الأطفال والنساء.. مشاهد مؤلمة!!

صعب على الإنسان أن يروي الأحداث والقصص والجرائم التي خيمت على بلاده بهذه الطريقة الشنيعة والظالمة دماء وأشلاء تقطع ونساء تعوي ورجال تبكي على حالنا وعلى فقدان أهلهم وجيرانهم تحت الانقاض فهم كانوا آمنين في ديارهم ..هنا لابد من اللجوء إلى الله تعالى بأن ينصفنا من أعدائنا فالكثير من النساء قد تجاوزت مرحلة تربية أطفالها وحاولت السيطرة عليهم في الأدب واحترام الآخرين لكن هذه الصواريخ العدوانية على اليمن افقد تنا السيطرة على أطفالنا في تهدئتهم وعدم الخوف فالكثير من النساء يرتعبن ويخفن فيكتسب الطفل خوفهن ..
قصص شدتنا لعرض هذه المآساة التي خيمت على أجواء بلادنا فطفل يبكي ليل نهار والأخر يغمى عليه وطفل يبول لا أرادياٍ  وغيرهم من الأحداث والجرائم التي حصلت خلال فترة الحرب لهذه الفترة الوجيزة فإلى الحصيلة التالية:

لا تجد حتى الإسعافات
أم هاشم في منطقة الجراف تقول : صمدنا إلى أن خوفونا بضرب الجراف (كما شاعت عدد من الأخبار) فذهبنا إلى منزل أختي في مذبح ففي تلك الليلة بدأ الضرب من المساء حتى الصباح فكنت في بيتي أهون عليا ذلك .. وتسترسل بالقول: فشعرت بارتعاش يلازمني وخوف شديد أذا بابنتي الكبيرة تبكي وتصرخ من ألآلام بطنها وكليتها وترتعش من شدة الخوف فقام عمها بإسعافها مرة أخرى وكانت تلك الآلام نتيجة الضربات المتكررة لغارات العدوان على ما كان يسمى سابقاٍ بالفرقة الأولى مدرع فحسبي الله ونعمل وكيل فيهم ..
طريقة همجية للقصف
وأما أم أيمن هادي التي ناحت بأعلى صوتها في منطقة مذبح القريبة من فج عطان ومعسكر علي محسن سابقاٍ تقول :يعجز لساني على وصف أطفالي وهم في حالة الخوف والهلع والضجر عددهم ثمانية أطفال فحين الضرب يحلقون فوقي ومن جنبي ويصيحون سنموت وأحاول  أصيح بأعلى صوتي لا تخافوا .. لكن لا جدوى وتشير بالقول : بإن التلفاز له دور في تخويف أطفالنا من هذه الحروب خاصة وان الكهرباء تضئ ساعة فقط فيقوم الأب بمشاهدة الأخبار ويضطر الآخرون لرؤية هذه المناظر الشنيعة والمخيفة ..
يخوفوننا منتصف الليالي
أم أحمد مهد ي من منطقة شعوب تقول: أنا في منطقة خطرة جداٍ وقريبة من جبل نقم والأمن القومي فحين تحلق الطائرة تقوم هذه المناطق بالضرب المكثف بالمضادات في منتصف الليل مما يؤدي إلى فزع أطفالنا وتخويفهم من أعماق نومهم فمن شدة الخوف فجأة يتألمون بماغص في البطن وإسهال شديد وتقيئ وأيضاٍ يدخل الحمام الواحد تلو الآخر بكثرة من شدة الخوف فالله يرد كيدهم في نحرهم ..
عيشة بعز أو موت
من بداية الحرب والقصف ونحن في خوف ورجاء ودعاء هذا ما أشارت إليه أم سام الحمزي من منطقة التلفزيون وتضيف بالقول : خوف طوال النهار حتى يبدأ في الليل القصف المخيف تخاف ابنتي وتبكي طوال هذه الفترة فقررت النزوح إلى بلاد زوجي في حاشد فهناك لم نستقبل إلا بالإهانة والطرد لمشاكل أسرية فلم أستطع التحمل أكثر فرجعت حيث الخوف والقلق واخترت الموت والا لأهانه وتسترسل بالقول : بعد عودتي بأربعة أيام قاموا بالقصف بالقرب منا فهلعت ابنتي من شدة الخوف وتقول هيا نهرب. فنزحت مرة أخرى إلى بلادي همدان فاستقبلت بكرم وراحة ولكن يا فرحة ما تمت قاموا بالقصف علشان المعسكرات فرجعت في بيتي وأنا في حالة يرثى لها من تشنج وخوف وإسهال وآلام في البطن حتى شعرت بالمرض من مرضها ومن بكائها وقلقها فالله يقلق ويخيف من أخافنا وسيطر علينا بالأجواء المظلمة والمرعبة فلابد من فرج قريب بإذن الله ..
صرع بعد ولادة
أم عبد الكريم الحجاجي من منطقة النهضة التي قالت ( لي من الله أنا وأولادي ما قسم ) لم نفكر في الهروب لأن اليمن بالكامل مستهدفة فعندما أنام أشهد واهلل وأعلم بناتي ذلك .. ولكن  الذي خوفني هو ولدت أحد جارتنا في وقت ضرب الطائرة مما أدى إلى التشنج والصرع بعد ولادتها فلا حول ولا قوة الا بالله !!
استقبال حالات كثيرة
أما الطبيبة بشرى الصلاحي من المركز الطبي في ذهبان تقول : تأثير الحرب على الأطفال والنساء بشكل كبير وخاصة من 4-15 عاما ٍفكل يوم ونحن نستقبل حالات إسهال وطرش وآلام في البطن وقد تبين لي من آبائهم بأنهم لم يتناولوا أي شيء من الشارع سوى الخوف الشديد من الحرب وأكدت الطبيبة بأن حالة الخوف تؤدي إلى فتح شهية الأكل عند الأطفال وأن لها تأثيرا على بطئ النطق عند الأطفال ونوهت بالقول: يجب على الأسرة أن لا تخاف أمام أطفالها فهي العامل النفسي وأما بالنسبة للمرأة الحامل فقد فقدت بعض النساء حملهن من الخوف والضغط وبعض الحالات حاولنا تلافيها ..
وقد نصحت الصلاحي بعدم مشاهدة الأخبار المؤثرة على الأطفال من الحروب والقتل والكلام المرعب مثل الآن يضربون قتلوا اطفال ونساء وغيره من الكلام ولا يتابعون تلك الأخبار المأساوية التي تتناقلها وسائل الإعلام عن الضحايا والجرحى وما شابه ذلك .
ولسلامة الأم وجنينها ينبغي توفير أجواء آمنة لحالات الوضع بحيث تكون بعيدة عن مواطن الضرب والغارات أو المناطق المستهدفة من قبل غارات العدوان وأشارت الصلاحي إن هناك حالات خطرة تأثرت بهذه الغارات أثناء عملية الوضع نتيجة قربها من المناطق المستهدفة ومن تلك الأمراض أصابت المرأة الوالدة بالصرع ولتلافي ذلك ينبغي أن يكون الأثاث لونا أخضر ولا يصدر أي إزعاج  حتى تسترد عافيتها ..
يلازم الخوف مدى حياتهم
أمة الله عبدلي أخصائية اجتماعية تقول بأن خوف الأطفال من الحروب أنهم يلزمون هذه الذاكرة المؤلمة مدى حياتهم وخوفهم الشديد لان الأطفال لهم قدرة كبيرة في تخزين هذه الأحزان بالذات وتنوه بالقول : يجب على الأسرة قدر الإمكان  تهدئة أطفالهم بحيث يحاولون استيعاب دراستهم فيما بعد وأن لا يترك الأطفال ينامون بمفردهم ويجب على الأم أن تضم أطفالها إلى صدرها فهذا يخفف من الخوف وتختم بالقول : إن آثار الحروب والصواريخ والقنابل المحرمة دولياٍ تؤثر على نطق الأطفال ونموهم نمو .. 

قد يعجبك ايضا