“سر النجاح” برنامج تأهيلي لفتيات وعاملات دار الأمل بصنعاء

العدوان السعودي على اليمن والذي يعيش أسبوعه الخامس لم يعد يفرق بين ما هو مدني وخدمي وبين ما هو ذو صلة بالجانب العسكري والجوانب الحربية .
طائرات وصواريخ العدوان باتت خطرا دائما على اليمنيين في المدن والأرياف على حد سواء وكثيرا ما يسقط مدنيون شهداء وقتلى وهم في منازلهم كما حدث في الجريمة الأشد بشاعة في حي فج عطان السكني عندما أتى صاروخ محرم دوليا على هذا الحي وأحاله إلى أشبه محرقة حقيقية طالت البشر والحجر والشجر والحديد .

ولم يتوقف العدوان عند هذا الحد فبعد أن غير الاسم الذي أطلقه على عملياته الإجرامية من ما يسمى “بعاصفة الحزم” الى عملية “إعادة الامل” جاءت هذه الأخيرة لتزهق المزيد من أرواح اليمنيين وتخرب مرافقهم ومنشآتهم الخدمية وتنشر الذعر والخوف في أوساط المواطنين وخاصة الأطفال والنساء.
دار الأمل
وبما أن هذا العدوان الوحشي لم يعد يستثني موقعا مدنيا من عملياته الإرهابية أصبحت مواقع تاهيلية وإصلاحية تحت خطر التعرض لصواريخ الطائرات الغازية كما هو حال دار الأمل لرعاية الفتيات السجينات بصنعاء التي يوجد بها عدد كبير من الفتيات الأحداث واللاتي اصحبن يعشن كما يقول مشرفو الدار رعبا وهلعا دائما بسبب أزيز الطائرات التي تحلق في سماء العاصمة ليلا ونهارا ودوي الانفجارات الهائلة للصواريخ التي تطلقها على كل ما قد يلوح أمامها وتتخذه هدفا عسكريا لها .
وتؤكد المشرفة الميدانية المقيمة بدار الأمل لرعاية الفتيات بان مشاعر الهلع والفزع أصبحت ملازمة للنزيلات الصغيرات منذ أن بدء العدوان قبل أكثر من خمسة أسابيع وهو ما يحمل مخاطر جمة على صحتهم ونفسياتهم حاضرا ومستقبلا .
هذا الحال ينطبق كذلك على دار التوجيه الاجتماعي للبنين الذي يؤوي عشرات الأحداث من الأطفال والذين باتوا يعيشون أوضاعا اشد صعوبة .
مبادرة طيبة
وإزاء هذه الأحداث المؤسفة التي تعيشها البلاد جراء العدوان السعودي الغاشم جاءت مبادرة طيبة تبنتها المؤسسة الوطنية الخيرية لرعاية السجين وأسرته حيث أقامت مؤخرا في دار الأمل برعاية المجلس الأعلى للأمومة والطفولة وبالتعاون مع مكتب الشئون الاجتماعية والعمل بالأمانة دورة تدريبية  تحت عنوان ” سر النجاح” والتي استهدفت فئة الفتيات وهدفت إلى إكساب نزيلات الدار والعاملات فيه مهارات حول تطوير القدرات الذاتية .
ويقول فواز الوردي رئيس المؤسسة الوطنية لرعاية السجين وأسرته ل” الأسرة” بأن هذه الفعالية جاءت في ظروف استثنائية وخطيرة تعيشها اليمن في ظل العدوان بهدف إشعار هؤلاء الفتيات بإحساس المجتمع تجاه معاناتهن .
ويضيف: ان هذه الفعالية التي استمرت يومي 20-21 ابريل المنصرم ساهمت إلى حد كبير في التخفيف من شعور الصغيرات بالهلع والفزع من غارات طائرات العدوان .
ويضيف الوردي : لقد مثلت الفعالية نشاطا حيويا اكسب الفتيات الإحساس باهتمام المجتمع خفف من اثار الخوف والفزع لديهن جراء ما هو حاصل في أرجاء الوطن وان الفعالية حققت نجاحا ملموسا ترك أثرا نفسيا ايجابيا لدى الفتيات .
هدايا تشجيعية
المشاركات من نزيلات وعاملات الدار واللائي تسلمن شهادات تقديرية وهدايا تشجيعية من قبل رئيس المؤسسة فواز الوردي أكدن في أحاديث للأسرة بان هذه الفعالية قد أشعرتهم بالاهتمام المجتمعي بقضايا السجينات وأنهن مازلن في سياق المجتمع رغم ما يتعرض له الوطن من هجمات وعدوانية كما أنها ساهمت في تخفيف من حدة الهلع والفزع الذي كان يلازمهن أثناء غارات طائرات العدوان ودوي الصواريخ المتفجرة التي تطلقها الطائرات المعتدية الى جانب استفادتهن من المعارف والمعلومات التي تناولتها الدورة التدريبية وخاصة في سبيل تطوير الذات و المهارات وسبل الاندماج في المجتمع .

قد يعجبك ايضا