– اجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري مباحثات على مدار أربع ساعات في سوتشي (جنوب روسيا) وصفها الوزير الأمريكي بـ”الصريحة والمثمرة” في أولى مؤشرات التهدئة بين واشنطن وموسكو بعد أزمة استمرت أكثر من عام على خلفية الأزمة الأوكرانية.
كما اجرى الوزير الأمريكي مباحثات مع نظيره الروسي سيرغي لافروف استغرقت أربع ساعات أيضا واعقبها مؤتمر صحافي مشترك أكد خلاله الوزيران عزمهما على العمل معا حول الملفات الدولية الكبرى.
وقال لافروف :”لم نكن متوافقين دائما خلال حديثنا لكن لقاء اليوم – أي أمس- اتاح لنا فهما متبادلا في شكل أفضل”.
من جهته شدد كيري الذي توجه أمس إلى انطاليا في تركيا للمشاركة في قمة للحلف الاطلسي على “الحاجة الملحة” إلى ايجاد موقف مشترك حيال الملفات الدولية الشائكة.
ولاحقا وصف الوزير الأمريكي في تغريدة على تويتر مباحثاته في سوتشي بـ”الصريحة والمثمرة”.
وأعلن كيري أمس ان “الوقت حاسم” من اجل ان تتحرك روسيا والانفصاليون الموالون لها في شرق أوكرانيا من اجل الالتزام باتفاق الهدنة الذي تم التوصل اليه لوقف المعارك في هذا البلد.
وقال كيري متحدثا قبل اجتماع لوزراء خارجية دول الحلف الاطلسي في انطاليا جنوب غرب تركيا :ان “الوقت حاسم من اجل ان تتحرك روسيا والانفصاليون لتنفيذ اتفاق مينسك” الموقع في عاصمة بيلاروسيا في وقت سابق هذه السنة فيما حذر الأمين العام للحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ روسيا من ان “الوقت الآن يحتم التحرك.. هناك ضرورة ملحة في ما يتعلق بتنفيذ اتفاق مينسك”.
وفي وقت تشهد العلاقات الدبلوماسية بين واشنطن وموسكو أسوأ أزمة منذ انهيار الاتحاد السوفياتي العام 1991م شكل حضور وزير الخارجية الأمريكي إلى سوتشي مؤشرا في ذاته إلى نية لإرساء هذه التهدئة علما بأنها أول زيارة لمسؤول أمريكي كبير منذ اندلاع النزاع في أوكرانيا.
وفي المؤتمر الصحافي تحدث كيري عن أمكان رفع العقوبات الغربية التي فرضت على مراحل اثر ضم روسيا لشبه جزيرة القرم ولكن شرط احترام الهدنة في أوكرانيا في تذكير ضمني للروس بتأثيرهم على الانفصاليين.
من ناحيته قال لافروف :”لقد توافقت (وكيري) على التركيز على هدف واحد: ان يتم احترام اتفاقات 12 فبراير (في مينسك) من جانب من وقعوها”.
واعتبر كيري أن “استخدام القوة من أي طرف في هذه المرحلة (من النزاع الأوكراني) سيكون مدمرا للغاية” غامزا من قناة الرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو الذي يسعى إلى استعادة مطار دونيتسك الذي يسيطر عليه الانفصاليون.
وأضاف :”اعبر عن امتنان الرئيس (باراك) اوباما لرغبة روسيا في أجراء مباحثات في وقت نحن أحوج ما نكون فيه إلى تبادل وجهات النظر” مؤكدا ان “ليس هناك أي خيار آخر سوى الحديث مباشرة مع أولئك الذين يتخذون القرارات الكبرى ولا سيما في هذه الفترة المعقدة والسريعة التغير”.
وإضافة إلى النزاع الأوكراني بحث الجانبان النزاع السوري والملف النووي الإيراني الذي يرتقب التوصل إلى اتفاق نهائي في شأنه قبل 30 يونيو.
وعلق كيري :”نفهم جميعا أن الوحدة هي مفتاح اتفاق جيد.. إن روسيا والولايات المتحدة حليفان في هذا الجهد” مؤكدا أن بيع صواريخ روسية من طراز اس-300 لطهران “لا يشكل انتهاكا للقانون الدولي”.
وقبل المؤتمر الصحافي تحدث كيري عبر موقع تويتر عن حديث “صريح” مع نظيره الروسي وكتب “من المهم الحفاظ على خطوط التواصل بين الولايات المتحدة وروسيا حين نتناول إشكاليات عالمية ملحة”.
من جهتها وصفت الدبلوماسية الروسية الاجتماع بين الرجلين بأنه كان “طويلا وصريحا”.
وقبل ساعة من بدء المؤتمر الصحافي وفيما كان اللقاء بين كيري وبوتين مستمرا في مقر الأخير على البحر الأسود أصدرت الخارجية الروسية بيانا لم يخل من لهجة شديدة.
وقالت وزارة الخارجية :إن “روسيا مستعدة لتعاون بناء مع الولايات المتحدة لكن هذا التعاون لن يكون ممكنا إلا على قاعدة سليمة وعادلة من دون محاولة إملاء أو فرض”.
وأضافت :إن “الأزمة الراهنة في العلاقات مع واشنطن ليست من مسؤوليتنا.. :إن استمرار المواجهة مع محاولات ممارسة ضغط علينا عبر العقوبات هو نهج لا يؤدي إلى شيء”.
وكان كيري يرافقه لافروف قد وضع صباحا اكليل ورود على نصب الجنود السوفييت الذين قتلوا في الحرب العالمية الثانية.
إلى ذلك شهدت “دبلوماسية البطاطا” فصلا جديدا أمس الأول في سوتشي عندما أهدى لافروف نظيره الأمريكي سلة من البطاطا بعد ان كان الأخير أهداه بطاطا من ايداهو في يناير 2014م.
قد يعجبك ايضا