لا يزال الحوار الذي ترعاه الامم المتحدة بين طرفي النزاع في السلطتين مجمدا علما انه من المتوقع ان تقدم بعثة الامم المتحدة خلال الايام المقبلة مسودة اتفاق جديدة.
وفي هذا السياق دعا ممثلون عن بلديات ليبية في ختام اجتماعات في تونس استمرت ليومين برعاية الامم المتحدة الى الاسراع في تشكيل حكومة وحدة وطنية في ليبيا.
وحث المجتمعون في بيان وزعته بعثة الامم المتحدة في ليبيا وتلقت وكالة فرانس برس نسخة منه “كافة الاطراف المعنية السياسية والعسكرية الليبية على اعلاء مصلحة ليبيا الوطنية فوق كافة المصالح الاخرى وإبداء روح التوافق الضرورية من اجل الوصول الى اتفاق سياسي شامل”.
وطالب المجتمعون بأن يسمح هذا الاتفاق “بالتشكيل العاجل لحكومة وفاق وطني لتتولى مسؤولياتها” معتبرين انه “ينبغي على الحكومة ان تضع في الحسبان البعد الجغرافي والمكونات الثقافية والتمثيل العادل للنساء والشباب عند اختيار أعضائها”.
وكانت آخر جلسات الحوار بين الممثلين الرئيسيين عن اطراف النزاع عقدت في ابريل الماضي في المغرب علما ان الجزائر تستضيف ايضا جلسات حوار برعاية الامم المتحدة بين ممثلين عن احزاب سياسية ليبية.
وقال عثمان بن ساسي الناشط السياسي والعضو السابق في المؤتمر الوطني العام: “المطلوب تشكيل حكومة وحدة وطنية في اسرع وقت تنهي الاقتتال الحاصل وتجنب البلاد الغرق في فوضى غير مسبوقة”.
