الأسرة اليمنية تجابه العدوان بتدبير معيشتها المنزلية

على مدى الأسبوعيين الماضيين تمكنت أم رامي العزعزي من سكان حي الحصبة بالعاصمة صنعاء من إعداد وجبات غذائية لأسرتها بأقل تكلفة وبطريقة مبتكرة معتمدة على الخضار والحبوب المنتجة محليا.

فيما جارتها أم عبد الله الروحاني تواصل مشوار إعداد الطعام للأسرة من داخل المنزل معتمدة على قدراتها الذاتية وعدم شراء الوجبات الجاهزة التي تعودت عليها طيلة سنواتوبدأ محمد الحيافي رب أسرة لخمسة أطفال بالتعاون مع زوجته في وضع أسس جديدة لميزانية المنزل الشهرية تقوم على الاقتصاد وترك التنزه في المولات والمطاعم وشراء الأشياء غير الضرورية أما عبد الله هاشم فقد وضع خطة مع أولاده لتوفير مصروفهم اليومي وعدم انجرارهم لشراء كلما لذ وطاب من الحلويات ومستلزمات الألعابويحكي يحيى المدار أنه بدأ في تقليل شراء القات والسجائر بنسبة 30% وينوي الإقلاع عنها تماما في القريب العاجل.
تلك محمل حكايات للتدبير المنزلي للأسر اليمنية تطبقه في ظروف العدوان الغاشم على بلادهم وتؤمن بأهمية استمرارها فيها لمجابهة هجمة شرسة تستهدف أمنها الغذائي واقتصادها الكلي  من قبل العدوان السعودي الأمريكي الغاشم فمع التفاصيل:
تصر الأسر اليمنية على مواجهة العدوان السعودي الغاشم والحصار الاقتصادي لليمن كل بطريقتها وكل هدفها  أن تضمن استمرار حياتها الطبيعية  بأقل قدر ممكن من قدراتها الاقتصادية المتاحة ’ويؤكد الخبير الاقتصادي  الدكتور محمد القاهري أن ضمان عدم تأثر الحياة المعيشية بالحصار الاقتصادي سيظل هدف كل أسرة يمنية في الوقت الراهن ليس في العاصمة وحدها بل وكل مناطق اليمن جراء هذه الاعتداءات الغاشمة ويؤكد أن الأسر اليمنية تعي ضرورة وضع خطط على المستوى الفردي لمواجهة الآثار السلبية للعدوان السعودي الأمريكي الغاشم على بلادنا خصوصا وان العدوان تمادى ووصل إلى تدمير مقدرات بلادنا الاقتصادية ومصانعه وصوامع الغلال وقاطرات نقل المواد الغذائية مع فرض حصار بحري على موانئنا وتعتدي علينا صباح مساء بعداوة قل نظيرها ولهذا فالمطلوب من الأسر اليمنية أن تثبت إرادتها  الصلبة وتقاوم بطريقة تضمن لها البقاء شامخة وأول ذلك الشموخ هو استمرار إدارة اقتصادها المنزلي بكفاءة واقتدار .
يؤكد أرباب الأسر اليمنية أن الوقت قد حان لمواجهة العدوان الغاشم من داخل المنزل باتخاذ إجراءات اقتصادية تقي شر تلك الاعتداءات وعدم الاستسلام للأعداء الذين يهدفون لتجويع وحصار الشعب اليمني ويقول المواطن عبد الله السلامي إنه يستشعر هذه المسألة بقوة ولهذا بدأ في اتخاذ تدابير تجعله يصمد في وجه هذا العدوان الغاشم بدأ من منزله وأسرته ويضيف إن مصروفاته أصبحت الاِن وفقا لاحتياجاته فقط ويقوم هو وزوجته بالتعاون في تدبير معيشة المنزل بتكاليف اقل مما كانت عليه سابقا نظرا للظروف الحالية وهذا في رأيه سيمكن الأسرة من الصمود وعدم الانهيار في هذا الوقت العصيب.
أكلات
وفقا لحسابات ميزانية الأسرة اليمنية الصادرة رسميا عن الجهاز المركزي للإحصاء ينفق اليمنيون حوالي 50% من دخلهم على الغذاء وتقع نفقات الخبز على سلم هذه النفقات خصوصا تلك المشتراه من المخابز والأفران وهو امر فطنت له الأسر في الوقت الراهن وتشير ام رامي إلى أنها لم تعد بحاجة لشراء الخبز من السوق إذ بدأت في إعداده في المنزل حيث تمتلك كل المقومات لإعداده وهو ما جعل نفقاتها تنخفض بحوالي 30% مما كان يكلفها شراؤه من السوق بحد يومي 700 ريال .
الوجبات السريعة
لاداعي للوجبات المشتراه من الخارج حيث يجب تقليلها لأقل مستوى في هذه الظروف كهذا قال سامي هارون من سكان حي النهضة بصنعاء مشيرا إلى انه يشتري بما يعادل 20 الف ريال شهريا وجبات من السوق فيما وجد اليوم انه يمكن توفير 40% منها إن تم إعداد تلك الوجبات في المنزل ويضيف باتت الزوجة مقتنعة الآن بأهمية التدبير المنزلي في هذه الظروف ونحن نشعر أننا فعلا نقاوم وهذا يشعرنا بالسعادة.
المستلزمات غير الضرورية
هناك الكثير من المستلزمات غير الضرورية باتت غير مهمة للأسر اليمنية الآن ويفضل عدم اقتنائها كما يقول خبراء اقتصاد في ظل هذه الظروف ويشير الحاج محسن الشرفي إلى أن الأيام هي من تمنح الناس الخبرة والدراية لتدبير معيشتهم ويضيف هذه الأيام فيها الكثير من المواعظ والحكم بأن يقتصد الإنسان في حياته ليواجه المصاعب التي تمر عليه مذكرا الجميع بهدف اسمى وهو الاقتصاد في المعيشة لمواجهة العدوان الذي لايمكن لأحد التكهن بالمدة التي سيستمر فيها ويقول “التدبير نصف المعيشة” وأولى خطوات التدبير في نظره الابتعاد عن شراء حاجيات ومستلزمات ليست مهمة ولا داعي لها في هذا الوقت الحرج كالإليكترونيات والمفروشات والملابس والأثاث.
نصائح
هناك نصيحة واحدة تجعل التدبير المنزلي ناجحا في ظل ظروف كهذه التي نعيشها حاليا يؤكد عليها علماؤنا الأجلاء وتكمن في الصبر والثقة بالله في كل الأحوال وعلى الأسر أن تصبر وتوكل أمرها إلى الله وان تحتسب معاناتها عنده كما يجب عدم نسيان الفقراء والأيتام .

قد يعجبك ايضا