وبلادنا تعيش هذه الأيام أصعب أيامها على مر الزمن بفعل العدوان الوحشي البربري الهمجي الذي تقوده الجارة السعودية وحلفاؤها في بادرة خطيرة لم يشهد لها تاريخ الإنسانية مثيلا ..
هذا العدوان الغاشم الذي ظهرت معه مقدار كمية الحقد والغل الذي يسيطر على قلوب وعقول قادة الدول المشاركة فيه تجاه شعب اليمن ..شعب الحضارة ..شعب العزة والكرامة الذي يرفض الركوع ..ولا يرضى بالذل والهوان ..ولا يقبل بأن تدار شؤونه من قبل أعدائه ..ولنا في مراجعة التاريخ اكبر عبرة وعظة عندما تحولت جبال وسهول اليمن ووديانها الى مقابر جماعية لكل من سولت له نفسه ان يغزوا أراضي اليمن السعيد ..أو أن يجعل إذلال شعبها وتركيعه هدفا لهم ولمخططاتهم ..
عدوان وحشي بربري استهدف ويستهدف تدمير كل ما يمتلكه شعب الإيمان والحكمة من بنية تحتية في شتى مجالات الحياة ..وعلى عكس قواعد الحروب التي تعرفها شعوب العالم بأن هناك خطوطا حمراء على بعض المنشآت الخاصة والعامة من الاستهداف العسكري ومن ضمنها المستشفيات والملاعب الرياضية ..
والتي صارت هدفا استراتيجيا لغارات العدوان ..وأصبح تدميرها وتخريبها من علامات النصر وتحقيق المكاسب الحربية ..وأصبحت الحياة اليمنية شبه معطلة كليا ..وصارت مشاهد القتل والدمار واستباحة الدماء البريئة لابناء اليمن مادة يومية لكل وسائل الاعلام يتأثر بها كل وطني غيور على وطنه كغيرته على عرضه وارضه ..
الا انه ومع شدة الايام وصعوبتها التي اكتوى بنار جحيمها كل ابناء الوطن اليمني الكبير على امتداد مساحته الجغرافية تظل هناك العديد من بوارق الامل التي يسطرها شباب اليمن ليثبتوا للعالم ان الحياة مستمرة وستستمر رغما عن انف كل معتد وخائن ..
ومن هذه المشاهد ما تعيشه ذمار من حراك شبابي ورياضي لم يسبق له مثيل ..يقدم من خلاله شباب ذمار ابلغ الدروس والعبر في كيفية اخضاع الظروف المحيطة مهما كان شكلها أو نوعها لإرادة وعزيمة شباب لاتقف أمام طموحاتهم الجبال ..ولا تثنيهم عن الوصول لمبتغاهم الصعاب والحروب ..
نعم ..نتحدى العالم وعلى الرغم من ادراج ذمار وبنيتها التحتية في قائمة العدوان السافر إلا أن شباب ذمار وكل الجهات الرسمية والاهلية فيها يرفعون شعارا واحدا عنوانه التحدي ..ورفض العدوان ..وانه مهما وصلت جرائم واعتداءات من نسميهم اشقاء وجيران الى اقصى درجات الحقارة والوحشية فإنها لن تمنع الشباب من ممارسة حياتهم الطبيعية وهواياتهم اليومية عبر الرياضة بشتى العابها وبطولاتها ..هذا الاهتمام الذي يعكس روح التحدي لدى قيادات المحافظة سواء الرسمية أو في مكتب الشباب بالمحافظة وفروعه بالمديريات ..
ولم يكتف شباب ورياضيو ذمار بممارسة حياتهم اليومية ..فقد شهدت الايام الماضية مشاركات واسعة وغير مسبوقة في كل فعاليات التنديد والاستنكار للعدوان السافر مع اعلان الرفض القاطع له الامر الذي اجتمع عليه كل شباب المحافظة على اختلاف الوانهم الرياضية وانتماءاتهم الحزبية ..مغلبين حزب الوطن على كل الاحزاب ..ليرسموا معا اجمل لوحات التلاحم الشعبية الفريدة التي لم تظهر في غيرها من المدن والمحافظات ..قائلين بصوت واحد : بالروح بالدم نفديك يا يمن ..