تدمير المنشآت الرياضية .. يكشف عبثية العدوان وزيف ادعاءاته

♦ قصف همجي لاستاد مايو .. والهستيريا تطال ملعب إب .. ونادي الصقر يتحول إلى أطلال

♦ تدمير أسطورة الحبيشي بعدن .. واستكمال ما بدأه الإرهاب في استاد الوحدة بأبين

استكثر العدوان السعودي الغاشم وجود منشآت رياضية متعددة تخدم شريحة الشباب والرياضيين لمزاولة هواياتهم وألعابهم المتعددة .. فكانت تلك الملاعب والصالات الرياضية هدفاٍ للحقد الدفين والهستيريا لصواريخ التحالف السلولي الصهيوني والذي حول الملاعب وعشبها الأخضر إلى أثر بعد عين وأطلال تحكي قصة عدوان همجي غير مسبوق وغير مبرر استهدف البشر والشجر وكل ما ينبض بالحياة.
وبدا منذ الوهلة الأولى للعدوان الوحشي لقرن الشيطان أن جميع الخيرات والمقدرات والبنى التحتية كانت ولا تزال تتصدر لائحة الأهداف الإستراتيجية من أجل تدميرها كلياٍ وحرمان أبناء الشعب اليمني من الاستفادة منها.
30 مليار ريال يمني كانت الحصيلة الأولية للخسائر التي تكبدها القطاع الرياضي والشبابي وفقاٍ لتقرير صادر عن وزارة الشباب والرياضة حول نتائج العدوان السعودي الأمريكي والذي طال البنى التحتية الرياضية في مختلف محافظات الجمهورية خلال الفترة (26 مارس – 30 إبريل) 2015م.
وكانت منشآت بطولة خليجي 20 في صدارة الملاعب الرياضية التي تعرضت للتدمير الوحشي حيث كان استاد 22مايو الدولي في طليعة الملاعب التي تعرضت للتدمير قبل أن يطال الحقد السعودي استاد الوحدة بأبين ملحقاٍ بالملعبين أضراراٍ بالغة وتدميراٍ كبيراٍ بعدما كانا يشكلان لوحة رائعة واحتضنا مباريات البطولة الخليجية التي أقيمت في بلادنا نهاية عام 2010م.
وإلى جانب ملعبي 22مايو بعدن والوحدة بأبين فقد طالت همجية العدوان البربري ملاعب 22مايو بإب والصقر بتعز واليرموك بصنعاء ومشروع المدينة الرياضية بالحديدة إلى جانب تضرر ملعب نادي وحدة صنعاء وملعب معاوية بلحج وملاعب أخرى في الضالع وصعدة وعمران وحجة.
ملعب مايو يحكي همجية العدوان
في التاسع من إبريل الماضي كانت بداية الهستيريا التي كشفت زيف ادعاءات العدوان السعودي الأمريكي والشعارات التي كان يرددها بأن عملياته موجهة صوب أهداف محددة لكن الواقع أثبت عكس ذلك حينما كانت المرافق المدنية والخدمية هي الهدف الحقيقي من خلال تدمير مقدرات الشعب من مؤسسات ومصانع ومستشفيات وطرق وجسور وملاعب وأندية رياضية.
وكان هذا اليوم شاهداٍ على حماقة آل سلول حينما أقدموا على قصف استاد 22مايو الدولي بمديرية الشيخ عثمان بعدن في سابقة خطيرة وبدون أي مبرر رغم أن الملعب منشأة رياضية تعني بقطاع شبابي ليس له أي علاقة بما يحدث من تجاذبات سياسية أو مواجهات عسكرية إلا أن الملعب كان هدفاٍ للقصف بعدما تعرض لثلاث غارات وحشية أدت إلى تدميره بشكل شبه كلي حيث دمرت المقصورة الرئيسية للملعب بشكل كلي كما دمرت المقصورة التي تضم كابينات النقل التلفزيوني وتم تدمير الساعة الرئيسية بشكل كلي بالإضافة إلى تدمير مدرجات الملعب بشكل جزئي وتعرضت أرضية الملعب المعشبة بالنجيل الطبيعي لأضرار كبيرة.
وكان استاد 22مايو الدولي بعدن يشكل لوحة فنية في غاية الجمال قبل الاعتداء عليه من قبل طائرات عاصفة (قرن الشيطان) ويقع الملعب في مديرية الشيخ عثمان بعدن وتم إعادة تأهيله عام 2010م ضمن عدد من منشآت بطولة خليجي20 التي احتضنتها بلادنا بمحافظة عدن خلال الفترة (22 نوفمبر – 5 ديسمبر)2010م وبلغت تكلفة إعادة تأهيل الاستاد عشرة مليارات ريال ليصبح الملعب الرئيسي بمحافظة عدن وضمن أفضل ثلاثة ملاعب في اليمن واحتضن المباراة الافتتاحية والنهائية لبطولة خليجي20.
وتم تعشيب أرضية استاد 22مايو بالنجيل الصناعي واستحداث منصات إضافية للملعب بما فيها مقصورات رئاسية ومقصورات لكبار الضيوف والإعلاميين وإعادة توزيع المساحات الداخلية بحسب المواصفات الدولية المعتمدة لدى الإتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) .. وتم تركيب كراسي المدرجات بطاقة استيعابية لحوالي 30 ألف متفرج .. وكذلك القيام بالتجهيزات الفنية والتي اشتملت على الأعمال الكهربائية والإلكتروميكانيكية .. والأعمال المدنية الخاصة بتجميل محيط الملعب والبوابة الرئيسية للاستاد.
كما شملت أعمال إعادة تأهيل استاد 22 مايو الدولي بعدن صيانة وتأهيل غرف اللاعبين والحكام والمركز الإعلامي وغرف النقل التلفزيوني وكذلك تركيب مولدات الكهرباء والسماعات الداخلية والشاشات الالكترونية بالملعب.

اليرموك .. مشروع يدمر قبل أن يكتمل
وفي الحادي عشر من إبريل الماضي تعرض مقر نادي اليرموك بصنعاء لاعتداء همجي من قبل طائرات العدوان والتي استهدفت مشروع إعادة تأهيل النادي التي كانت قيد التنفيذ ولم تكتمل بعد ليتم تدمير مدرجات الملعب ومبنى إدارة النادي بالإضافة إلى إلحاق أضرار بالغة بملعب كرة القدم وكذلك المرافق والملاعب الخفيفة بالنادي.
يذكر أن مشروع إعادة تأهيل نادي اليرموك كان قيد التنفيذ وبتكلفة ستمائة مليون ريال بتمويل من صندوق رعاية النشء والشباب.
الهستيريا تطال ملعب 22مايو بإب
ولم يتوقف مسلسل التدمير للمنشآت الرياضية حيث امتد ليشمل ملاعب أخرى ففي 12 إبريل الماضي أقدمت طائرات العدوان السعودي الأميريكي بشن ثلاث غارات وحشية على ملعب 22مايو والصالة الرياضية بإب ليسفر عن تدمير جزئي لمدرجات الملعب وتضرر أرضيته وبعض مرافقه كما تعرضت الصالة الرياضية المجاورة للملعب لتدمير كلي.
يذكر أنه تم تشييد إستاد 22مايو والصالة المغلقة بإب بتكلفة بلغت خمسة مليارات ومائتين وثمانين مليون ريال بتمويل حكومي من صندوق رعاية النشء والشباب.
استاد الوحدة الدولي .. حلم تلاشى
وفي 18 إبريل الماضي أكملت طائرات العدوان السعودي الأمريكي تدمير ما بدأته عناصر الضلال القاعدية التي كانت قد اعتدت على استاد الوحدة الدولي بأبين عام 2011م حيث شنت طائرات العدوان الهمجي بقصف ملعب الوحدة بمنطقة الكود أبين بعدت غارات جوية بالإضافة إلى قصف مكثف من البوارج البحرية المرابطة في خليج عدن ليتحول الملعب إلى دمار هائل تلاشت معه الأحلام التي كانت تعلق على هذا الملعب التحفة الذي كان يوصف بدرة الملاعب اليمنية والذي تم تنفيذه بتكلفة 13 مليار ريال ضمن مشاريع بطولة خليجي 20 التي أقيمت في بلادنا عام 2010م وأحتضن عدداٍ من مباريات البطولة.
وتم تشييد استاد الوحدة الدولي بأبين على مساحة مليون متر مربع ويطل على البحر العربي ويتسع لـ 20 ألف متفرج وتم ربط الملعب بشبكات ألياف ضوئية خاصة بالاتصالات والانترنت .. ويتكون الاستاد الذي نفذته أربع شركات مقاولات متخصصة على مدار 16 شهراٍ وقد أسفر القصف الوحشي عن تدمير كلي للمقصورة الرئيسية وأرضية الملعب والساعة الرئيسية وكابينات التعليق بالإضافة إلى تدمير جزئي للمدرجات وعدد من المرافق.
الصقر النموذجي يتحول إلى ركام
واستمرت حالة الجنون للعدوان الذي لم يلتزم بأدنى القيم والمبادئ حيث تمادى في غيه وتطاول في عدوانه ليصل به مستوى الحق أن يحيل مقر نادي الصقر النموذجي إلى ركام وذلك في قصف وحشي سيظل عالقاٍ بذاكرة كل أبناء اليمن عامة وتعز على وجه التحديد والذي طال منشآت النادي يوم الأحد 19 إبريل الماضي بست غارات أسفرت عن وقوع دمار كبير في النادي والذي كان يعد في طليعة الأندية النموذجية في بلادنا من حيث المنشأة الرياضية والنشاط الرياضي.
واستهدفت طائرات العدوان ملعب أبو ولد بنادي الصقر مما أدى إلى تدمير أرضية الملعب المعشبة بالنجيل الصناعي كما تم تدمير مدرجات الملعب وكذلك مقر إدارة النادي والصالة الرياضية المغلقة بالنادي التي دمرت بشكل كامل والتي تحولت إلى أنقاض كما تسبب القصف الوحشي في تضرر عدد من المنازل المجاورة للنادي وإحداث حالة من الخوف والهلع لدى النساء والأطفال نتيجة قوة الإنفجارات.
يذكر أنه تم تأهيل منشآت ملعب نادي الصقر بتكلفة تصل إلى 800 مليون ريال يمني وتم تعشيب أرضية الملعب بالنجيل الصناعي عام 2012م كما تم إنشاء المشروع الاستثماري للنادي بتمويل من مجموعة شركات هائل سعيد أنعم الراعية للنادي والتي حولته إلى نادي نموذجي تمكن من تحقيق العديد من الانجازات في مختلف الألعاب الرياضية بفضل ما تحقق له من إدارة جيدة ومنشأة رياضية نموذجية وإمكانات جيدة .. ولكن الحقد السعودي حول تلك النجاحات والمكتسبات إلى أطلال تحت الأنقاض.
العدوان يدمر (أسطورة الحبيشي)
ولم يسلم الملعب الأسطورة (الحبيشي) من حقد آل سلول كونه أقدم الأندية اليمنية على الإطلاق حيث قام طيران العدوان السعودي الغاشم بقصف الملعب ملحقا به إضراراٍ بالغة في مدرجاته وأرضيته والذي تم تشييده عام 1905م في عهد الاستعمار البريطاني تحت مسمى الملعب البلدي قبل أن يتم إطلاق التسمية الجديدة عليه عام 1968م تكريماٍ للشهيد محمد علي الحبيشي الذي استشهد في ساحات النضال الوطني من أجل التحرير وطرد المستعمر البريطاني عام 1964م ومر الملعب بمراحل متعددة من التوسعة والبناء حيث تم تشييد مدرجات الملعب والغرف الملحقة عام 1975م كما تم تعشيب أرضية الملعب بالعشب الطبيعي عام 1988م وتم صيانة الملعب وإنارته عقب تحقيق الوحدة المباركة عام 1990م.
وكان من المقرر أن يتم إعادة تأهيل ملعب الحبيشي بعدن خلال العام الجاري بعد أن تم إدراجه ضمن المرحلة الخامسة لمشروع جول والتي تشتمل تعشيب أرضية الملعب بالنجيل الصناعي بتمويل من الاتحاد الدولي لكرة القدم بتكلفة تصل إلى (600) ألف دولار على أن يتم تمويل تأهيل الغرف الملحقة ومدرجات الملعب من صندوق رعاية النشء والشباب.
الأضرار يطال وحدة صنعاء
وبدوره تعرض مقر نادي وحدة صنعاء لبعض الأضرار نتيجة العدوان الغاشم الذي استهدف منطقة فج عطان نهاية الشهر الماضي والتي طالت عدداٍ من مرافق النادي الذي تم تأهيله مؤخراٍ وتعشيب أرضية الملعب بالنجيل الصناعي وتشييد المشروع الاستثماري للنادي بتكلفة تصل إلى أكثر من نصف مليار ريال.
ملاعب متعددة طالها العدوان
ولم يتوقف العدوان على أندية المحافظات الرئيسية حيث تعرضت أندية في محافظات أخرى للاعتداء والقصف ومنها مقر نادي نصر الضالع وكذلك ملعب معاوية بلحج وملعب شباب ضحيان وملاعب أخرى في محافظات صعدة وعمرن وحجة.
إدانات واسعة
وأعقب الاعتداءات الوحشية للمنشآت الرياضية حملة إدانات واسعة لمختلف الهيئات والأطر الرياضية والشبابية وفي مقدمتها وزارة الشباب والرياضية التي اعتبرت قصف طيران العدوان السعودي الملاعب الرياضية استهدافا للبنية التحتية لأبناء اليمن وللعمل الرياضي والشبابي الذي ليس له علاقة بالعمليات العسكرية كما استنكرت الوزارة إدعاءات ناطق العدوان السعودي بتخزين الأسلحة في الملاعب والصالات الرياضية معتبرة ذلك تمهيدا لتدمير البنية التحتية للرياضة .. كما نفت الوزارة أن تكون المنشآت الرياضية والشبابية مكانا لتخزين الأسلحة وأن تلك الملاعب والصالات أنشئت لخدمة الرياضيين والشباب وأن استهدافها من أي طرف يشكل استهدافاٍ للبنية التحتية للشباب والرياضيين.
وبدورها أدانت اللجنة الأولمبية اليمنية إستهداف الملاعب والمنشآت الرياضية وقصفها بصورة وحشية مطالبة اللجنة الأولمبية الدولية بالتدخل لوضع حد لتلك الأعمال التي تتنافى مع القيم والمبادئ والقوانين الدولية والانسانية التي تلزم الأطراف المتصارعة بتحييد المنشآت الرياضية وعدم استهدافها بأي شكل من الأشكال.
كما أدانت عدد من الاتحادات والأندية الرياضية ما تتعرض له الملاعب الرياضية ومقرات الأندية في عدد من المحافظات من قصف ممنهج واعتداء غير مبرر من قبل طائرات العدوان التي لا تفرق بين منشآت خدمية أو مواقع عسكرية وعمدت على تدمير ممتلكات قطاع الشباب ومصادرة أحلامهم.
وفي الوقت الذي أبدى قطاع واسع من الوسط الرياضي استيائهم الشديد واستهجانهم لما تعرضت له المنشآت الرياضية من اعتداءات لا زال الغموض يكتنف موقف الاتحاد العام لكرة القدم الذي لم يصدر أي بيان رسمي يوضح فيه موقفه من العدوان الذي طال ملاعب كرة القدم في مختلف المحافظات والذي سيكون له انعكاساته السلبية في إقامة المسابقات الكروية في المستقبل.

قد يعجبك ايضا