يقتل ابن أخيه ويحرق جثته

لم يتفاجأ الرجل القابع خلف القضبان بحكم الاعدام الذي اصدره في حقه قاضي المحكمة لأن جريمته اكبر مما يتخيله عقل بشر فقد تجرد من ادميته حين اطبقت يداه على عنق ابن اخيه الطفل اليتيم لتنتزع روحه ثم واستكمالا لوحشيته قام بإحراق الجثة حتى لا يفتضح امره .
حين قدم الطفل انور الى الحياة لم يكن يعلم انه لن يدوم طويلا فيها وان القدر يحمل بين كفيه من المفاجآت الكثير ولكنه كان اكبر فرحة لوالديه اللذين انتظراه كثيرا فنال من الرعاية والاهتمام خلال الاشهر الاولى من ولادته مالم ينله طفل من قبل .
اقسم والده ان يجعله سعيدا طوال حياته ولكن القدر لم يمهل الاب حتى يحقق ما يتمناه لولده فمات الاب والطفل انور مازال في سنوات عمره الاولى وقبيل الوفاة اوصى الاب شقيقه برعاية ابنه انور واعتباره احد ابنائه لانه لن يجد قلبا احن واشفق عليه من عمه.
عمل العم بالوصية وتبنى الطفل الذي لم يكن يعي شيئا عن غياب والده المفاجئ سوى روايات يسمعها من الاهل كلما شده الشوق الى والده فيسأل عنه ويعرف انه مسافر وسيعود عما قريب فيظل الطفل منتظرا هذا الغائب متى سياتي ويلتقي به من جديد غير ان الحقيقة جاءت معاكسة فالغائب لم يعد وانما لحق به الطفل بعد زمن قصير.
حين قام العم بضم ابن اخيه المتوفى الى رعايته وتبنيه لم يعمل بوصية شقيقه الذي حمله امانة الاعتناء بالطفل وعدم تركه يشعر باليتم بعد رحيل والده فقد تغيرت معاملة العم للطفل مباشرة على غير ما كان متوقعا فأصبح قاسيا معه وكان يعامله بعنف ووحشية دون وضع أي اعتبار لحال الطفل اليتيم من ناحية وعمره الصغير الذي لم يكن يتناسب مع الاعمال التي يكلفه القيام بها من ناحية اخرى.
وتطورت قسوة العم الى حد ضرب الطفل وتعذيبه لسبب او لغير سبب وكانه لعبة يتسلى بها بين الحين والآخر حتى ان الكثير من اهالي الحي نصحوه بالرفق بهذا الطفل وتذكيره انه امانة في رقبته ولكنه أي العم ادار ظهره لكل من يحاول نصحه ومنعهم من التدخل في طريقة تربية ابن اخيه.
كان انور انذاك ما زال في الثامنة من عمره لا شيء يستطيع فعله للخلاص من عذاب عمه غير الاستسلام والرضوخ للأمر الواقع تاركا امره لله سبحانه وتعالى الذي بيده كل شيء.
في احد الايام زاد العم من وحشيته وتجرد من  كل مشاعر الانسانية وقام بضرب الطفل وتعذيبه حتى شارف على الموت ثم اطبق بيديه على عنقه النحيل وتركها تنتزع منه روحه الطاهرة دون رأفة او رحمة لصرخات الطفل واستغاثته وحشرجات صعود الروح.
لم يتوقف الامر عند هذا الحد .. فبعد ان تأكد من موت الطفل بدأ بالبحث عن طريقة للتخلص من الجثة قبل ان ينكشف امره وقاده تفكيره الجهنمي الى جريمة اخرى حيث اخذ الجثة ووضعها داخل اطار سيارة فارغ في مكان بعيد من القرية وصب عليها الزيت وقام بحرقها واشعال النار فيها فأصبحت رمادا وذهب في حال سبيله غير ان قدرة الإله شاءت الا ان تظهر الحقيقة فبعد ايام من اختفاء الطفل المفاجئ ولأسباب لا يعرفها احد وجد رعاة الاغنام اجزاء من جسده في الجبل فابلغوا الاهالي الذين بدورهم قاموا بإبلاغ  اجهزة الامن ليتم التحقيق في ذلك ومعرفة ان القاتل هو عم الطفل المجني عليه واثناء التحقيق معه اعترف بكامل تفاصيل الجريمة ليكون جزاءه الاعدام.

قد يعجبك ايضا