العدوان السعودي الغاشم يفتك بحياة الأبرياء

الجرائم المرتكبة من العدوان السعودي الغاشم بحق الأطفال تتزايد يوما بعد آخر ولم  يعد الطفل يبحث عن حقه في التعليم أو الغذاء بقدر ما يفتقد إلى ابسط حقوقه التي وهبه الله إياها وهو حقه في الحياة فجثث الأطفال التي تظهر في شاشات التلفزيون  مضرجة بالدماء  تشير إلى شدة بشاعة ووحشية مرتكبي تلك الجريمة البشعة والتي راح ضحيتها آلاف الأطفال الأبرياء.
ويشير الحقوقيون إلى أن القنابل والصواريخ التي تطلقها طائرات العدوان على المدنيين والأطفال من الجرائم الأشد بشاعة في حق الانسانية كما انها ستظل تلقي بظلالها القاتمة على بقية الأطفال الذين يسمعون أو يشاهدون الصواريخ أو تطالهم القنابل وستكون حياتهم المستقبلية مليئة بالخوف ومصاحبة للكثير من العدوانية اذا لم يتعرضوا لبرامج تأهيلية ونفسية .

انتهاكات خطيرة
 منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) والتي تعمل جاهدة للحفاظ على حقوق الأطفال أدانت بشدة الانتهاكات ضد أطفال اليمن وعبرت منظمة اليونيسف في بيان أصدرته عن قلقها البالغ بشأن الانتهاكات الخطيرة والمتزايدة لحقوق الأطفال في ظل الصراع الدائر مبينة أن الإحصائيات تشير إلى زيادة في الانتهاكات في عام 2014م بنسبة 40% فيما يخص أعداد الأطفال الذين قتلوا أو أصيبوا.
وقال ممثل اليونيسف في اليمن جوليين هارنيس في تصريحاته: إن الأطفال يدفعون ثمنا باهظاٍ للنزاع في اليمن فهم يقتلون ويشوهون ويجبرون على الفرار من منازلهم كما أصبحت صحتهم مهددة ومسيرتهم التعليمية متعطلة ودعا إلى ضرورة احترام وحماية الأطفال بما يتوافق مع القانون الإنساني الدولي
وجددت منظمة اليونيسف نداءها إلى جميع أطراف النزاع إلى الامتناع عن استهداف المناطق المدنية وخاصة المدارس والمستشفيات والمساجد مطالبة الجميع بوقف التجنيد من تحت سن الـ 18 سنة وضمان حماية الأطفال في جميع الأوقات وفقا للقوانين الدولية لحقوق الإنسان والقانون الإنساني.
هلع وفزع
 ويؤكد المختصون بأن التأثيرات المباشرة لانفجارات صواريخ الطائرات وكذلك أصوات المضادات الأرضية تعرض الأطفال لكوابيس ليلية تصاحبهم في منامهم وهي الحالة التي قد تلازمهم مدى الحياة وتظل عالقة فيأ حتى في مستقبلهم وتلازمهم حتى مراحل متقدمة من أعمارهم بل وتنعكس تلك الحالة غير الطبيعية في ممارساتهم الحياتية وسلوكهم اليومي بما في ذلك قد ينجم سلوك عدواني وانتقامي تجاه مجتمعهم وتجاه الآخرين وخاصة تجاه من ينتمون إلى جنسيات تلك الدول المعتدية وتنامي مشاعر الكره والبغضاء ازاء كل من شارك وساهم في هذا العدوان
حيث يشكل الدوي الهائل للانفجارات الناجمة عن غارات الطائرات حالة كبيرة من الخوف والهلع في أوساط السكان من المدنيين وتحديدا في أوساط الصغار ممن يجدون أنفسهم مع أهاليهم تحت رحمة هذه الطائرات والتي تمارس عدوانها بشكل رئيسي في الليل وتتزايد وتيرة هذه الغارات مع مرور ساعات الليل مما يتسبب في حدوث حالة من الاضطراب في النوم.
ويقول المختصون أن تأثير ما يحدث في اليمن من ارهاب وأعمال دموية على الشباب المعاصر هو صدمة وفجيعة بأننا في عالم وحوش وعالم غامض لا يعرف إلى أين يتجه وأن التعبير بالطريقة الدموية هو أحد الطرق التي من الممكن أن يسلكها الإنسان في ظل غياب المؤسسات المدنية التي تتلقف أفكار الشباب وتشذبها وتنسقها ثم تعيد صياغتها وهنا يأتي دور المؤسسات التي تعنى بالفكر الديمقراطي الذي يمتص الأصوات المنادية بالعنف ليساهم في اعادة بناء أفكار من يحمل هذه الاصوات وتهذيبها ونشرها بطريقة أخرى تدعو للحوار المسالم والفكر البناء الهادئ الذي يفصح عن الفكر دون أن يحرمه.
انعكاسات نفسية خطيرة
وتقول الاخصائية النفسية الدكتورة عبير الصنعاني  أن الطفل يتأثر تأثيراٍ مباشرا بالحرب والإرهاب وبما شاهده من مشاهد العنف امامه فكل الأحداث التي مرت أمام أعين الأطفال جعلت الكثير منهم يقلد ويحاكي العنف الذي شاهده وخاصة ما عرض على شاشات التلفزيون لجثث الأطفال والرجال الذين سقطوا إثر التفجيرات التي تطلقها طائرات العدوان
وتضيف : للمشاهد الدموية  الذي يراها الطفل  انعكاسات نفسية وسلوكية كثيرة على كافة شرائح المجتمع وخصوصا شريحة الأطفال ومن أبرز هذه الانعكاسات النفسية على الأطفال العدوانية والقلق والشعور بالإحباط والياس كما له أيضا العديد من ردود الافعال الاجتماعية مثل الانسحاب الاجتماعي وضعف الأداء المدرسي وانخفاض مستوى التواصل والتفاعل مع الآخرين وضعف الثقة بالآخرين والاعتماد الزائد على الآخرين وعلى المستوى الجسدي يتسبب في زيادة مستويات التعب والارهاق وانخفاض الشهية والوزن الشعور بالصداع وانخفاض جهاز المناعة والإصابة بالأمراض المختلفة وله انعكاسات عديدة على المستوى المعرفي لدى الأطفال منها ضعف التركيز وضعف الذاكرة وضعف القدرة على اتخاذ القرار والاستغراق في الأحلام والأوهام والخيالات وظهور مشاكل في النطق والكلام والرسوب والتأخر الدراسي وضعف في اتخاذ القرار والحيرة والارتباك والتشويش .
حيث أن الأطفال الذين تأثروا بالحروب قد يصابون بأمراض نفسية مثل الخوف وكرب ما بعد الصدمة وأمراض ذهنية أيضا أصابتهم بعدم التكيف والانخراط مع الآخرين وبعد أن يكبر الطفل أغلب الأحيان تطرأ عليه ما يسمى “الاضطرابات بالشخصية”.
وتضيف الدكتورة عبير: أيضا مشاهد العنف والقتل والدمار التي تبثها القنوات من شأنها أن تعلم الطفل العنف بكافة أشكاله ولا ننسى أن الأطفال من عمر أربع سنوات يعتبر مثل الاسفنجة يمتص كل ما حوله ويحاول تقليدها دون معرفة النتائج وذلك بسبب عدم الرقابة والتوجيه من الوالدين لأطفالهم ومراقبة تصرفاتهم كونها طفولية دون ملاحظة أنها قد تزداد سوءاٍ بحسب قول الوالدين إنه طفل صغير لا يعرف شيئاٍ رغم أن الطفل شديد الذكاء بالعمر الرابعة وهذا يعتبر نوعاٍ من الارهاب الطفولي الذي يستمتع به الطفل وهو لا يعلم نتائجه بسبب عدم الرقابة والاختيار الجيد للبرامج التي يستفيد منها الطفل فكريا أكثر مما هي عضليا  .
علاج طويل المدى
وتقول الاخصائية الاجتماعية وردة عبدالله وهيب وهي إخصائية بدار السلام للأمراض النفسية  :قد لا يدرك الأهل والمجتمع هذا الأثر في وقته ولكنه بمرور الزمن تتفاقم حالة الطفل ويتحول المشهد المرعب والمفزع الذي رآه قبل سنوات في غمرة الحرب إلى آفة نفسية لا يستطيع البرء منها إلا بعد علاج قد يطول زمنه.
وتؤكد أن أخطر آثار الحروب هو ما يظهر لاحقاٍ من مشاكل وعقد نفسية لدى أجيال كاملة من الأطفال يتوقف مدى خطورتها على مدى استيعاب الأهل وكيفية مساعدة الطفل على تجاوز المشاهد التي مرت به حيث تْعتبر الصدمات التي يتعرض لها الطفل بفعل الإنسان أقسى مما قد يتعرض له من جراء الكوارث الطبيعية وأكثر رسوخاٍ بالذاكرة ويزداد الأمر صعوبة إذا تكررت هذه الصدمات لتتراكم في فترات متقاربة. وتْعيق الكشف عن هذه الحالات لدى الأطفال صعوبة تعبيرهم عن شعورهم أو الحالة النفسية التي يمرون بها بينما يختزلها العقل ما يؤدي إلى مشاكل نفسية عميقة  خاصة إذا لم يتمكن الأهل أو البيئة المحيطة بهم من احتواء هذه الحالات ومساعدة الطفل على تجاوزها.
ومن الآثار النفسية على المدى القريب للأطفال ما حدده مختصو علم النفس ويتمثل في: سوء التغذية الأمراض المتعددة التشرد اليتم الإرغام على ارتكاب أعمال العنف أو الاعتداءات الجنسية الاضطراب في التربية والتعليم.

قد يعجبك ايضا