■أدعو الجميع لتجاوز منغصات المرحلة من أجل الغد المشرق لليمن
من أقبح سوءات العالم السكوت على جرائم الحرب
أكد مقرر عام مجلس شورى اتحاد القوى الشعبية وأستاذ البلاغة والنقد بجامعة ذمار الدكتور أحمد صالح النهمي أن أبرز ما حققته دول العاصفة وعلى رأسها المملكة السعودية هو الحصول على ترتيب متقدم في قائمة الدول الأكثر إجراما وعدوانية بمجازرها الوحشية .. وفقدانها للنفوذ السياسي في اليمن ..
ودعا في هذا الحوار الذي أجرته معه (الثورة) القوى السياسية إلى مراجعة مواقفها السابقة التي أودت بالوطن إلى هذا المستنقع الدموي الخطير .. وإلى “أن يتخطوا العقبات إلى واقع جديد تغلب فيه المصلحة الوطنية ويتنازل فيه الجميع للصالح الوطني وأن يشكل هذا المنزلق الذي وصلنا إليه دافعا حقيقيا لليمنيين لصناعة الغد المشرق الذي يليق بهم وبحضارتهم الضاربة في الأعماق”..
* بصورة مفاجئة أعلنت السعودية وقف العدوان وقبل هذا أعلن قرار بدايته, ما قراءتكم لذلك¿
– في الأنظمة التسلطية التي تغيب فيها المؤسسة التشريعية المعبرة عن إرادة الأمة ومصالحها تخضع فيها القرارات مهما كانت درجة أهميتها كقرار إعلان الحرب لنزعات عصبوية شللية في مراكز نفوذ الحكم تتحكم غالبا في تحريك بوصلتها القوى الخارجية المهيمنة وهذا ما حصل في قرار إعلان الحرب السعودية على اليمن فقد أعلنت المملكة الحرب من أمريكا عبر سفيرها عادل الجبير وقد كان قرارا خاطئا يفتقد إلى الشرعية على كل المستويات المحلية والإقليمية والدولية ولا شك أن المملكة ستعاني الكثير من السلبية بسبب تبعات هذا القرار.. أما قرار وقف الحرب فقد جاء بعد ساعات من تصريح مساعد وزير الخارجية الإيراني عبد اللهيان الذي توقع فيه بتوقف الحرب العدوانية على اليمن وهو ما حصل بالفعل وهذا مؤشر واضح على أن ثمة جهودا دبلوماسية دولية عديدة سعت إلى إيقاف الحرب لا سيما وأنها ما زالت تشن من طرف واحد وقبل أن ينفذ الطرف الثاني الرد على العدوان فيصبح إيقافها من الصعوبة بمكان.
* رأيك ما الذي حققته ما يسمى بـ(عاصفة الحزم) في غاراتها العدوانية المتواصلة على اليمن¿
– كان عدوان التحالف قد لخص أهدافه من شن هذه الحرب في نقاط أساسية أهمها عودة الرئيس المنتهية صلاحيته هادي إلى العاصمة صنعاء أو عدن وانسحاب المليشيات الحوثية من العاصمة وبقية المدن وتسليم أسلحتها والتوجه إلى الرياض لإجراء الحوار برعايتها لم يتحقق لها شيء من هذه الأهداف وبالعكس لقد توسعت القوات المسلحة بمساندة اللجان الشعبية في مساحات جغرافية ومحافظات لم تكن متواجدة عليها قبل تنفيذ عاصفة الحزم غاراتها .. ولعل أبرز ما حققته دول العاصفة وعلى رأسها المملكة السعودية هو الحصول على ترتيب متقدم في قائمة الدول الأكثر إجراما وعدوانية بمجازرها الوحشية التي استهدفت المدنيين من الأطفال والنساء بقصفها المساكن والمصانع ومخيمات النازحين والتجمعات السكانية في أغلب المدن اليمنية ماذا يمكن أن تحصد المملكة بعد هذه الجرائم سوى المزيد من مشاعر الكراهية في أوساط اليمنيين وسيتلاشى بالتأكيد نفوذها السياسي في القرارات اليمنية .
* على ماذا يدل استمرار الحصار وقصف بعض المدن اليمنية رغم إعلانهم وقف الغارات الجوية¿
– هذا تناقض يعبر عن روح الهزيمة التي منيت بها دول تحالف العدوان في تحقيق أهدافها المعلنة التي ذكرناها في سياق السؤال السابق وهي تعكس من ناحية أخرى عدم جدية هذه الدول في إيقاف الحرب ورغبتها في استمرار الاحتراب الداخلي والتدخل الخارجي .
* لماذا يتخاذل العالم عن إدانة وشجب العدوان بالقنابل المحرمة واستهداف كل شيء ينبض بالحياة¿
– لا بد من الإشارة إلى أن موقف بعض الدول والأنظمة السياسية جاء مناهضا للعدوان وأن كثيرا من أحرار العالم وشرفاء الإنسانية قد خرجوا في مظاهرات منددة بالعدوان على اليمن في الوقت الذي كان بعض أبناء جلدتنا يؤيدونه بصورة تثير الشفقة والاشمئزاز في الوقت نفسه وربما قد يفسر البعض هذا التخاذل بالقصور الإعلامي في تغطية أحداث الحرب اليومية نتيجة لضعف أداء القنوات المحلية اليمنية وغياب القنوات العالمية التي تنقل الأحداث إلى كثير من مشاهدي العالم وقد يفسرها آخرون بانشقاق الجبهة الداخلية اليمنية وخروج بعض الأصوات اليمنية التي تبرر العدوان وتغطي جرائمه وتنفي عنه هذه التهم وهذان أمران حاصلان بيد أن الأمر الأكثر تأثيرا هو تأثير المال السعودي المتدفق كرشاوى هنا وهناك وفاعليته في إخراس كثير من الأصوات والمواقف وترجيح كفة ميزان الباطل على الحق والانتصار للجلاد على الضحية وتشويه صورة الحقائق وهذه للأسف من أقبح سوءات العالم اليوم.
* ما هي كلمتك للقوى السياسية ولأبناء الوطن بشكل عام في ظل الوضع الراهن¿
أتمنى أن يصحو الجميع من الغفلة وأن يجروا مراجعات حقيقية لمواقفهم السابقة التي أودت بالوطن إلى هذا المستنقع الدموي الخطير وعلينا قبل أن نحمل الخارج وتدخلاته بالعدوان وما قبل العدوان مسؤولية ما وصلنا إليه أن نحمل أنفسنا المسؤولية الأولى فلولا التفكك الداخلي والاستبداد بالسلطة والارتهان لقرارات الخارج والتنصل عن الاتفاقيات التي تمت الموافقة عليها من القوى الوطنية والفهلوة السياسية التي شهدناها في الفترة السابقة وغير ذلك من الأخطاء والمناكفات التي قادتنا إلى هكذا واقع ما كان للتدخل الخارجي أن يحصل وأتمنى من الجميع أن يتجاوزوا هذه المرحلة بكل منغصاتها وأن يتخطوا العقبات إلى واقع جديد تغلب فيه المصلحة الوطنية ويتنازل فيه الجميع للصالح الوطني وأن يشكل هذا المنزلق الذي وصلنا إليه دافعا حقيقيا لليمنيين لصناعة الغد المشرق الذي يليق بهم وبحضارتهم الضاربة في الأعماق .