أدباء ومثقفون: لابد أن يكون للكلمة حضورها في الوضع الاستثنائي الذي تعيشه بلادنا

لايزال المثقف والأديب هو صوت الوطن النابض بالحياة والسلام ويجب أن يكون للكلمة حضورها في الوضع الاستثنائي الذي تعيشه بلادنا ويؤكد عدد من الأدباء والمثقفين حرصهم على وحدة البلاد والحفاظ على مقدراتها ومؤسساتها داعين جميع المكونات السياسية والاجتماعية والثقافية والمدنية للوقوف صفا واحدا في وجه كل ما يهدد الوطن ويمزق وحدته ويقوض أحلام وآمال أبنائه ومن خلال الاستطلاع الذي أجريناه مع عدد منهم خرجنا بالحصيلة التالية:

حضور الكلمة
في البداية يقول الأديب هشام ورو مدير مكتبة زبيد يقول: يجب أن يكون للكلمة حضور في الوضع الاستثنائي الذي تعيشه بلادنا كما يجب أن يتم نشر ثقافة التراحم والإيثار من جميع المكونات السياسية والاجتماعية والفعاليات المدنية كما أن للكلمة دورها في الوقوف في وجه دعاة الاقتتال بين أبناء الشعب الواحد وإذا لم يقم المثقف بواجبه الآن فلا حاجة للوطن بثقافته لاسيما ووسائل النشر الالكتروني متاحة في كل بيت.
الوقوف في صف الوطن
من جانبها تؤكد الكاتبة والإعلامية أسماء المصري أن الأديب والمثقف لا يزالان صوت الوطن النابض بالحياة والسلام ونتاجهما معزوفات للتعايش والارتقاء وإبداعاتهما بساتين الجمال الفكري والروحي والوجداني للشعوب.. وتقول: الأديب الحقيقي هو الحريص دائما على تقديم الأفضل وتوجيه كلماته نحو الزاوية الصائبة.. مهما كانت ضيقة وصعبة لكنها في النهاية ستصيب الهدف وتخاطب القلوب قبل العقول.. وهذا ما نحتاجه حاليا خلال هذه المرحلة الصعبة التي تمر بها بلادنا.
وتضيف المصري: ومن واجب الأديب والمثقف الوطني أن يقف خطابه في صف الوطن وحده. وموقفه على نفس المسافة من جميع الأطراف السياسية المتناحرة.. وأشيد بمواقف بعض الأدباء الذين انتهجوا هذا السبيل في خطابهم وإبداعاتهم ولم ينحازوا إلى طرف أو شخص أو فصيل رغم حالة الاحتقان والغلو التي ألقت بظلالها على الواقع الثقافي والفكري متأثرة سلبا بالتدهور السياسي وتغليب الصراع المسلح على لغة العقل والمنطق.. فصار الواقع تجسيدا لحوار غير متكافئ بين كلمة في مقابل رصاصة.. أو قذيقة .. أو صاروخ في بعض الأحيان.
وتناشد الكاتبة أسماء المصري جميع أدباء ومثقفي الوطن الشرفاء التنسيق الجماعي والمتكامل للوقوف وقفة واحدة وجارفة في وجه كل ما يهدد الوطن ويمزق وحدته ويقوض أحلام وآمال أبنائه الأبرياء بوطن آمن وعيش كريم.. لا أكثر.. وعلى كل الأطراف المتحاربة فوق رؤوس الآمنين.. أكرöر ( كلها ) .. أن ترفع عصاها عن وطننا المحب للسلام وترحل.

صياغة مبادرات
أما الشاعر عبدالحكيم المعلمي فيؤكد أن ما تعيشه البلاد من تردي وسقوط صارخ وعلى كل المستويات المختلفة لا يسر صديقا ولا عدوا. ويضيف: المشكل الرئيسي أن صوت الرصاص أعلى من صوت العقل ومنطق الحرب فوق منطق السلم والتعايش وفي ظروف هكذا تتآكل الدولة من الداخل وتتقوقع المؤسسات المدنية وتختزل نفسها ومنها المؤسسات الأدبية والفكرية.. ولكن يجب على الجميع التحرك باتجاه صياغة مبادرات تضمن الخروج من دوائر الحرب والاقتتال بشروط مكسبية بعيدة المدى تحقق لليمن استقرارا اقتصاديا يحفظ للبلاد تماسكها ومن ثم استكمال مصفوفات الحوار الوطني بما يتيح للجميع المشاركة وعدم إلغاء أي مكون.
ويشير إلى أن الجميع أصبح يعيش ظروفا صعبة لقد عدنا وبصورة غير متوقعة إلى عصور ما قبل الحضارة لقد أصبح الحصول على 20 لتر بترول هدفا استراتيجيا بعيد المنال.. ذلك أن البلاد تشهد حروبا داخلية متعددة واعتداء خارجيا تتعاضد تلك الحروب وذلك الاعتداء للانقضاض على تلك البنية التحتية المهترئة أصلا بحيث أصبح المواطن اليمني نهبا لانعدام الأمن وانعدام الخدمات الأساسية والغلاء المتزايد بشكل رأسي مخيف ينذر بكوارث إنسانية مقبلة.

قد يعجبك ايضا