الأطفال أبرز ضحايا العدوان السعودي على اليمن

في معمعة الحروب والصراعات يجد الاطفال انفسهم مجبرين على دفع اثمان باهظة لتلك الحروب فالحيرة والرعب والفزع الدائم الذي يعيشه أطفال اليمن حاليا ليست سوى تأثيرات اولية على نفسيات الصغار جراء العدوان والغارات الجوية المتواصلة منذ اسابيع ويؤكد المختصون النفسيون بأن هذه السلوكيات قد تتطور مستقبلا إلى حالات نفسية قد تلازم الاطفال مدة طويلة من الزمن والتي قد تلقي بظلالها القاتمة على حياتهم الحالية والقادمة والتي قد تنعكس سلبا على مستوى علاقات الجوار القائمة بين اليمن والسعودية جراء ما يترتب عن هذا العدوان من تنامي مسببات الاحقاد والكراهية واتساع رقعة الثارات مستقبلا .

وقال ممثل اليونيسف في اليمن جوليين هارنيس في تصريحاته ان الاطفال يدفعون ثمنا باهظاٍ للنزاع في اليمن فهم يقتلون ويشوهون ويجبرون على الفرار من منازلهم كما اصبحت صحتهم مهددة ومسيرتهم التعليمية متعطلة ودعا الى ضرورة احترام وحماية الاطفال بما يتوافق مع القانون الانساني الدولي واشارت اليونسيف الى ان اعداد الاطفال الذين قتلوا اعلى بكثير خاصة مع ارتفاع حدة النزاع خلال الاسابيع الماضية ”
وقالت منظمة الامم المتحدة للطفولة ان الصراع في اليمن يقود البلاد الفقيرة صوب كارثة انسانية كنزوح الكثير من الاسر وتعرض الآلاف الى تهديد المرض وسوء التغذية.
إدانات
وتظل فئة الاطفال والنساء الفئة الاجتماعية الاكثر تاثراٍ من اجواء الحرب ومشاهدها الماساوية وصورها الدامية التي يكون لها اثار نفسية كبيرة في حاضر الاطفال ومستقبلهم ويقول احمد القرشي رئيس منظمة سياج لمناهضة حقوق الاطفال بان دور المنظمات في اليمن ما يزال قاصرا وخاصة في مثل هذه الظروف التي يستهدف فيها الاطفال فإضافة الى ما يعانيه اطفال اليمن جاءت هذه الظروف لتقضي على ما تبقى من الاطفال وحقوقهم ولا بد من الوقف الفوري لهذا العدوان الذي يقضى في معظم ضرباته على الاطفال العزل .
تأثيرات مباشرة
 غارات الطائرات تشكل حالة كبيرة من الخوف والهلع في اواسط السكان من المدنيين وتحديداٍ في اواسط الصغار ممن يجدون انفسهم مع اهاليهم تحت رحمة هذه الطائرات والتي تمارس عدوانها بشكل رئيسي في الليل وتتزايد وتيرة هذه الغارات مع مرور ساعات الليل مما يتسبب في حدوث حالة من الاضطراب في النوم ويؤكد المختصون بأن التأثيرات المباشرة لانفجارات صواريخ الطائرات وكذلك اصوات المضادات الارضية تعرض الاطفال لكوابيس ليلية تصاحبهم في منامهم وهي الحالة التي قد تلازمهم مدى الحياة وتظل عالقة في اذهانهم حتى في مستقبلهم وتلازمهم حتى مراحل متقدمة من اعمارهم بل وتنعكس تلك الحالة غير الطبيعية في ممارساتهم الحياتية وسلوكهم اليومي بما في ذلك قد ينجم سلوك عدواني وانتقامي تجاه مجتمعهم وتجاه الاخرين وخاصة تجاه من ينتمون الى جنسيات تلك الدول المعتدية وتنامي مشاعر الكره والبغضاء ازاء كل من شارك وساهم في هذا العدوان..
مشاكل نفسية خطيرة
ويقول مختصو علم النفس بأن على الابوين ان  يحرصا على عدم ايجاد أي مشاعر بالبغضاء والكراهية في نفسية صغارهم تجاه الغير وبالتالي تكبر ويكبر معها ذلك العداء الذي قد يتحول الى حالة دائمة يؤثر على حياتهما في المستقبل .
ويؤكد المختصون  :قد لا يدرك الأهل والمجتمع هذا الأثر في وقته ولكنه بمرور الزمن تتفاقم حالة الطفل ويتحول المشهد المرعب والمفزع الذي رآه قبل سنوات في غمرة الحرب إلى آفة نفسية لا يستطيع البرء منها إلا بعد علاج قد يطول زمنه.
وتقول عبير الصنعاني اخصائية علم النفس في مستشفى 48  إن أخطر آثار الحروب هو ما يظهر لاحقاٍ من مشاكل وعقد نفسية لدى أجيال كاملة من الأطفال يتوقف مدى خطورتها على مدى استيعاب الأهل وكيفية مساعدة الطفل على تجاوز المشاهد التي مرت به حيث تْعتبر الصدمات التي يتعرض لها الطفل بفعل الإنسان أقسى مما قد يتعرض له من جراء الكوارث الطبيعية وأكثر رسوخاٍ بالذاكرة ويزداد الأمر صعوبة إذا تكررت هذه الصدمات لتتراكم في فترات متقاربة. وتْعيق الكشف عن هذه الحالات لدى الأطفال صعوبة تعبيرهم عن شعورهم أو الحالة النفسية التي يمرون بها بينما يختزلها العقل  ما يؤدي إلى مشاكل نفسية عميقة  خاصة إذا لم يتمكن الأهل أو البيئة المحيطة بهم من احتواء هذه الحالات ومساعدة الطفل على تجاوزها .
ومن الآثار النفسية على المدى القريب للاطفال ما حدده مختصو علم النفس ويتمثل في :سوء التغذية الأمراض المتعددة التشرد اليتم الإرغام على ارتكاب أعمال العنف أو الاعتداءات الجنسية الاضطراب في التربية والتعليم.
ويضيف المختصون: إن الحرب وما يصاحبها من مصائب ونكبات يكون أثرها النفسي أكبر بكثير على الأطفال ويرجع ذلك لعدم اكتمال نضج الأطفال نفسيٍا واجتماعيٍا ومعرفيٍا ووجدانيٍا هذا يترك الباب مفتوحٍا لكل الاحتمالات خاصة عن زلزلة قناعاتهم وتهدمها وتكون اتجاهات العدوان والانتقام وعدم ثقتهم بأي شيء حتى في أنفسهم وقد يقعون ضحيةٍ للخوف الشديد والكوابيس التي قد تحتوي صورٍا مما عاشوه من اقتحامات عنيفة لبيوتهم ورؤيتهم لآبائهم يموتون حيث ان ما يشهده الاطفال في اليمن  من ظروف مروعة سوف تترك صورٍا لا تنسى قد تؤثر على صحتهم النفسية وتتسبب في أزمات يصعب علاجها وقد تتحول إلى أزمات نفسية مزمنة.
خسائر فادحة
العدوان السعودي على اليمن استهدف كل شيء ينبض بالحياة في اليمن غير أن الأطفال كانوا في صدارة قائمة الضحايا إذ سقط منهم بحسب وزارة الصحة العامة والسكان 134 طفلاٍ شهيداٍ جراء غارات طيران العدوان كما أصيب منهم 401 ولا يزال العدو مرشحا للارتفاع خاصة مع استمرار الغارات الجوية والغارات التي تجمعات سكنية ومرافق تعليمي.

أطفال الحروب

يصنف علماء النفس بصفة خاصة: الصدمة النفسية التي تتركها الحروب لدى الأطفال في باب الآثار المدمرة وهي مما جعل الخبراء المختصين يقومون بالدراسات المستفيضة وتحليلها للوصول إلى نتائج تساعد على بذل كل الجهود والعمل على مراعاة الأطفال في زمن الحروب وإيوائهم وتأهيلهم وإبعادهم قدر الإمكان عن الآثار النفسية والمعنوية التي يمكن أن تلحق.
وتْعرض الحرب الأطفال لجملة واسعة من المخاطر- بعضها يصعب تصوره. ومن بين أبرز المخاطر هناك أخطار اليتم والموت والإصابة بالجروح والنزوح والانفصال عن الأسرة. كما أن فقدان فرص الحصول على الرعاية الصحية عامل آخر من شأنه أن يعرض الأطفال لأعظم المخاطر لكونه قد يؤدي إلى الموت أو يترك آثاراٍ طويلة المدى بعد الإصابة بجرح بسيط أو مرض لم يتم علاجه أو تعذرت مداواته.
تؤكد الدكتورة ” نعمة البدراوي ” أخصائية الطب النفسي: (( تعتبر الصدمات التي يتعرض لها الطفل بفعل الإنسان أقسى مما قد يتعرض له من جراء الكوارث الطبيعية وأكثر رسوخاٍ بالذاكرة ويزداد الأمر صعوبة إذا تكررت هذه الصدمات لتتراكم في فترات متقاربة… وتعيق الكشف عن هذه الحالات لدى الأطفال صعوبة تعبيرهم عن شعورهم أو الحالة النفسية التي يمرون بها بينما يختزلها العقل وتؤدي إلى مشاكل نفسية عميقة خاصة إذا لم يتمكن الأهل أو البيئة المحيطة بهم من احتواء هذه الحالات ومساعدة الطفل على تجاوزها )).
ومن أهم الحالات التي يتعرض لها الأطفال خلال الحروب:
ـ سوء التغذية في المناطق الفقيرة
ـ المرض
ـ التشرد
ـ اليتم والفواجع
ـ المشاهد العنيفة
ـ الإرغام على ارتكاب أعمال عنف
ـ الاضطراب في التربية والتعليم
الحرب والصدمة النفسية لدى الأطفال
وقد تصاحب هذه الحالات نوع من الفوبيا المزمنة من الأحداث أو الأشخاص أو الأشياء التي ترافق وجودها مع وقوع الحدث مثل الجنود صفارات الإنذار الأصوات المرتفعة الطائرات.. وفي بعض الأحيان يعبر الطفل عن خوفه بالبكاء أو العنف أو الغضب والصراخ أو الانزواء في حالة من الاكتئاب الشديد.
إلى جانب الأعراض المرضية مثل الصداع المغص صعوبة في التنفس التقيؤ التبول اللاإرادي انعدام الشهية للطعام قلة النوم الكوابيس آلام وهمية في حال مشاهدته لأشخاص يتألمون أو يتعرضون للتعذيب وفي حال مشاهدة الطفل لحالات وفاة مروعة لأشخاص مقربين منه أو جثث مشوهة أو حالة عجز لدى مصادر القوة بالنسبة له مثل الأب و الأم يصاب عندها بصدمة عصبية قد تؤثر على قدراته العقلية.
وغالباٍ ما تظهر هذه المشاعر التي يختزنها الطفل أثناء اللعب أو الرسم فنلاحظ أنه يرسم مشاهد من الحرب كأشخاص يتقاتلون أو يتعرضون للموت والإصابات وأدوات عنيفة أو طائرات مقاتلة وقنابل ومنازل تحترق أو مخيمات ويميلون إلى اللعب بالمسدسات واقتناء السيارات والطائرات الحربية.
حيث يجدون في العاب العنف هذه خير ملاذ للتعبير الحي عن انعكاسات تلك المظاهر وقد وجدت الدراسات الاجتماعية تبرير نستخدم عادة كلمة (صدمة) للتعبير عن التأثر النفسي الشديد ولكن المفتاح لتعريف هذه الحالة والمعروفة بـ “trauma” بشكل مبسط هو حالة من الضغط النفسي تتجاوز قدرة الإنسان على التحمل والعودة إلى حالة التوازن الدائم بعدها دون آثار مترسبة.

قد يعجبك ايضا