الأدباء والمثقفون يستنكرون العدوان ويقفون صفا واحدا ضده

يستمر التنديد والاستنكار للعدوان السعودي على بلادنا من جميع أبناء شعبنا وبالأخص منهم المثقفون والأدباء الذين أبدوا استياءهم إلى ما صارت إليه الأمور من تعد للقوانين والأعراف الدولية واستهداف بنية هذا الوطن التحتية ومقدراته ومقوماته ومن خلال الاستطلاع التالي مع عدد من الأدباء والشعراء نستوحي الحس الوطن المعبر عن حب الوطن ورفضهم الكامل لأي مشاريع تشطيرية أو تقسيمية داعين جميع الأطراف اليمنية إلى لم الشمل وإيقاف المواجهة بين اليمنيين بجميع فئاتهم رصدنا ذلك من خلال أحاديثهم وقصائدهم.. فإلى التفاصيل:

إفلاس وعمالة
• بداية يقول الأديب والروائي محمد الغربي عمران: العدوان الخارجي نتيجة لإفلاس وعمالة وارتهان ساسة البلاد للخارج.. نعم هي رغبة من قبل السعودية مبيتة لإذلال الشعب اليمني وإضعاف مقومات البلاد وتشطيرها وإلحاقها بهم.. لكنهم لم يعتدوا إلا لفشل ساستنا الذين لازالوا يفكرون بأسلوب قطاع الطرق في إدارة الخلاف فيما بيننا.. فمن يجيز استخدام مليشيات مسلحة في فرض وجودها وسيطرتها على البلاد.. ومن يجيز أن يستدعي الرئيس المستقيل دول لضرب البلد.. ومن يجيز لحزب كالإصلاح يؤيد ضرب البلد وتدميره..
ويضيف: هذا العدوان الخارجي همجي ومرفوض.. لكن علينا أن ننظر إلى أنفسنا قبل إدانة غيرنا.. فنحن من فرشنا له الطريق وجهزنا له المبررات.. ونحن من أجرمنا في حق بلدنا لنستدعيه ليجرم أكثر فينا.. ولذلك ولردع هذا العدوان الهمجي يجب أن نضع سلاحنا من مواجهة بعضنا.. أن تكون هنا اتصالات سريعة بين الأطراف اليمنية ومحاولة لم الشمل..
وأشار إلى أن على المثقف أن يرفع صوته في وجه من يدمرون البلد باستدعاء الخارج والاستقواء به سواء السعودية أو إيران.. المثقف لا يملك غير صوته تطبيقاٍ لقول الرسول الكريم “من رأى منكم منكراٍ فليغيره..” إلخ الحديث.
اليمن ستتجاوز العدوان
ويقول الأديب والناقد عبدالرحمن مراد:
ما يحدث لليمن أرضاٍ وإنساناٍ مدان وغير مبرر وأثره النفسي والثقافي سيكون أثراٍ مدمراٍ ولا يخدم العلاقات الجيوسياسية بين اليمن والمملكة والذين نفذوا العدوان على اليمن سقطوا أخلاقيا وثقافيا ولن يكون لهم دور في المستقبل السياسي للإقليم العربي فغباؤهم قادهم إلى إطلاق رصاصة الرحمة على ذلك المستقبل خاصة بعد توقيع أتفاق لوزان ,وهو أتفاق سيكون أثره على المسار السياسي والدولة المركزية للإقليم .
أشعر بيقين مطلق أن اليمن ستخرج من رفاتها ومن بين الرماد كاأقوي مما كانت عليه وسوف نتجاوز حالات الاغتراب الذي كانت تعيشه . 
الغرض تدمير الأرض والإنسان
• من جانبها تؤكد الأديبة نبيهة محضور – رئيس نادي القصة – ذمار  –  أن عدوان الدول العشر الذي تقوده السعودية على اليمن عدوان غير مبرر  ولا شرعية له وإنما يستهدف إضعاف اليمن وتدميرها أرضاٍ وإنساناٍ وقام تحت مبرر واهُ وهو إعادة الشرعية لليمن لرئيس مستقيل فاقد الشرعية أصلاٍ وتقول: هذا التبرير استخدمته السعودية كذريعة  لشن معركتها ضد اليمنيين لتنفيذ مخطط أمريكي جديد يخدم الكيان الصهيوني ويخدم توسعه في المنطقة  ويضع العرب في مواجهة مع بعضهم البعض هذا العدوان الذي يعتبر تجاوزاٍ لقيم العروبة ومبادئها وانتهاكاٍ لحقوق الجوار وتعدياٍ سافراٍ لسيادة الوطن وتدخلاٍ في شؤونه الداخلية هذا الاعتداء الذي استهدف الأبرياء من الأطفال والنساء الذي استهدف البنى التحتية ويسعى إلى تدمير الجيش والذي يعتبر وصمة عار في جبين دول الخليج العربي وعلى رأسهم السعودية ومن تحالف معها وهي معركة خاسرة رغم عدم تكافؤها لأن اليمن كانت وستبقى عصية على الغزاة والمتآمرين ومن الأفضل لذلك التحالف القذر أن يحفظ ماء الوجه وينسحب.
وعلى الأدباء والمثقفين الاضطلاع بمسؤولياتهم لمواجهة هذا العدوان فهم مشاعل النور وهم حملة رسالة وعلى عاتقهم تقع توعية المجتمع والتصدي لكل الأفكار الهدامة واليوم يأتي دورهم في الكلمة الصادقة والمناصرة لقضية الوطن فالكلمة سلاحهم وقد يكون وقعها أكبر من السلاح فعلى المثقفين اليوم أن يتحملوا مسؤوليتهم أمام الله والوطن ومناصرة الوطن بعيداٍ عن أي تحيز مذهبي أو حزبي أو مناطقي  وعلى المؤسسات الثقافية تبني برنامجاٍ ثقافياٍ يناهض هذا العدوان والدعوة لوحدة الصف الشعبي بالشعر والمسرح والمقالة في جميع الوسائل الممكنة ينبغي أن تصل رسالة المثقف وأن يكونوا أصحاب مشروع وطني فالوطن اليوم احوج ما يكون للدفاع عنه.
وأكدت أن المجتمعات العربية تواجه مخططاٍ غربياٍ أمريكياٍ صهيونياٍ لإذلال العرب وتركيعهم  والاستيلاء على مقدراتهم وثرواتهم ولابد من توحيد الجهود لمواجهة ذلك وعلى الدول المشاركة في حلف السعودية الخروج من هذا الحلف الذي يستهدف بلادنا داعية دول العالم أن تستمع لصوت اليمنيين والاستجابة لإرادتهم فاليمانيون يرفضون هذا العدوان ويدينونه من الشمال إلى الجنوب وعلى منظمات حقوق الانسان مناصرة القضية اليمنية والوقوف إلى جانبها في الدفاع عن نفسها والتنديد بالدول المساندة لهذا التحالف الذي سعى لانتهاك حقوق الجوار وحقوق الانسان بقتلهم للأبرياء ولتدميرهم البنى التحتية لليمن دون وجه حق وبدون مبرر .
أعظم عدوان على مر التاريخ
• فيما يقول الشاعر الحارث بن الفضل: إن العدوان السعودي وتحالفه المشؤوم على بلادنا والمعروف بعاصفة الحزم يعتبر أعظم عدوان تعرضت له بلادنا عبر تاريخها الطويل والممتلىء بالحروب والصراعات لقد واجهنا الأحباش والفرس والمماليك والترك والبريطانيين وحتى السعودية تِواجهنا معها في حروبُ منفردة في بداية القرن العشرين وكانت سجالاٍ بيننا.
أما في هذه الحرب فقد تجلِى حقدها الدفين على هذا الشعب ومقدراته فحشدتú تحالفاٍ عشرياٍ لدولُ واجهنا بعضها منفردة في حروب عبر التاريخ مثل تركيا ومصر ولكن هذا الحقد الدفين على بلادنا وهي في أسوأ مراحلها تعاني من صراعاتُ عديدة على جميع الأصعدة السياسية والعسكرية والدينية والاجتماعية والاقتصادية ليبرهن على حالة الترقب للحظة التي تكون فيها بلادنا ضعيفة لتتمكن الجارة من تدمير الترسانة العسكرية التي بنتها بلادنا عبر زمن طويل وتحت ظروف مغايرة للظروف التي نعيشها اليوم مْتخذة لذلك عذراٍ أقبح من ذنب فيما تروج له من نصرة الشرعية  وعن أي شرعية تتحدث عن شرعية هادي التي تدعمها المملكة بشرعية السيسي وغيرها من رموز الانقلابات في العديد من دول التحالف العشري .
وأضاف: إن الهدف الأساسي لهذه العاصفة المشؤومة هو تدمير الجيش اليمني والتخلص من ترسانته العسكرية جواٍ وإثارة الصراعات الداخلية للتخلص من قياداته ورموزه الوطنية الكبيرة براٍ وبحراٍ وهنا تقع على عاتق المثقفين مهمة كبيرة لصد هذا العدوان وتعرية أهدافه وطموحاته ومحاولة توحيد الجبهة الداخلية وتقوية عزائم الجيش وتوحيده والوقوف إلى جواره باتجاه العدو الحقيقي والوحيد والذي هو السبب الوحيد وراء كل ما دار في بلادنا ويدور وإعادة المغرر بهم من المؤيدين للعدوان إما بسذاجة القروي أو ممن يستغلونهم لخدمة مصالحهم الشخصية الضيقة التي قدمتها أنانيتهم على مصلحة الوطن.
مؤكداٍ أهمية إطلاع الرأي العام العالمي على حقيقة ما يدور على بلادنا من عدوانُ غاشم في ظروف عصيبة عاشتها وتعيشها بلادنا ويضاعف العدوان منها. وليستغل كل منا قدراته الإبداعية في خدمة بلده شعراٍ ونثراٍ وإعلاماٍ وفناٍ ورسماٍ وتمثيلاٍ وغير ذلك من أشكال التعبير التي يمكن من خلالها إيصال مظلوميتنا للعالم.
كارثة إنسانية
• فيما تقول الشاعرة نوال القليسي: يجب أن يعي الاخوان في المملكة العربية السعودية والخليج بأن عاصفة الحزم وما خلفته من حصار بري وبحري وجوي ومن قصف متواصل على المدن حول حياة الناس إلى شبه موت مؤكد فهناك العديد من المدنيين الذين يذهبون ضحية القصف المتواصل كذلك يجب على الأخوة في الخليج أن يدركوا أن كل الشعب ليس حوثياٍ وأن هذه العاصفة خلفت كوارث إنسانية وأزمة اقتصادية خانقة على المواطن البسيط الذي لا ناقة له ولا جمل في الأمر فالرعب والقلق والخوف يداهم المدنيين ليل نهار من جراء القصف.
وأكدت أن على المثقفين العمل على نقل الرسائل التي تدعو إلى السلام وإيقاف الحرب ونبذ البندقية وإحياء كلمة الحوار بين كافة الأطراف السياسية في اليمن وإيثار مصلحة الوطن فوق المصالح الشخصية الضيقة إلى نشر الحب ومقت الكراهية بين أوساط الشعب اليمني الواحد وكذلك نقل رسالة إلى العالم بأننا أبناء الشعب اليمني ضد أي تدخل خارجي أياٍ كان طرفه ومصدره وضد أي عدوان يهدر كرامته وسيادة الأراضي اليمنية فنحن شعب حضارة وتاريخ من قبل آلاف السنين نستطيع بالحوار وتحكيم العقل والضمائر الحية الحفاظ على بلادنا ورفع شأنها عالياٍ.
مازالوا أحياء
فيما اقتصر الشاعر نبيل القانص الأحداث بأبيات نرى نشرها:
ما زالوا أحياء
وطيبين للغاية
يتجمعون في زاوية مظلمة
يتقاسمون الخوف
والأناشيد الوطنية
وتتسابق أيديهم إلى يد الأم
كي تمدهم بما تبقى من ألوانها الطبيعية ..
تلمعْ الحربْ من النافذة
كأنها تلتقطْ لهم صورا تذكارية
قبلِ أن تهاجم
و تعْض
 . ..
مازالت صلواتهم
تخترق الدخان
بمناقيرها
و تعود إليهم بزهر السماء
 . .
 مازالوا يضحكون
ويبكونِ
ويئنونِ
في انتظار أن تتعثر الحربْ
بركام أحلامهم.

قد يعجبك ايضا