■ يهدف أعداء الأمة إلى استنزاف وتمزيق السعودية بعد اليمن
هل يدرك قادة الدول المعتدية ما يقومون به من عمل¿ أم أنهم قد فقدوا العقل والفكر العميق والإدراك لأبعاد عملهم العدواني على بلد جار شقيق لم يأتهم منه إلا الخير¿ كانت تلك تساؤلات الأستاذ الدكتور عبد الكريم زبيبة نائب رئيس جامعة ذمار للدراسات العليا والبحث العلمي ونقيب أعضاء هيئة التدريس بجامعة ذمار, في رده على أسئلة صحيفة (الثورة) في هذا الحوار .. ولفت إلى أن مجلس الأمن الدولي لا ينظر بعين الإنسانية والحقيقة والإنصاف, وإنما يمثل مصالح الدول الغربية الطامعة في المنطقة على رأسها أمريكا ومن خلفها إسرائيل وحلفائهما, المهيمنون على قرار مجلس الأمن ومنظمة الأمم المتحدة وتاريخ المنظمة والمجلس حافل لمن يريد التأمل والعلم..
* نبدأ من قراءتكم للعدوان على اليمن بعد أربع سنوات من الحروب الأهلية¿
– أن العدوان غير المبرر في هذه الظروف الاستثنائية التي يمر بها بلدنا الحبيب ومن دولة جاره يجمعنا بها العروبة والدين والجغرافيا والتاريخ والمصلحة المشتركة يقف الإنسان حائرا ويتساءل: هل يدرك هؤلاء ما يقومون به من عمل¿ أم أنهم قد فقدوا العقل والفكر العميق والإدراك لأبعاد عملهم العدواني على بلد جار شقيق لم يأتهم منه إلا الخير¿ برغم إدراك شعبه مقدار ما صدروه له من مشاكل وصعوبات عبر تجنيد المرتزقة والانتهازيين والإرهابيين لتخريبه, وهو يبحث عن النهوض لمصلحته ومصلحتهم ومستقبل المنطقة. ولكن وللأسف الشديد فان ضيق الأفق وعدم التفكير الاستراتيجي وعدم إدراك للمصلحة الحقيقية لشعوبهم وأمتهم يجعل هؤلاء يعتقدون كما أوهمهم الغرب الطامع في ثرواتهم ومقدراتهم أن وجود يمن يحكمها الفاشلون يصب في مصلحتهم فأغروهم بالعدوان والتآمر على بلد جار وشقيق لا يضمر لهم إلا الخير . إن هذا الاعتداء العسكري ضد الشعب اليمني يهدف للهيمنة على القرار السيادي الوطني وتسليم اليمن لمجموعة الفاسدين الانتهازيين الأنانيين الخاضعين الخانعين للإملاءات والتوجيهات غير الوطنية ولكننا نقول لهم يا أخواننا وجيراننا أن المستفيد الأول والأخير من عدوانكم على اليمن هي الحركات الإرهابية والمشروع الغربي في المنطقة وأنكم أول المتضررين من هذا العدوان البربري غير المبرر لأن حجم التآمر يشملكم ولكن في حلقتها التالية القادمة..
* التاريخ مليء بالدروس والعبر من الاستعمار..فهل يدرك المعتدون ذلك ونتائجه¿
– إن في التاريخ لمن يريد العبرة الكثير اليمن ليس كما يتوهمه مجموعة المرتزقة والفاسدون من الذين مكنوا الغرب من تحقيق أطماعهم في الاستحواذ على ثروات ومقدرات الأمة.. فليست مقولة (مقبرة الغزاة) خرافة فقد عجزت إمبراطوريات ودول كانت أشد قوة وأكثر ثروة من احتلال اليمن.. ولكن الغرب عادوا اليوم عبر حكام المنطقة للاستعمار.. بعد أن هزموا ودحروا في الماضي , وذلك عبر ضرب أبناء الأمة بعضها ببعض, وتحت عناوين دينية مذهبية مناطقية .. لكي يتمكنوا من التقسيم من جديد, وبطريقة غير مباشرة, عبر مجموعة الجهلة أو المرتزقة من الذين لا ينظرون إلا إلى مصالحهم الضيقة .. بسبب جهلهم لمصالحهم ومصالح شعوبهم. ولكن التاريخ الذي لا يقرأه هؤلاء لأ خذ العبرة .. سيكون سببا في استنزاف ثرواتهم و ضياع ملكهم فاليمني واليمنيون من أكثر أهل الأرض قدرة على التحمل أثناء المحن والشدائد ويضاف إليهم أنهم أصحاب قوة وشكيمة في القتال ولا يقبلون بأي إذلال لهم من أي احد والتاريخ يشهد وجبالهم, حتى بيئتهم خلقت فيهم ذلك.
– المعتدون يحاولون تبرير عدوانهم أنه من أجل مصلحة اليمن والأمة .. ما تعليقكم¿
علينا أن لا نخدع أن هذا العدوان لمصلحة الشعب اليمني وشعوب الدول المعتدية وحماية الدين بحجة أن الشرعية الدستورية طلبت منهم التدخل لمصلحة اليمن فأي شرعية يمتلك هؤلاء الذين خربوا بلدهم ونهبوا وسرقوا ثرواته وتآمروا على جعل اليمن ضعيفاٍ منتهك السيادة لصالح الدول الطامعة في بلدهم و بلدان المنطقة .. ولو تأملنا قليلا ويسأل كل منا نفسه: لو كانت لهؤلاء شرعية أو قبول شعبيا ما هربوا وتخلا عنهم شعبهم¿ كذلك أكثر من عشرين يوماٍ من القصف والأموال والسلاح تدفع لهم وللمرتزقة وللإرهابيين لماذا لم يعودوا أو ينتفض الشعب معهم¿ على شعوب المنطقة أن تدرك أن من يعتدى عليهم ليسوا الحوثيين أو أتباع صالح كما يروج الإعلام وإنما يتم إبادة أطفال ونساء ورجال اليمن .. وهنا استغلها فرصة وادعوا شعوب المنطقة والعالم إلى رفض العدوان, والدعوة لمساندة الحوار بين أبناء اليمن للخروج من الأزمة, بحل يخدم اليمن واليمنيين, وهذا سينعكس على الجميع وعلى الأمة التي سيزيدها قوة ومنعة ورخاء إن شاء الله.
* إذاٍ العدوان على اليمن في مصلحة من يصب¿
– يجب على الجميع عدم تصديق ضعفاء النفوس الذين فقدوا مصالحهم في اليمن وكانوا سببا في ضعفه ويحاولون التبرير للعدوان تحت مسميات ضيقة مذهبية ومناطقية .. لا تخدم الأمة وإنما تخدم الأعداء وتساهم في إيجاد الأحقاد والكراهية وتمزق النسيج الاجتماعي وتفكك اليمن لمصلحة أعداؤها من الدول الطامعة في ثرواتها وثروات الدول المعتدية –الخليج- ومقدرات الأمة بشكل عام. وهنا ننصح الجميع في الداخل والخارج بأن عليهم التفكير العميق وعدم الانخداع فاليمن هو المستهدف أرضا وإنسانا والوقوف مع الشعب والجيش في هذه الظروف واجب وطني وإسلامي وإنساني..
* هل يدرك قادة الدول المعتدية الأخطار المحدقة بهم وبالمنطقة جراء عدوانهم¿
– لو يفكر قادة الدول المشاركة في العدوان وعلى رئسهم آل سعود ويعيدون التفكير مرارا وبشكل عميق واستراتيجي سيكتشفون أنهم على خطأ باتخاذهم قرار الحرب وأنه سينعكس عليهم وعلى بلدانهم .. وعلى أخوتنا شعوب منطقة الخليج والأمة العربية والإسلامية التفكير متى كان حكامهم يعملون لمصلحة شعوبهم حتى تساندوهم في عدوان سافر على إخوة لكم في الدين والعروبة ويجب أن يكون لهم موقف وأن لا يظلل عليهم الإعلام الكاذب المزيف للواقع اقرأوا التاريخ مصلحتكم في وجود يمن قوي يساندكم ويتبنى مصالحكم.
* تقييمكم لقرار مجلس الأمن الأخير¿
– أن مجلس الأمن الدولي لا ينظر بعين الإنسانية والحقيقة والإنصاف, وإنما يمثل مصالح الدول الكبرى الطامعة في المنطقة على رأسها أمريكا وإسرائيل وحلفائهما, الذين يهيمنا على قرار مجلس الأمن ومنظمة الأمم المتحدة وتاريخ المنظمة والمجلس حافل لمن يريد التأمل والعلم إن هذا العدوان ليس في مصلحة اليمن ولا حتى الدول المعتدية, ولكنهم يشجعون ذلك العدوان لمصلحتهم فهم يسعون لتدمير اليمن وإثارة الأحقاد واستنزاف السعودية والخليج وتوريطهم والتمهيد لتمزيق السعودية إلى أربع دويلات بعد الانتهاء من تمزيق اليمن.